أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن يوم الثاني من ديسمبر يحلّ على دولة الإمارات في كل عام وقد تبوّأت مكانةً عالميةً أرفع مدفوعةً بإنجازات نوعية في شتى المجالات، يتبارى في تحقيقها أبناء وبنات الإمارات مستلهمين بدايات هذه النهضة الحضارية التي نعيش تفاصيلها الآن، وولدت مع إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وما واكب فترة التأسيس من تحديات صغُرت أمام إرادة رجال توحّدت عزيمتهم ووضحت رؤيتهم نحو غدٍ مشرق أوجدوا من الضمانات ما يكفل الوصول إليه بقوة الاتحاد وصلابة بنيانه ومتانة أسسه، انطلاقاً من عمق الانتماء لتراب هذا الوطن الغالي والولاء لقيادته الرشيدة التي تضع تقدُّم ورفعة شعب الإمارات وسعادته واستقراره في مقدمة الأهداف والغايات.
جاء ذلك بمناسبة احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الـ52، حيث رفع سمو ولي عهد دبي أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حُكّام الإمارات، بهذه المناسبة الوطنية الغالية، سائلاً المولى عزّ وجلّ، أن يديم على دولة الإمارات أسباب التقدُّم والازدهار وعلى قيادتها الرشيدة موفور الصحة والعافية، وعلى شعبها الأبي الكريم مزيداً من مقومات الرفعة والريادة.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد: “يحلّ علينا اليوم الوطني هذا العام وقد استضافت دولة الإمارات حدثاً ربما يكون الأهم والأكثر ارتباطاً بمستقبل العالم أجمع، حيث انطلقت أعمال مؤتمر الأطراف كوب28، في مدينة إكسبو دبي، وهي التي شهدت أيضاً العام قبل الماضي حدثاً عالمياً آخراً على قدر كبير من الأهمية ارتباط كذلك بمستقبل العالم والابتكارات المسؤولة عن تشكيل ملامحه وهو “إكسبو 2020 دبي”.. وليس من قبيل المصادفة أن يختار العالم الإمارات لتكون نقطة التقاء قاداته وصُنّاع القرار المسؤولين عن تحديد مستقبله، وسط عشرات الفعاليات العالمية الأخرى التي تشهدها الدولة على مدار العام، تدور جميعها حول محور واحد وهو صناعة المستقبل، إنما يأتي هذا الاختيار كشهادة ثقة وتقدير لمكانة دولة الإمارات التي أضحت اليوم شريكاً مؤثراً للعالم في اكتشاف فرص جديدة تدعم تقدمه وتطوره على ركائز مستدامة، ونموذجاً مُلهماً للتنمية الواعية التي تضع سعادة الإنسان واستقراره ورفعته في مقدمة الأولويات”.
وأضاف سموه: “هذه المكانة الرفيعة لم تكن لتتحقق لدولة فتية تجاوز عمرها نصف القرن بقليل، لولا الرؤية الطموحة التي انطلقت بها مسيرة النماء المباركة على يد المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومعه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بدعم من الآباء المؤسسين، طيّب الله ثراهم جميعاً، لتؤتي ثمارها اليوم إنجازاتٍ مشهودةً في شتى المجالات، الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وصولاً لتحقيق حلم زايد بحجز مكانة متقدمة في نادي الكبار في مجال اكتشاف الفضاء.. إنجازات يُشار لها بالبنان تسرد فصولاً مجيدة في قصة اتحاد أثبت للعالم أنه أكبر من أي صعاب أو تحديات”.
واستطرد سموه قائلاً: “نجحت دولة الإمارات على مدار أكثر من خمسة عقود في تقديم نموذج للدولة الواعية بمسؤولياتها تجاه جميع الأشقاء والأصدقاء في المنطقة والعالم، حيث تقدمت دائماً الصفوف تمد يد العون لكل محتاج في مواقف الشدائد والملمات، وتصدّرت الإمارات قوائم الدول المانحة للمساعدات الإنمائية لسنوات، وكانت مواقفها الثابتة حيال كافة القضايا الإقليمية والدولية أساسها الدعوة إلى السلام والأمن والاستقرار والعمل من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، في حين لم تبخل كذلك بمشاركة تجربتها التنموية الناجحة مع كل من يطرق بابها للاستفادة من هذه التجربة التي أصبحت محط أنظار العالم وتقديره، لتؤكد يوماً تلو الآخر أثرها الإيجابي في نشر أسباب الأمل والتفاؤل بين الناس في كافة ربوع الأرض”.
وأضاف: “نجدّد في هذا اليوم العهد والوعد لوطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة وشعبنا المعطاء أن نواصل العمل على قلب رجل واحد من أجل صون مكتسبات الوطن والعمل على الارتقاء بقدراته ومكانته ضمن مختلف مؤشرات التنافسية العالمية وصولاً للمراكز الأولى في شتى المجالات”.
واختتم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بالتأكيد على أن “اليوم الوطني” سيظل دائماً في مقدمة المناسبات التي نتدبّر فيها دروساً وعِبَر تراكمت ضمن فصول ملحمة بناء وتطوير عنوانها “لا سقف للطموح”، في دولة فتحت أبوابها مرحبةً بكل صاحب فكرٍ مُبدِع وكل طموحٍ كبير لتكون الإمارات على الدوام الوجهة الأمثل للنمو والشريك الأجدر بالثقة في رحلة عمل لا تعرف الكلل يتشارك فيها الجميع فرص النجاح ويتعاونون في قهر التحديات، من أجل مستقبل واعد مستدام.