- الكويت شريك موثوق وصديق مقرب
أسامة دياب
أكد عميد السلك الديبلوماسي سفير جمهورية طاجيكستان لدى البلاد د.زبيد الله زبيدوف أن بلاده تحتفل هذا العام بالذكرى الـ 34 لاستقلالها، وهو حدث يمثل «علامة فارقة ولحظة اعتزاز كبرى للشعب الطاجيكي العريق»، مشيرا إلى أن طاجيكستان، منذ إعلان استقلالها في 9 سبتمبر 1991، نجحت في ترسيخ مكانتها كدولة مستقلة تستمد جذورها من الإرث الحضاري لدولة السامانيين.
وقال زبيدوف في تصريح صحافي بهذه المناسبة إن استقلال الدولة أتاح للطاجيك فرصة تاريخية للالتفاف حول علمهم الوطني والعمل المشترك للتغلب على أصعب التحديات، وقيادة البلاد نحو مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.
وأضاف ان بلاده، خلال فترة قصيرة نسبيا، خطت خطوات واسعة لتعزيز ركائز الدولة الديموقراطية والعلمانية والاجتماعية، وتحديد مسارات سياستها الداخلية والخارجية بما يتواءم مع مصالحها الوطنية.
وأشار إلى أن «الدور المحوري» في تثبيت دعائم الاستقلال يعود إلى جهود مؤسس السلام والوحدة الوطنية، زعيم الأمة، الرئيس إمام علي رحمان، الذي قاد البلاد نحو الاستقرار والتنمية رغم الظروف الإقليمية والدولية المعقدة.
وأوضح السفير أن حكومة طاجيكستان أولت اهتماما كبيرا بتحسين مستوى معيشة المواطنين، والاستثمار في التعليم والثقافة والرعاية الصحية، ودعم الفئات المحتاجة، فضلا عن استقطاب الشباب نحو تعليم نوعي يعزز روح الانتماء الوطني. وأكد أن هذه السياسات أسهمت في توسيع علاقات البلاد مع مختلف دول العالم، وترسيخ مبدأ «الأبواب المفتوحة» الذي رفع مكانة طاجيكستان على الساحة الدولية.
وفي هذا الإطار، لفت إلى أن بلاده تعد اليوم شريكا فاعلا في المنظمات الدولية والإقليمية، وتتمتع بعلاقات ديبلوماسية مع أكثر من 180 دولة، وعضوية كاملة في 57 منظمة دولية، موضحا أن المجتمع الدولي يعترف بطاجيكستان كدولة رائدة في قضايا المياه والمناخ وحماية الأنهار الجليدية.
وأشار زبيدوف إلى أن الكويت كانت من أولى الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية طاجيكستان، كما كانت أول دولة عربية يزورها رسميا رئيس طاجيكستان، وقد أقيمت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في 31 مارس 1995، لتشهد لاحقا تطورا متواصلا مدعوما بروابط الصداقة والعلاقات الأخوية بين قيادتي البلدين.
وقال إن العلاقات بين طاجيكستان والكويت تستند إلى سياسة خارجية متوازنة وواضحة للرئيس إمام علي رحمان، مؤكدا أن الروابط الوثيقة بين الرئيس وصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد كان لها دور رئيسي في تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها نحو آفاق أرحب.
ورغم تطور الجانب السياسي، أشار السفير إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية لاتزال «دون مستوى الطموحات»، مؤكدا وجود إمكانات واسعة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة، تعمل الجهات المختصة في البلدين على تفعيلها.
ووصف زبيدوف الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس إمام علي رحمان للكويت في الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر 2024 بأنها شكلت «دفعة قوية» لمسار التعاون، حيث التقى خلالها سمو الأمير وسمو ولي العهد وكبار المسؤولين، وتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي أرست أساسا متينا لتوسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وأشاد بالدعم المهم الذي تقدمه الكويت لمسيرة التنمية في بلاده، خصوصا عبر التمويل المقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأشار أيضا إلى انعقاد الدورة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين في الكويت بين 4 و6 فبراير 2025، والتي اعتمد خلالها الطرفان «خريطة طريق مشتركة» لتعزيز التعاون، كما زار وفد طاجيكي رفيع المستوى الكويت في مايو 2025 لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات واستكشاف فرص جديدة.
وعلى الصعيد الدولي، أكد السفير أن طاجيكستان والكويت تربطهما شراكة وثيقة داخل المنظمات الإقليمية والدولية، ومنها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحوار التعاون الآسيوي ومجلس التعاون الخليجي، وغالبا ما يتبنى البلدان مواقف متطابقة تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى استضافة الكويت في نوفمبر 2024 للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول «عملية دوشنبه»، بالتعاون مع طاجيكستان ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وبمشاركة الرئيس إمام علي رحمان، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، مؤكدا أن هذا الحدث شكل محطة مهمة لتعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب.