أكد طلبة وأولياء أمور لـ«الإمارات اليوم» أن كثرة الواجبات المدرسية سواء التقليدية أو في المنصات التعليمية المختلفة، التي تعتمدها المدارس الحكومية والخاصة، تشكل عبئاً إضافياً عليهم، خصوصاً بعد يوم دراسي طويل، مشيرين إلى أن «زخم المهام المنزلية يؤثر سلباً في دافعية الطلبة، ويمنعهم من قضاء وقت كافٍ للراحة أو تنمية مواهبهم».
وأوضحوا أن اليوم الدراسي، الذي يمتد من الثامنة صباحاً إلى الرابعة عصراً، يترك الطلبة مرهقين وغير قادرين على استيعاب مزيد من الأنشطة التعليمية في المساء، ما يؤدي إلى تشتيت تركيزهم، وتراجع دافعيتهم تجاه الدراسة.
في المقابل، أكدت مديرة مدرسة وعدد من المعلمات أن الواجبات المدرسية تسهم في تحسين مستويات الطلبة المعرفية، كما أن المدارس تطبق استراتيجيات ممنهجة تخدم مصلحة الطلبة، وتتناسب مع مرحلتهم التعليمية.
وأضفن أن المنصات التعليمية أثبتت فاعليتها في تعزيز تحصيل الطلبة الأكاديمي، من خلال دعم شرح المعلم خلال الحصص الدراسية، وتثبيت المعلومات المكتسبة، وأكدن أن إدارة الوقت للطلبة من قبل أولياء أمورهم، ستمكنهم من التوفيق بين مراجعة الدروس وحل الواجبات وممارسة الهوايات والمواهب.
وتفصيلاً، ذكرت طالبة تدرس في الصف السابع بمدرسة حكومية، فاطمة الأنصاري، أنها تعود إلى المنزل في الرابعة والنصف مساء، لأنها تستخدم الحافلة المدرسية، ويتمثل جدولها اليومي بعد عودتها من المدرسة في تناول الغداء وأخذ نصف ساعة بعده للراحة، ثم البدء في حل الواجبات على الكتب أو الدفاتر والمنصات التعليمية، ناهيك عن مهام الحفظ، الأمر الذي يشعرها بالإرهاق، إذ تجد صعوبة في إدارة وقتها الذي تقضيه بين إتمام الواجبات المدرسية ومراجعة الدروس.
وأكد طالب في الصف الـ11، يدرس في مدرسة خاصة تتبع المنهاج البريطاني، آدم محمد، أنه يواجه صعوبة في إنجاز واجباته المدرسية عبر المنصة التعليمية الخاصة بالمدرسة، حيث يتلقى تكاليف متعددة من معلمي المواد المختلفة طوال الفترة المسائية، مضيفاً أن الوقت المتاح له لا يكفي لإتمام جميع الواجبات المطلوبة، إضافة إلى مراجعة الدروس استعداداً لأي امتحان قصير مفاجئ.
وأشار إلى أنه اضطر لتخصيص عطلة نهاية الأسبوع لممارسة هوايته (السباحة)، بعدما أصبح من الصعب عليه التوفيق بين تدريباته اليومية خلال أيام الأسبوع، لافتاً إلى أنه كان ملتزماً بالتدريبات خلال عطلة الصيف، لكنه يواجه صعوبة في الحفاظ على الالتزام نفسه، بسبب الأعباء الدراسية المتزايدة.
وقالت ولية أمر لثلاثة طلبة في مدرسة حكومية، فاطمة آل علي: «أبنائي يعودون منهكين بعد يوم دراسي طويل، ورغم ذلك يتم تكليفهم بكمية كبيرة من الواجبات المنزلية، هذا يجعل من الصعب عليهم الاستعداد للمواد الدراسية الأخرى، أو ممارسة أي أنشطة إضافية، والوقت المتبقي لهم في المساء لا يكفي لإنجاز كل المهام المطلوبة».
وأكدت مديرة مدرسة، عائشة الزيودي، أن الواجبات المدرسية تُعطى للطلبة لضمان تواصلهم مع المحتوى التعليمي، وتعزيز فهمهم للدروس، موضحة أن إدارات المدارس تعتمد استراتيجيات تتناسب مع كل مرحلة دراسية، لتحسين استيعاب الطلبة، وتثبيت المعلومات في أذهانهم، كما يعتمد المعلمون إجابات الطلبة التي حلوها في الواجبات، لتقييم مدى فهمهم للدروس.
وأضافت الزيودي أن الطلبة في مراحل رياض الأطفال ينتهون من التدريبات المطلوبة داخل المدرسة، بينما تكون الواجبات المنزلية ضرورية للطلبة في مراحل التعليم الأساسي، خصوصاً في المواد الأساسية، مثل اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية، لتطوير مهارات القراءة والكتابة لديهم. وأشارت إلى أن المنصات التعليمية أثبتت فاعليتها في تحسين مستويات الطلبة الأكاديمية، وتعزيز تحصيلهم العلمي، مؤكدة إرسال خطط أسبوعية مفصلة إلى أولياء الأمور، تتضمن الدروس والواجبات المطلوبة طوال الأسبوع، ما يسهم في تنظيم وقت الطلاب، وتسهيل متابعة تقدمهم الأكاديمي.
وقالت معلمة اللغة العربية لطلبة المرحلة الابتدائية، نور محمد، إن الواجبات المدرسية تُعدُّ عنصراً مهماً في تطوير المعرفة لدى الطالب، وتعزيز مهاراته في مجالات يحددها المعلمون خلال تقديم الدروس، كما تسهم الواجبات في تحسين قدرة الطالب على التعامل مع الأسئلة التدريبية والامتحانات، ما يترك أثراً إيجابياً في تحصيله الأكاديمي، ويعزز ثقته بما اكتسبه من معارف وخبرات.
وذكر الأخصائي النفسي والاجتماعي، عمر الرئيسي، أن الضغوط التي يتعرض لها الطالب بعد انتهاء الدوام المدرسي، مثل كثرة الواجبات المدرسية، وتوزيع وقته بين حلها ومذاكرة دروسه أو حضور دروس التقوية المكثفة، قد تؤدي إلى ضغوط نفسية، تتمثل في القلق والتوتر، مشيراً إلى أن الضغوط يمكن أن تنعكس على الطالب بأعراض جسدية، مثل الصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم.
وأضاف أن الطالب عندما يكون مرهقاً، فإنه لا يحقق أي استفادة تعليمية أو تدريبية تُذكر.
وشدد على أهمية تنظيم وقت الطالب، ومنحه فترات كافية للراحة، لاستعادة قوته الذهنية والجسدية، مع دور مهم للأهل في تحقيق ذلك.