رصدت جمعية الإمارات للفلك طلوع النجم سهيل، فجر اليوم 27 أغسطس، بواسطة عدسة عضو جمعية الإمارات للفلك تميم التميمي ، من أعلى جبل جيس برأس الخيمة، إذ تم تحديد موقعه باستخدام التليسكوب الالي ، وتمكن بعض الراصدين المشاركين من مشاهدة نجم سهيل بالعين المجردة.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك ، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ابراهيم الجروان، إن العرب يستبشرون بظهور هذا النجم الذي يكون علامة على انقضاء القيظ و بدء انحسار الحرارة العالية و بدء تحسن الأجواء وبداية الموسم الزراعي .
وأضاف أنه مع طلوع النجم سهيل يبدأ موسم الصفرية أو لصفري كما ينطق محليا ففي بداية طلوعه تكون 40 يوما لا يستقر الجو فيها على حرارة أو اعتدال ثم تستقر الأجواء المعتدلة بدأ من منتصف أكتوبر حيث يحل موسم الوسم ، فيما يدخل الشتاء بعد طلوع سهيل بقرابة 100 يوم .
وأشار إلى أن نجم سهيل الذي تستبشر بطلوعه العرب بجلاء القيظ وانكسار شدة الحر وإقبال الربيع والمطر، هو من ألمع نجوم السماء وسهيل عند العرب، فهو “البشير اليماني”، وله عندهم عدة أسماء، فهم يسمونه نجم اليمن ويسمونه سهيل اليماني أيضا، وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلا للنجم القطبي الشمالي، فهو يشير إلى جهة الجنوب، أما القطب الجنوبي نفسه فلا يظهر في سماء الإمارات، وعلى كل حال لا يوجد نجم معين يدل على اتجاه النجم الجنوبي كما هو الحال في القطب الشمالي.
وذكر أن وجود النجم سهيل فوق الأفق خلال الليل يستمر من نهاية اغسطس إلى نهاية أبريل في وسط الجزيرة العربية ، فيكون ظهورة فجرا خلال سبتمبر و اكتوبر، و في منتصف الليل خلال ديسمبر ويناير ، و اول الليل في مارس و ابريل.
ويستمر وجود النجم “سهيل” فوق الأفق بالنسبة لمناطق وسط شبه الجزيرة العربية لفترة تقارب ثمانية أشهر ونصف تقريبا، لمدة تقارب 7 ساعات يوميا، وقد تكون هذه الساعات خلال النهار، فلا يرى أبدا وذلك من بداية شهر مايو إلى منتصف شهر أغسطس.
ولفت إلى أنه مع ظهور نجم سهيل تبدأ ملامح بدء اعتدال الطقس، وانخفاض درجات ، و يبدأ منخفض الهند الموسمي بالضعف والتراجع جنوبا، وتهب مع طلوع سهيل رياح “الكوس”، وهي رياح جنوبية شرقية عالية الرطوبة، تعمل على تكوين سحب منخفضة على امتداد السفوح الشرقية لجبال الحجر في عمان والإمارات، قد يصاحبها هطول رذاذ يطلق عليها ” سحب الكوس” .
وتنشط “الروايح” أو “روايح الصيف”، التي تؤثر على مناطق ما حول جبال الحجر في الإمارات وعمان، ويطال تأثيرها المناطق الجبلية الوسطى في الإمارات من مدينة الذيد إلى مدينة العين، مسببة عواصف محلية ورياح هابطة قوية تصحبها السحب الركامية وهطول الأمطار الرعدية الغزيرة. كما تهب رياح نشطة لطيفة يطلق عليها “هبايب سهيل” تعمل على تلطيف الجو.
وخلال الفترة الممتدة من طلوع سهيل إلى حين الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر، قد تقدم موجات حارة يشتد الحر المشبع بالرطوبة، تطلق على ذلك العرب “وعكة” ومن أشهرها “وعكات سهيل” ويطلق عليها أيضا بين المزارعين في الخليج “حرة الدبس” حيث تتم إسالة الدبس من التمر، كما تسمى “حرة المساطيح”..