قصفت روسيا البنية الحيوية لأوكرانيا بعشرات الصواريخ، في الوقت الذي استبعدت كييف عقد محادثات سلام مع موسكو، ما لم تنسحب روسيا من أوكرانيا، وذلك في تكرار لموقفها قبل مؤتمر ميونيخ الدولي، حيث يهيمن موضوع الحرب على مناقشاته. في الأثناء عينت روسيا اللفتنانت جنرال آندرى موردفيتشيف، قائداً للمنطقة العسكرية المركزية، ليحل محل الكولونيل جنرال ألكسندر لابين.
وتفصيلاً، أطلق الجيش الروسي على أوكرانيا خلال ليلة الخميس 36 صاروخاً، من بينها صواريخ كروز، مع استمراره في استهداف البنية التحتية الحيوية في البلاد.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، عبر قناته الإخبارية على منصة تليغرام، «لسوء الحظ هناك ضربات في الشمال والغرب، وفي منطقتي دنيبروبتروفسك وكيروفوهراد».
وأوضح أن الجيش الروسي بدأ بشكل متزايد في استخدام صواريخ وهمية لتضليل الدفاعات الجوية الأوكرانية المتطورة. وقالت قيادة الجيش الأوكراني إنه تم اعتراض نحو 16 صاروخاً.
وأصابت ثلاثة صواريخ ما وصف بأنه منشأة بنية تحتية حيوية للغاية، في منطقة لفيف بغربي أوكرانيا. ووردت أنباء عن استهداف مناطق أخرى بالقرب من كريمنشوك وكروبيفنيتسكي في منطقتي بولتافا وكيروفوهراد بوسط أوكرانيا.
ودعا البرلمان الأوروبي، في الوقت ذاته، الدول الأعضاء إلى النظر بجدية في تقديم طائرات مقاتلة إلى كييف، وهو ما لطالما طالبت به أوكرانيا.
ومن المقرر أيضاً مناقشة أفضل السبل لدعم أوكرانيا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي بدأ أمس، قبل الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا، في 24 فبراير.
في الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ينبغي ألا تكون هناك محظورات فيما يتعلق بتوريد الأسلحة لأوكرانيا، لأنها بحاجة إليها للدفاع عن سيادتها.وأدلى زيلينسكي بتصريحه أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، في كييف، قبل وقت قصير من انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن. وفي واشنطن، أكّد السيناتور الديمقراطي شيلدون وايتهاوس، رئيس لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ، قبيل سفره إلى ميونيخ لحضور المؤتمر، أنّ الولايات المتّحدة ستستمرّ في تقديم مساعدات ضخمة لأوكرانيا، على الرّغم من معارضة قسم من الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب.
وسيتناول «ميونيخ للأمن»، الذي يستمرّ ثلاثة أيام، العلاقات الأميركية الصينية.
وألقى كلّ من المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
وحضر أيضاً كلّ من نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره الصيني وانغ يي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. ولم يُدعَ أي ممثل عن روسيا، بمن فيهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي كان يشارك بانتظام في المؤتمر في الماضي. من جهتها، اتهمت روسيا أمس الولايات المتحدة بتحريض أوكرانيا على تصعيد الحرب، بدعم الهجمات على شبه جزيرة القرم، محذرة من أن واشنطن تتورط الآن بشكل مباشر في الصراع.
وكانت موسكو ترد على تصريحات لفيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، التي قالت فيها إن بلادها ترى أن القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، يجب أن تكون منزوعة السلاح على الأقل.
على صعيد آخر، قالت وكالة تاس الروسية للأنباء أمس، إن الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية نشر تحديثاً بأسماء المسؤولين عن مختلف المناطق العسكرية. وبحسب الوكالة، فإن آندريه موردفيتشيف، هو الآن رئيس المنطقة العسكرية المركزية، وذلك تأكيداً لتقرير نشره في وقت سابق موقع آر.بي.سي الأخباري.
وأضافت الوكالة أن يفجيني نيكيفوروف هو الآن رئيس المنطقة العسكرية الغربية، وروستام مورادوف هو رئيس المنطقة الشرقية، وسيرجي كوزوفليف هو رئيس المنطقة العسكرية الجنوبية.