شكا سائقون في المنطقة الشرقية سلوكيات خاطئة يرتكبها قائدو الدراجات النارية المخصصة لتوصيل الطلبات للمنازل «دليفري»، مؤكدين أن التوقف المفاجئ، والتجاوز الخاطئ وعدم الانتباه أثناء القيادة أبرز السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها سائق الـ«دليفري» على الطرق، مشيرين إلى زيادة عدد الـ«دليفري» على الطرق بشكل غير مسبوق وارتكابهم مخالفات من أجل سرعة توصيل الطلبات ما يعرض حياتهم للخطر.
وأشاروا إلى أن سائقي الـ«دليفري» يرتكبون مخالفات مرورية تعرض حياتهم وحياة مرتادي الطرق للخطر، نتيجة زيادة اعتماد مطاعم الوجبات الجاهزة أو المحال على توصيل الوجبات إلى المنازل، وتحفيز قائدي الدراجات النارية العاملين لديها بمكافآت مالية لسرعة توصيل الطلبات إلى الزبائن.
وأكدوا أن التوسّع في الاعتماد على الـ«دليفري» في توصيل الطلبات امتد إلى توصيل الأدوية والزهور والمستلزمات المنزلية وأدوات التنظيف، وجعل الدراجات النارية تنتشر على كل الطرق بكثافة، مطالبين برفع الاشتراطات المطلوبة على رخصة الدراجة النارية وعدم إعطاء الرخصة إلا بعد خضوع طالبي الرخصة إلى دورات توعية مرورية.
من جانبه، أكد مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الفجيرة، العقيد صالح محمد عبدالله الظنحاني، ارتفاع أعداد الدراجات النارية في الإمارة مع زيادة شركات توصيل الطلبات، لافتاً إلى رصد سلوكيات سلبية لسائقي الدراجات النارية غير الملتزمين بإجراءات السلامة المرورية، وبقواعد السير والمرور تمثلت في عدم الالتزام بخط السير، والتجاوز بشكل مفاجئ والدوران بصورة خاطئة.
وأشار إلى أن الدراجات النارية لا تشكل أرقاً للجهات المرورية إذ يتم مخالفاتها بقوانين المرور والسير وضبطها كما حال المركبات، موضحاً أن أغلبية الشكاوى الواردة إلى الإدارة فردية ويتم التعامل معها بشكل فوري حال كان قائد الدراجة النارية مخالفاً للاشتراطات المرورية، متابعاً أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت ارتفاعاً كبيراً في رخص قيادة الدرجات النارية.
إلى ذلك قال أحد سكان الفجيرة، أحمد محمد اليماحي، إن دراجات الـ«دليفري» في تزايد كبير خلال الأعوام القليلة الماضية نتيجة الاعتماد الكلي عليها من قبل الأشخاص والتوسع في نشاط المحال والمطاعم التي تستخدم مثل هذا النوع من خدمات التوصيل، بالإضافة إلى التنافس على سرعة وصول الطلب للمنازل، مطالباً مدارس تعليم السياقة برفع الثقافة المرورية للمقبلين على الرخص مع حثهم على اتباع القوانين المرورية التي تحفظ حياتهم وحياة مرتادي الطرق.
وأضاف أن عدداً كبيراً من المطاعم أو الشركات تحفز عمالها على سرعة توصيل الطلبات من خلال مكافآت مالية بناء على عدد الطلبات التي يوصلها خلال ساعات العمل، الأمر الذي يدفع سائقي الـ«دليفري» لارتكاب مخالفات مرورية للتمكن من الحصول على الحوافز المالية.
وأيده في الرأي المواطن جمعة سعيد الزعابي، قائلاً إنه يعاني التوقف المفاجئ للدراجة النارية أو تجاوزها الخاطئ، خصوصاً أن بعضهم ينشغلون بهواتفهم لتتبع الخريطة التي توضح منزل العميل والوقت المستغرق لوصوله ما يجعله غائباً تماماً عن الطريق، وتركيزه الوحيد منصب على توصيل الطلب في أسرع وقت ممكن.
وتابع أن بعض قائدي الدراجات يعرضون حياتهم للخطر نتيجة السلوكيات الخاطئة، والتجاوز بين المركبات لاختصار الوقت.
واقترحت المواطنة ريم عبدالله الحمادي، إشراك المجتمع في تقييم قيادة درجات الـ«دليفري» ووضع ملصق على صندوق حفظ الأطعمة يوضح رقم التواصل من أجل تقييم قيادتهم، مؤكدة أنها تتواصل بشكل مباشر مع شركات التاكسي المحلية عندما تجد تصرفاً خاطئاً من قائدي هذه الشركات ويتم توعيتهم لتجنب وقوع الحوادث، مشدّدة على ضرورة تعميق الثقافة المرورية لقائدي الدراجات النارية، من خلال توعيتهم المرورية ثم ضبط سلوكهم من خلال تحرير المخالفات المرورية للأشخاص غير الملتزمين بالتعليمات المرورية المطلوبة.
تعزيز السلامة المرورية
أفادت القيادة العامة لشرطة الفجيرة بأنها تبذل جهوداً مكثفة من أجل تعزيز السلامة المرورية لمستخدمي الدراجات النارية، بهدف جعل الطرق أكثر أمناً من خلال ترسيخ مبادئ الثقافة المرورية بعدد من برامج التوعية المرورية التي تستهدف قائدي الدراجات النارية المخصصة لتوصيل الوجبات الجاهزة والطلبات للمنازل، بالإضافة لرفع مستوى الإدراك والوعي المروري لديهم بأهمية التقيد بالتعليمات اللازمة.