استخدمت روسيا ترسانتها بعيدة المدى لقصف مناطق عدة جديدة في أوكرانيا أمس، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن مدنيين اثنين وإلحاق أضرار بمنازل، وبينما أحيا الأوكرانيون ذكرى تحرير بوتشا، استبعد الكرملين وقف هجومه على أوكرانيا على الرغم من دعوة حليفه الرئيس الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى هدنة.
وتفصيلاً، واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا في الحرب التي دخلت عامها الثاني بالفعل. إلى جانب مقتل ما لا يقل عن اثنين في أوكرانيا، أصيب 14 مدنياً آخر في ساعة مبكرة من صباح أمس عندما شنت روسيا هجمات بصواريخ وقذائف وطائرات مسيرة متفجرة وقنابل انزلاقية، حسبما ذكر مكتب الرئاسة الأوكرانية.
وأصاب صاروخان روسيان مدينة كراماتورسك في منطقة دونيتسك شرقاً، ما أدى إلى إلحاق أضرار بثمانية مبان سكنية. وقال المكتب إن مدنياً قتل وخمسة آخرون أصيبوا في أنحاء منطقة دونيتسك جراء الغارات.
وضربت تسعة صواريخ روسية مدينة خاركيف، ما أدى إلى إلحاق أضرار بمبان سكنية وطرق ومحطات وقود وسجن. كما استخدم الروس طائرات مسيرة متفجرة لمهاجمة منطقة خاركيف.
كما قصفت القوات الروسية مدينة خيرسون جنوباً، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة اثنين آخرين. وتعرضت قرية لفيف في منطقة خيرسون لقصف بقنابل انزلاقية دمرت حوالي 10 منازل.
كما أصاب وابل القذائف الصاروخية مدينة زاباروجيا وضواحيها، ما تسبب في اندلاع حرائق كبيرة.
وأعلن الجيش الأوكراني أن المناطق القريبة من كوبيانسك وليمانسك وباخموت وأفدييفكا ومارينسك تعرضت لهجمات.
وقال إنه: «تم صد ما مجموعه 47 هجوماً شنته قوات روسيا».
في الأثناء أحيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكرى ضحايا جرائم الحرب الروسية التي ارتكبت في بلدة بوتشا بشمال غرب كييف، وذلك بمقطع مصور في الذكرى السنوية الأولى لتحريرها من القوات الروسية.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تليغرام أسفل مقطع مصور يضم مجموعة من الأحداث التي شهدتها بوتشا العام الماضي: «رمز لفظائع جيش الدولة المحتلة. لن نغفر أبداً. سنعاقب كل الجناة».
وبحسب الفيديو، سجلت هيئة الادعاء ما يربو على 9000 جريمة حرب روسية في بوتشا وما حولها. ولقي أكثر من 1400 شخص حتفهم وتم العثور على ما يربو على 175 جثة في مقابر جماعية أو «غرف تعذيب».
من جهته دعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف موسكو الوحيد في أوروبا، إلى هدنة ومفاوضات «غير مشروطة» لإنهاء الحرب محملاً الغرب مسؤولية النزاع. قال رئيس بيلاروسيا إن موسكو قد تنشر أسلحة نووية استراتيجية في بلاده إلى جانب جزء من الترسانة النووية التكتيكية الروسية.
ورداً على اقتراح بيلاروسيا استبعد الكرملين وقف «عمليته العسكرية» في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين «بالنسبة لأوكرانيا لا شيء يتغير: العملية العسكرية الخاصة مستمرة لأنها الطريقة الوحيدة لتحقيق الأهداف التي حددتها بلادنا اليوم».
وأشار المتحدث أيضاً إلى أن بعض الجوانب في خطة سلام طرحتها الصين لا يمكن تطبيقها لأن أوكرانيا تتبع الأوامر التي تصدر لها من الغرب بعدم التفاوض مع موسكو. وفي جنيف، دان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أوكرانيا التي قال إنها أصبحت «شائعة بصورة صادمة» بعد 13 شهراً على بدء الهجوم الروسي.
وقال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان، في كل مكان في أوكرانيا «يواجه السكان معاناة وخسائر هائلة وحرماناً وتشريداً ودماراً» مشدداً أيضاً على الآثار المستمرة والعميقة للأزمة على بقية العالم.
وفي واشنطن طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من موسكو الإفراج عن الصحافي الأميركي في وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش الموقوف في روسيا، بينما دعت الصحيفة إلى طرد سفير موسكو وصحافيين روس من الولايات المتحدة.