- حسن: منطقة التجارة الحرة لأفريقيا توفر سوقاً مشتركاً لـ 1.4 مليار نسمة ليكون الأكبر عالمياً بناتج يصل إلى 34 مليار دولار
- منطقة التجارة الحرة لدول القارة من المتوقع أن تخلق ما لا يقل عن 18 مليون وظيفة إضافية بحلول العام 2035
- دور بارز للصندوق الكويتي من خلال تقديم المساعدات الفنية والقروض الميسرة والمنح لأكثر من 51 دولة
أسامة دياب
أكد سفير جزر القمر نائب عميد السلك الديبلوماسي الأفريقي د.العارف سيد حسن عمق العلاقات بين الكويت والقارة الأفريقية، مثمنا جهود الكويت الحثيثة لتحقيق التنمية بكافة أشكالها في القارة الأفريقية.
وأشاد في كلمته التي ألقاها نيابة عن سفراء المجموعة الأفريقية خلال مؤتمر صحافي عقدته المجموعة بمناسبة يوم أفريقيا وذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والتي أصبحت الآن تعرف بالاتحاد الأفريقي ـ بالدور البارز للصندوق الكويتي الذي يتعاون حاليا مع أكثر من 51 دولة أفريقية من خلال تقديم المساعدات الفنية والقروض الميسرة والمنح، لدعم تمويل المشاريع والبرامج التنموية ولاسيما تلك المتعلقة بالبنية التحتية.
وأشار إلى أن النمو السريع الواعد لأفريقيا مستمر في جذب الاستثمارات الخارجية بما في ذلك الكويت التي عززت علاقاتها مع أفريقيا خلال السنوات الأخيرة وذلك في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية والإنسانية، والتي تتمثل بالزيارات المتبادلة بين القادة، والمنح الدراسية المخصصة لطلاب أفريقيا، والدور المؤثر للجالية الأفريقية المتواجدة بالكويت.
سوق عالمي
واستذكر د. حسن المبادرة الكريمة التي أعلنتها الكويت في عام 2013 خلال استضافتها أعمال القمة الأفريقية ـ العربية الثالثة، والتي بموجبها قدمت الكويت قروضا ميسرة للدول الأفريقية بمبلغ مليار دولار، إلى جانب تخصيص جائزة سنوية باسم الراحل د. عبدالرحمن السميط تتعلق بالأبحاث التنموية في أفريقيا.
ودعا إلى تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة لأفريقيا، حيث يسعى القادة الأفارقة إلى إقامة هذا المشروع الذي يهدف إلى دمج جميع الدول الأفريقية في سوق مشترك يضم 1.4 مليار نسمة، ما يجعله أكبر سوق عالمي بناتج دخل محلي يصل إلى 34 مليار دولار، الأمر الذي سيساهم في تعزيز التجارة المحلية وجذب المزيد من الاستثمارات إلى القارة مع زيادة الصادرات، مضيفا: من المتوقع أن تخلق تلك المنطقة بحلول عام 2035 ما لا يقل عن 18 مليون وظيفة إضافية.
وسلط حسن الضوء على الفرص الاستثمارية وتنوع اقتصادات الدول الأفريقية، والنمو المتسارع، والتحسن في السياسات المالية والنقدية، لافتا إلى أن فرص الاستثمار باتت سانحة أكثر من أي وقت مضى، وصارت الطرق لكافة الجهات الكويتية الاستثمارية المعنية ولرجال الأعمال الكويتيين ممهدة لاستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية بالقارة، وللعمل على تعظيم الاستفادة منها، وللمساهمة في التخفيف من وطأة بعض التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية.
ولفت إلى أن القارة الأفريقية تعد حاليا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، حيث تلعب الدول الأفريقية دورا بارزا في الاقتصاد العالمي، مضيفا: وفقا لصندوق النقد الدولي، فإن النمو الاقتصادي لأفريقيا هو أعلى من المتوسط العالمي. وتقدر الدراسات أن النمو الاقتصادي لأفريقيا في عام 2023 سيقف عند 3.7%، خلف جنوب شرق آسيا مباشرة، وقبل أوروبا وأميركا الشمالية بكثير.
أزمة السودان
بدوره، تحدث السفير السوداني لدى البلاد عوض الكريم الريح بلة عن دور القارة الأفريقية في الأزمات والمشاكل التي تحدث بها، وخصوصا في السودان،، مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقي يعتبر أكبر منظمة إقليمية، ومنذ سنوات رفع شعارا اعتبره كثيرون أنه سيكون حلولا أفريقية لمشاكل القارة.
وأضاف: نحن في السودان منذ اندلعت الأزمة الأخيرة منذ 15 من أبريل، كان رأينا واضحا، وطرحنا هذا الرأي في الأمم المتحدة، وهو أن السودان يفضل أن تحل هذه المشكلة عبر المنظمات الإقليمية، سواء كان الاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية، مذكرا بالتجربة التي كانت في دارفور، عندما كان التدخل في البداية أمميا، ولكن في النهاية، إصرار حكومة السودان واتفاق الشركاء الإقليميين، أدى إلى أن تكون العملية السياسية في دارفور عملية مختلطة، وكانت تجربة جديدة ومبتكرة في عمليات حفظ السلام على النطاق العالمي.
وتابع: ولتسوية هذا النزاع الذي نعتبره نزاعا داخليا، نرحب بمقترحات الأشقاء والأصدقاء في النطاق الإقليمي لأنهم هم الأقرب لشعبنا، وهم الذين يكتوون بنيران هذه المشكلة إذ إنها أصبحت عابرة للحدود، فنحن نرحب ونفتح أذرعنا لتقديم أي أراء أو مقترحات لنا في هذا النزاع ونحن نقدر التضامن الأفريقي الكبير والتضامن العربي الأخير الذي لمسناه خلال الأسابيع الماضية سواء في الجامعة العربية أو في الاتحاد الأفريقي أو غيره من المنظمات الإقليمية.