أكد طبيبان في علاج الأورام وأمراض الرئة، أن التدخين عامل رئيس لتزايد خطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان، فيما يُعد سرطان الرئة الأكثر شيوعاً وتسبباً في الوفيات الناتجة عن التدخين.
وأفاد رئيس جمعية الإمارات للأورام، استشاري ومدير خدمات الأورام في برجيل القابضة، الدكتور حميد الشامسي، بأن التدخين يعتبر عاملاً رئيساً في زيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان المختلفة، ومنها سرطان الرئة، وسرطان الحنجرة والفم، وسرطان البنكرياس، وسرطان المثانة، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكُلى.
وأوضح أن «سرطان الرئة يُعد الأكثر شيوعاً والأكثر تسبباً في وفيات التدخين، فيما يتسبب التدخين في زيادة خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والفم. ويشمل ذلك الشفتين واللسان والأنسجة المحيطة بالفم، إضافة إلى أن التدخين يُعد أحد العوامل الرئيسة المؤدية لسرطان البنكرياس».
وتابع أن «التدخين يرتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة، كما أن هناك علاقة بين التدخين وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم».
وأكد وجود دراسات تشير إلى أن التدخين يؤثر في صحة الأمعاء ويزيد من تكون الأورام، مضيفاً أن «هناك أدلة على ارتباط التدخين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى، حيث تتعرض للمواد السامة الموجودة في الدخان عن طريق الدم».
وذكر أنه «يمكن للتدخين أن يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى غير السرطانية، بما في ذلك أمراض القلب»، كاشفاً أن سرطان الرئة يُعد الخامس بين أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين الرجال في منطقة الخليج حسب بيانات المركز الخليجي للسرطان بين 1998 و2017.
وأوضح الشامسي أن التدخين يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان لأسباب عدة، أبرزها احتواء التبغ على مواد مسرطنة مثل النيكوتين والتربانتين والفورمالدهيد وأكثر من 70 مركباً مسرطناً آخر، وتأثيرات التلوث الداخلي، إذ يتسبب في إطلاق العديد من المواد السامة والدخان الجانبي، الذي يتعرض له الأشخاص المدخنون وغير المدخنين، إضافة إلى التأثير السام للتدخين على الأنسجة والأعضاء، حيث يؤدي إلى تهيجها وتلفها، ويمكن أن يسبب تغيرات جينية وتلفاً في الحمض النووي، مما يزيد من احتمالية نمو الخلايا السرطانية.
ولفت إلى أن «تأثير التدخين يمتد أيضاً إلى جهاز المناعة، إذ يضعف قدرته على محاربة الخلايا السرطانية ومنعها من الانتشار. وبالتالي، فإن الأشخاص المدخنين يكونون أكثر عرضة لتطور الأورام السرطانية، فيما يزيد التدخين على مدى فترة طويلة من تراكم المواد السامة في الجسم، ومن خطر الإصابة بالسرطان».
وكشف الشامسي أن نوع التدخين له تأثير على خطورة الإصابة بالسرطان؛ فهناك أدلة تشير إلى أن التدخين – بجميع أشكاله – يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك تدخين السجائر التقليدية والإلكترونية والشيشة؛ فالسجائر التقليدية تحتوي على تركيبة كيميائية معقدة تشمل المواد المسرطنة الموجودة في التبغ المحترق، وتعتبر العامل الأكثر شيوعاً وتأثيراً في زيادة خطر السرطان.
وتابع أن السجائر الإلكترونية لا تحتوي على التبغ المحترق، لكنها تحتوي على مواد كيميائية مضافة، يمكن أن تكون ضارة للصحة. أما الدخان الذي تنتجه الشيشة فيحتوي على مجموعة من المواد الكيميائية الضارة.
وقال: «للوقاية من السرطان يجب الامتناع عن التدخين بشكل كامل، والبدء في إجراءات الإقلاع عنه، وتجنب التدخين الثانوي – أي التدخين الذي يتنفسه الأشخاص غير المدخنين – والابتعاد عن المجموعات التي تميل إلى التدخين، والحفاظ على نمط حياة صحي، وإجراء فحص السرطان بانتظام».
من جانبه، قال أخصائي أمراض الرئة في مستشفى برجيل بالشارقة، الدكتور عبدالكريم نصار، إنه يعالج 10 حالات سنوياً للانقطاع عن التدخين.
وأضاف أن هناك مريضاً من جنسية عربية يبلغ 55 عاماً مارَس التدخين لمدة 30 عاماً وكان يدخن يومياً نحو 50 سيجارة.
وتابع أنه دخل المستشفى في نوبة انسداد الشعب الهوائية. وبعد التعافي، قرر الإقلاع عن التدخين نهائياً. وقد تمكن من ذلك من خلال الإرادة القوية ومساعدة الأهل والأصدقاء ومساعدة الطبيب، وبعض علاجات بدائل النيكوتين.
وأشار إلى أن هناك خمس طرق للإقلاع عن التدخين، هي وضع خطة تتضمن تحديد الصعوبات وكيفية التغلب عليها، وطلب المساعدة من الطبيب والعائلة والأصدقاء، وعدم الاستسلام لليأس، واستخدام علاج بدائل النيكوتين لكبح الرغبة في التدخين، وسؤال الطبيب عن الأدوية التي تفيد في الحد من الرغبة في التدخين.
وأكد أنه بعد مرور عام على الإقلاع عن التدخين، تتراجع احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى النصف، كما ينخفض خطر الإصابة بالجلطات. وبعد خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين يتراجع خطر الإصابة بسرطان الفم، والحلق، والمريء، والمثانة إلى النصف، ويصبح خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم مساوياً لاحتمالية إصابة غير المدخن. كما أن خطر السكتة الدماغية ينخفض ليصبح كاحتمالية إصابة غير المدخن بعد سنتين إلى 5 سنوات.
المدخنون أكثر عرضة لتطوّر الأورام السرطانية مقارنة بغير المدخنين.