أطلق مركز دبي للأمن الإلكتروني مشروعاً تقنياً جديداً باسم «أساس»، لتسريع عملية التدقيق على أنظمة الجهات الحكومية، ورصد الثغرات وفق منظومة متطورة تتلافى الأخطاء اليدوية، وتسهم في إجراء تحليلات ومقارنات فورية.
وكشف مدير إدارة تطوير وتصميم الأنظمة الأمنية بالمركز، فرج محمد المهيري، عن اشتراك نحو 20 ألف مستخدم في برنامج «رزام»، الذي طوره المركز لرصد البرامج الضارة وعمليات الاحتيال ومواقع التصيد، وأجرى قرابة ثلاثة ملايين عملية مسح لمواقع تصفحها المستخدمون، ورصد 50 ألف موقع إلكتروني مشبوه بالاحتيال منذ إطلاقه خلال معرض «جيتكس» في مارس من العام الماضي.
وقال المهيري لـ«الإمارات اليوم» على هامش معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات العالمي، في دبي، إن من أبرز المشروعات الابتكارية التي أطلقها المركز خلال المعرض، منظومة «أساس»، التي تطور عملية التدقيق على أنظمة المعلومات في الدوائر الحكومية بدبي رقمياً، بهدف سد الثغرات، وتسريع الإجراءات، وتلافي الأخطاء التي يمكن أن تحدث نتيجة عملية الإدخال اليدوية.
وأضاف أن هناك معايير عدة للتصنيف يعتمدها المركز خلال التدقيق على الجهات الحكومية، تحدد لكل منها وحدة قياس، وتطبق لضمان استمرارية الخدمات الرقمية، ومواجهة أي تحديات أو مخاطر، وكان من المعتاد في السابق إجراء عملية التدقيق في زيارة واحدة سنوياً، بشكل يدوي يعمل خلالها فريق العمل على التأكد من استيفاء جميع المعايير، ورصد أي ثغرة أو خطأ، وتوفير الأدلة على ذلك، ومن ثم تسجيل النتائج يدوياً في الملفات، وهو الأمر الذي كان يستغرق زمناً أطول، ويكون عرضة لارتكاب أخطاء أثناء إجراء هذه العملية.
وأوضح أن منظومة «أساس» تتجاوز كل ذلك، إذ طُورت من قبل فرق العمل داخل المركز لتجري آلياً بالكامل دون إدخال يدوي، ما يسهم في تسريع الإجراءات، وتوفير المعلومات بسهولة لجميع الأطراف، بما يتيح تحليل البيانات وإجراءات مقارنات مرجعية بين مؤشر الأداء.
وحول منظومة «رزام» التي طورها مركز دبي للأمن الإلكتروني، أفاد المهيري بأن «رزام» برنامج أمني فريد من نوعه، يكشف البرامج الضارة وعمليات الاحتيال ومواقع التصيد، ومدعوم بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبيانات الضخمة.
وأشار إلى أن هناك 20 ألف مستخدم قاموا بتحميل برنامج «رزام» منذ إطلاقه العام الماضي، وأجريت من خلاله أكثر من ثلاثة ملايين عملية مسح لمواقع إلكترونية حاول المستخدمون تصفحها، ورصد 50 ألف موقع احتيالي مشبوه، وأطلقت تحذيرات للمستخدمين لاتخاذ ما يرونه مناسباً.
ولفت إلى أن «رزام» يمثل جدار حماية فريداً من نوعه، سواء عبر الهاتف أو أجهزة الكمبيوتر، إذ يعمل على تحسين قدراته باستمرار، ما يتيح فرصة تصفح الإنترنت بثقة، كما أنه مدمج كملحق «ويب» لمتصفح «سفاري»، ويعزز تأمين الهوية الرقمية والحفاظ على السلامة، ومتوافر على المتاجر الذكية.
وذكر أن البرنامج لا يفرض على المستخدم اتخاذ إجراء بعينه، بل يرصد الخطر، ويطلق تحذيراً للمستخدم، ويترك له حرية القرار، إما الاستمرار في تصفح الموقع وإما تجاهله في ظل وجود هامش خطأ حتى لو كان لا يذكر.
وناقش خبراء خلال معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات، حزمة من التهديدات والمخاطر التي تمسّ الدول والمؤسسات والأفراد، أبرزها «فيروس الفدية»، الذي ضرب مؤسسات وشركات عالمية ضخمة.
وأوضحوا أن هناك أكثر من 3.5 مليارات رسالة بريد خبيثة ترسل يومياً عبر البريد الإلكتروني، وتتضاعف فاتورة القرصنة والانتهاك الرقمي بشكل دوري، وتتجاوز نسبة الرسائل البريدية غير المرغوب فيها أكثر من 48%.
ومن أخطر التهديدات ما يعرف بـ«ورم جي بي بي» النسخة المدمرة من تقنية «تشات جي بي تي» الشهيرة، إذ تستخدم لأغراض إجرامية، وتباع خدماتها عبر الشبكة المظلمة، ومصممة لإرسال رسائل مزيفة، ورموز ضارة، وصياغة أساليب احتيالية بالغة الدقة، فضلاً عن سرقة البيانات والابتزاز، بل تباع في هذه الشبكة أنماط رقمية لتغيير الدرجات والمعدلات الدراسية، ويتم سداد قيمة هذه الخدمات الضارة بالعملات الرقمية حتى يصعب تعقب صاحبها.
• 3 ملايين عملية مسح أجريت عبر «رزام» منذ إطلاقه.