دشن سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، في مخيم “كالوبيي” شمال كينيا مشروع مبادرة “منزل مقابل كل منزل”، الذي أطلقته شركة “أرادَ” للتطوير العقاري بالشراكة مع “مؤسسة القلب الكبير” و”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” ليوفر منازل آمنة للأسر اللاجئة والنازحة في المخيم، وتفقد سموه سير العمل في العيادة الطبية في مخيم كاكوما التي أنشأتها “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” ومولت تكاليفها التشغيلية “مؤسسة القلب الكبير”.
جاء ذلك خلال زيارة ميدانية رسمية لجمهورية كينيا، نظمتها مؤسسة القلب الكبير وتضمنت وفداً من إمارة الشارقة ترأسه سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، حيث وضع سموه الحجر الأخير في آخر مساكن المرحلة الأولى من مشروع “منزل مقابل كل منزل” والتي تضم 176 منزل، وتفقد سموه المساكن المنجزة من المشروع، الذي يشمل في المرحلة الثانية 231 مسكناً، وأكد أهمية المشاريع الإنسانية ذات الأثر المستدام على اللاجئين والنازحين في المنطقة والعالم.
ويستوعب المشروع الذي تم الإعلان عنه في مارس 2022 أكثر من 240 عائلة يبلغ عدد أفرادها أكثر من 2030 لاجئاً من السودان وإثيوبيا وبوروندي والكونغو ورواندا وأوغندا، عبر بناء منزل للعائلات اللاجئة مقابل كلّ منزل تبيعه شركة “أرادَ” في مجمع “مَسار” السكني بالشارقة.
ويتضمن المشروع تطوير شبكة بنية تحتية مائية لتوفير الاحتياجات الأساسية من المياه النظيفة لأكثر من 43 ألف لاجئ و10 آلاف مواطن من المجتمع المضيف، حيث سيتم تأمين 20 ليتراً من الماء لكل فرد يومياً، بالإضافة إلى توفير 100 ألف ليتر من الماء للمجتمعات المضيفة المحيطة بالمخيم، لضمان الحفاظ على معايير النظافة والحياة الصحية.
وتفقد سمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، مشاريع المؤسسة في كينيا وزار مخيم “كاكوما” للاجئين، حيث التقى إدارة ومسؤولي المخيم، وتعرف على الإجراءات والسياسات المتبعة داخله، تلاه اجتماع مع ممثلي “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” للتعرف على أوضاع اللاجئين واحتياجاتهم الآنية والمستقبلية وأبرز المستجدات في المخيم.
وأكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الجهود الإنسانية متجذرة في المشروع الحضاري لدولة الإمارات وإمارة الشارقة التي التزمت وما تزال بدعم اللاجئين والنازحين، ومد يد الخير والعطاء للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الشارقة برؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات ودعم قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اختصرت المسافة بين المجتمعات المحتاجة وكل فرد من أبناء مجتمعاتنا، وبات فعل الخير في مجتمعنا يرتكز على مبادئ التنمية والاستدامة، ليستكمل الجهود القائمة ضمن الحملات العاجلة والإغاثية.
وقال سموه :” اللاجئون والنازحون في كل أنحاء العالم أولوية إنسانية لإمارة الشارقة، ومثلما نتطلع للحصول على نتائج فورية مما تقدمه الإمارة من جهود إنسانية، فإننا نتطلع إلى أن تُغيّر تلك الجهود مستقبل المجتمعات المحتاجة وتمكّنها من امتلاك الأدوات والوسائل التي تجعلها قادرة على تجاوز التحديات التي تمر بها، واستحداث فرص لعيش حياة مستقرة وآمنة على كافة المستويات، لهذا نهدف في كل مشروع نتبناه إلى تحويل العمل الإنساني إلى واجب صادق ونابع من شعور حقيقي لكل فرد ومؤسسة في المنطقة والعالم “.
وأضاف ” في مخيمات قائمة منذ عشرات السنوات، تجمع لاجئين من بلدان مختلفة، تُشكّل مقومات العيش المستدامة أولوية كبيرة، وتعادل الحاجة إليها الحاجة للمواد الإغاثية والمعيشية اليومية، وهذا ما يُحسب للمشاريع التي تبنتها مؤسسة القلب الكبير إذ استهدفت المشاريع التنموية المتعلقة بالصحة والتعليم والمسكن والتأهيل المهني، لذلك لمسنا خلال زيارتنا تأثير المشاريع على جودة حياة السكان، ومستوى معيشتهم، وحتى ثقافتهم في مواجهة التحديات التي يمرون بها، فكنا سعداء بقصص النجاح، وفرص العمل، وخيارات التعلم التي وصل إليها اللاجئون والنازحون في المخيمات “.
وزار سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي العيادة الطبية التي أنشأتها “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” ومولت تكاليفها التشغيلية “مؤسسة القلب الكبير” بقيمة 266,250 دولار لمدة عام بهدف توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية لنحو 22 ألف لاجئ وطالب لجوء في مخيم “كاكوما” 1، بمقاطعة توركانا في كينيا.
وتفقد سموه مرافق العيادة وآليات عملها، وطاقمها الطبي، إذ شمل تمويل “القلب الكبير” لها، تغطية نفقات برامج اللقاح الإلزامي ضد الحصبة، وشلل الأطفال والكزاز (التيتانوس) منذ الولادة ولغاية 5 أعوام، للاجئين في مخيم “كاكوما” والقادمين الجدد إلى المخيم من بلدة نادابال الحدودية، إلى جانب تغطية نفقات شراء المعدات واللوازم الطبية، وتنظيم العيادة للأنشطة التعليمية الصحية والفعاليات التوعوية المجتمعية، ورفع طاقتها الاستيعابية لاستقبال المزيد من المحتاجين للرعاية الصحية إضافة إلى توفير 20 شخصاً من الطاقم الطبي لاستقبال المرضى.
كما تفقد سمو المبعوث الإنساني لمؤسسة للقلب الكبير خلال زيارته لكينيا سير العمل في المبنى الجديد لبرنامج تمكين السيدات الذي أنشأته “القلب الكبير” و”نماء” للارتقاء بالمرأة بالتعاون مع مؤسسة “نانيوكي سبينرز أند ويفرز” Nanyuki Spinners and Weavers لتمكين 300 امرأة كينية مهنياً واقتصادياً من خلال برنامج تطوير مهاراتهن في الغزل والحياكة ونسج الصوف، ويتضمن المركز الجديد المقرر افتتاحه كاملاً خلال الربع الثاني من هذا العام مبنى جديد مكون من طابقين لاستيعاب أعداد أكبر من السيدات والفتيات إلى جانب تغطية جميع نفقات المعدات اللازمة للعمل والوجبات المقدمة للسيدات خلال فترة التدريب، إلى جانب تمويل الرسوم الدراسية للأطفال الأيتام من أبنائهن.. والتقى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي خلال الزيارة المسؤولين عن المشروع وعدداً من النساء المشاركات وتعرف على المهارات التي اكتسبنها خلال التدريب، وتفقد المراحل التشغيلية من المشروع والمنتجات.
وتضمنت الزيارة اجتماعاً مع إدارة منظمة “ريفيوشي” RefuShe الحاصلة على “جائزة الشارقة لمناصرة ودعم اللاجئين” للعام 2021، تقديراً للنموذج الملهم الذي قدمته في العمل مع الأطفال والفتيات والنساء من اللاجئين ضحايا الحروب والأزمات، وبرامج الدعم وتطوير المهارات التي وفرتها لهم للعيش بكرامة واستقرار.
واستمع سمو الشيخ سلطان بن أحمد إلى شرح مفصل حول الإنجازات التي حققتها المؤسسة بعد حصولها على الجائزة، إذ ساعدت 614 فتاة، منهن 365 فتاة خصصت لهن مشاريع التعليم الدائم، وبرامج تطوير مهارات أكاديمية، إلى جانب 184 فتاة و22 حرفية قدمت لهن ورش فنية، بالإضافة لـ 82 فتاة استفادت من برامج التأهيل البدني والنفسي والاجتماعي.
رافق سمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير خلال زيارته كل من: راشد عبدالله العوبد مدير هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعادل عبدالله محمد الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، وعلي محمد الخيال نائب رئيس مجلس أمناء بيت الشارقة الخيري، ومريم الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير، وعدد من المسؤولين والشركاء والداعمين والقائمين على المشاريع الإنسانية.