في مفاجأة صدمت أعضاء الحزب الديمقراطي والمراقبين على حد سواء، قرر المحامي والناشط روبرت فتزجيرالد كينيدي، الترشح كمستقل في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكينيدي، وهو أحد أفراد إحدى أشهر العائلات في السياسة الديمقراطية، كان يخوض انتخابات تمهيدية بعيدة المدى، ويحمل تصنيفات أفضلية بين الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين. وحتى الرئيس السابق دونالد ترامب نفسه، قال قبل أسبوعين فقط عن كينيدي «أنا أحبه كثيراً. لقد عرفته منذ فترة طويلة». وتساءل حلفاء كل من الرئيس جو بايدن وترامب، في بعض الأحيان، عما إذا كان كينيدي سيكون تحدياً حقيقياً لمرشحهم.
وإدراكاً منهم لخطر قيام كينيدي بسحب الأصوات بعيداً عن الجمهوريين، بدأ حلفاء ترامب في توزيع معلومات وتقارير تنتقد كينيدي، تهدف إلى الإضرار بمكانته بين المؤيدين المحافظين المحتملين. في المقابل، رفض حلفاء بايدن حتى الآن حملة كينيدي الأولية، ووصفوها بأنها «غير جادة». وعندما طلب منه التعليق قبل الإعلان، رد المتحدث باسم اللجنة الوطنية الديمقراطية بحركة تعبيرية بعينيه.
وجاء في البيان الذي نشره كينيدي ما يلي:
اليوم، أعلن نفسي مرشحاً مستقلاً لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وأكثر من ذلك، ضممت صوتي إلى كل الأشخاص الذين سئموا، وكل الأشخاص الذين لديهم أمل، لإصدار إعلان استقلال جديد لأمتنا بأكملها. قد أعلنت استقلالي عن الشركات التي اختطفت حكومتنا لاستغلالنا من أجل الربح.
وقد أعلنت استقلالي عن «وول ستريت»، وشركات التكنولوجيا الكبرى، وشركات الأدوية الكبرى، وشركات الزراعة الكبرى، والمقاولين العسكريين، وجماعات الضغط التابعة لهم، والتي يفوق عددها الآن عدد أعضاء الكونغرس بنسبة 20 إلى 1.
وأعلنت الاستقلال عن الإعلام المرتزق الذي يحثنا إلى الأبد على كراهية جيراننا، والخوف من أصدقائنا. وأعلنت الاستقلال عن النخب الساخرة التي تخون أملنا وتضخم انقساماتنا. وأخيراً، أعلنت الاستقلال عن الحزبين السياسيين والمصالح الفاسدة التي تهيمن عليهما، وكل نظام الحقد والغضب والفساد والأكاذيب المزور، الذي حوّل المسؤولين الحكوميين إلى خدم مستأجرين لرؤسائهم. وإذا تُركت هذه القوى دون رادع فإنها ستجعل هواءنا ومياهنا وطعامنا وعملنا وأطفالنا سلعة، وتحول الحلم الأميركي إلى يأس وغبار. لقد أعلنت استقلالي عن هذه القوى الفاسدة لأنها لا تتفق مع الحقوق غير القابلة للتصرف التي نص عليها إعلاننا الأصلي، عند الاستقلال في عام 1776، والذي نص على الحياة والحرية والسعي وراء السعادة.
كيف يمكننا أن نحافظ على الحياة عندما تستولي الشركات الربحية على الهيئات العامة التي من المفترض أن تحمينا؟ كيف يمكننا أن نتمتع بالحرية عندما تسعى دولة المراقبة إلى إخفاء الحقيقة وقمع المعارضة للحفاظ على سلطتها؟ وكيف يمكننا أن نسعى لتحقيق السعادة عندما تكون العائلات في أمتنا سجينة الديون والجوع والوظائف التي لن تسدد الفواتير أبداً؟
ولذلك، أعلنت اليوم استقلالي عن طغيان الفساد الذي يحرمنا من الحياة المعقولة، والإيمان بمستقبلنا، واحترام بعضنا بعضاً. وللقيام بذلك كان علي أن أعلن استقلالي عن الحزب الديمقراطي، واستقلالي عن كل الأحزاب. لم أتخذ هذا القرار باستخفاف. ومن المؤلم بالنسبة لي أن أتخلى عن حزب أعمامي وأبي وجدي وكل أجدادي، بمن في ذلك جون هوني فيتز كينيدي، أول عمدة أيرلندي كاثوليكي لبوسطن، وباتريك كينيدي، اللذان أطلقا معاً السلالة السياسية لعائلتي.
لكن تضحياتي لا تقارن بالمخاطرة التي تعرض لها آباؤنا المؤسسون عندما وقعوا على إعلان الاستقلال قبل 247 عاماً هناك. لقد عرفوا أنه إذا فشلت ثورتهم، فسيتم شنق كل واحد منهم، وقد اختاروا وضع كل شيء على المحك. وعندما وضع جون آدامز قلمه بعد إضافة توقيعه على الإعلان، التفت إلى الحاضرين وقال «اسبح أو اغرق، عِش أو مُت، انجُ أو اهلك، من هذا اليوم فصاعداً، أنا مع بلدي».
إنني أتعهد بالتعهد نفسه اليوم، حتى أتمكن من الوقوف أمامكم كما ينبغي، متحرراً من الولاءات الحزبية والألاعيب في الغرف الخلفية، وخادماً فقط لضميري، ولخالقي، ولكم.
واليوم، نفتح صفحة جديدة في السياسة الأميركية. وكان هناك مرشحون مستقلون من قبل، ولكن هذه المرة مختلفة، هذه المرة، المُستقل سيفوز.
ويقدم الحزبان الرئيسان مرشحين لا يرغب معظم الأميركيين حتى في خوضهما الانتخابات. ويعتقد ثلاثة أرباع الأميركيين، وهو أمر صادم، أن الرئيس بايدن أكبر من أن يحكم بفعالية. ويواجه الرئيس ترامب محاكمات مدنية وجنائية متعددة، وكلاهما يتمتع بتصنيفات إيجابية عميقة في السلبية.
وهذا هو ما وصلت إليه سياسة الحزبين، ولهذا السبب نحتاج إلى كسر القبضة الخانقة للحزبين. ولهذا السبب نحتاج إلى التخلص من قبضة السلطة الفاسدة حول واشنطن العاصمة، وسنجعل هذه البلد أمتنا مرة أخرى.
روبرت فتزجيرالد كينيدي:
• لقد أعلنت استقلالي عن هذه القوى الفاسدة لأنها لا تتفق مع الحقوق غير القابلة للتصرف التي نص عليها إعلاننا الأصلي.
• يقدم الحزبان الرئيسان مرشحين لا يرغب معظم الأميركيين في خوضهما الانتخابات.