أفاد سائقون بأن أبرز التحديات التي تواجههم أثناء قيادة المركبة على الطرق في نهار شهر رمضان المبارك، هو التغلب على النعاس، وقلة التركيز والانتباه لدى البعض، بسبب تغيّر عادات النوم والسهر الطويل في ليالي الشهر الفضيل، مؤكدين أهمية نشر التوعية بأخطاء القيادة أثناء الصيام، وإرشادات تجنبها للحد من الحوادث المرورية المترتبة عليها.
من جانبها، حذرت شرطة أبوظبي، السائقين من خطورة عدم أخذ قسط كافٍ من النوم، إذ قد يسبب النعاس وقوع حوادث مرورية خطرة، مثل تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء والانحراف المفاجئ وغيرهما.
وتفصيلاً، قال سائقون لـ«الإمارات اليوم»، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إنهم يرصدون بصفة دورية أخطاء شديدة الخطورة أثناء قيادة المركبة، من أبرزها عدم الانتباه والتركيز، وانحراف المركبة إلى المسار المجاور، مشيرين إلى خطورة النعاس أثناء القيادة الذي قد يتسبب في حوادث قاتلة.
وأكدوا أهمية تجنب الرحلات الطويلة في نهار شهر رمضان، بسبب قلة التركيز والانتباه، مشيرين إلى أن أكثر التحديات التي تواجه السائق الصائم هي كيفية التغلب على النعاس وعدم الغفوة أثناء القيادة، بسبب السهر الطويل، وتغير عادات النوم.
وحسب تقارير مرورية محلية، تزيد الحوادث بسبب التعب والنعاس خلال شهر رمضان المبارك، نتيجة عدم أخذ السائقين قسطاً وفيراً من النوم، ما يفقدهم التركيز أثناء القيادة.
وذكرت التقرير أن «بعض الصائمين» قد يرتكبون مخالفات مرورية، أو يتسببون في حوادث جسيمة على الطرق، بسبب عدم الحصول على قسط كاف من النوم، وشعور بعضهم بالإرهاق، أو العطش والجوع في شهر رمضان، الذي تنخفض فيه معدلات التركيز لدى بعض السائقين، بسبب التغيرات التي تطرأ على الجسم نتيجة الصيام.
وتشير دراسات عالمية إلى أن القيادة أثناء النعاس والإرهاق تعتبر أحد أكبر مسببات الحوادث التي تحصل يومياً على الطرق، حيث يغفو السائق فجأة دون شعوره، بسبب قلة ساعات النوم أو القيادة المستمرة دون توقف أو راحة.
من جهته، قال مدير فرع التوعية والتثقيف بإدارة المرور والدوريات الأمنية في مدينة العين، الرائد خالد محمد العزيزي، إن الصيام قد تكون له تأثيرات في السائقين فسيولوجياً ونفسياً، مع انخفاض نسبة السكر في الدم، الذي يؤثر في الانتباه والتركيز والرؤية، لافتاً إلى أهمية ردود أفعال السائقين الإيجابية، والتيقظ لما يدور حولهم من أحداث أثناء قيادة المركبة.
وحث السائقين على الالتزام بقوانين السير، وتجنب السرعة الزائدة، وترك مسافة أمان كافية بين المركبات، واستخدام حزام الأمان، والتعاون مع الدوريات المرورية في تعزيز الانسيابية المرورية، وتجنب السلوك الخطأ والمزعج للآخرين، كالوقوف الخطأ.
وأشار العزيزي إلى أن أبرز الأخطاء التي يقع فيها السائقون هو عدم تخطيطهم بصورة جيدة لرحلاتهم، وخصوصاً خلال الشهر الفضيل، ويتضح ذلك من خلال عدم أخذ القسط الكافي من النوم، وعدم ترك مسافة أمان كافية، وما يتسبب به النعاس في وقوع حوادث كتجاوز الإشارة الحمراء والوقوف الخطأ للمركبات بالقرب من المساجد في أوقات صلاة التراويح.
وذكر أن الانشغال بغير الطريق يؤدي إلى الانحراف المفاجئ للمركبة، ووقوع الحوادث المرورية المؤلمة، بسبب استخدام الهاتف لتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أو إجراء مكالمة، أو التقاط الصور التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، وأيضاً وقوع حوادث مرورية نتيجة عدم الانتباه للطريق أثناء القيادة، لافتاً إلى ضرورة إيقاف المركبة في أقرب موقف آمن، في حالة الشعور بالتعب نتيجة السهر خلال شهر رمضان، تفادياً لوقوع الحوادث المرورية.
37 حادثاً بسبب التعب والنعاس
شهدت طرق الدولة خلال السنوات الماضية حوادث مرورية، بسبب التعب والنعاس اللذين يصيبان بعض السائقين أثناء القيادة، وسجلت وزارة الداخلية في عام 2022، وقوع 37 حادثاً على مستوى الدولة، بسبب التعب والنعاس، موزعة بين 28 حادثاً في أبوظبي، وحادثين في دبي، وأربعة حوادث في الشارقة، وحادث في أم القيوين، وحادثين في رأس الخيمة. وأكدت دراسة حديثة أن تأثير النعاس في السائق شبيه بتأثير الكحول، فيما حث خبراء المرور وأجهزة الشرطة، ضمن حملات التوعية المستمرة، السائقين عند الشعور بالنعاس أو الإجهاد، على إيقاف المركبة على كتف الطريق الأيمن للراحة.