ودّعت مصر الأسبوع الماضي، ريادي الحركة التشكيلية المصرية، والروائي، والمناضل السياسي عزالدين نجيب، البالغ من العمر 83 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، والذي حفر اسمه الإبداعي عبر مسيرة طويلة بدأت بمشاركاته البسيطة في المعارض، وحتى وصوله إلى قمة الاستحقاق بحصوله على جائزة الدولة المصرية التقديرية عام 2014.
ولد الفنان عزالدين نجيب في 30 أبريل 1940 بمحافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1962، ودبلوم دراسات عليا عام 1975، وعمل أستاذاً لتدريس التذوق الفني بالكلية، ثم التحق بالحركة الثقافية المصرية حيث التقى الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والشاعر أمل دنقل، والشاعر سيد حجاب، والناقد خليل كلفت، والفنان التشكيلي محمود بقشيش والفنان محي الدين اللباد. وأسس مجمع الفنون بمدينة 15 مايو كما انتخب رئيساً لجمعية الأدباء والفنانين بالقاهرة المعروفة باسم «الأتيليه» عام 1995، كما كان عضواً بلجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية 1985، وقدم العديد من المعارض الفنية المتميزة، منها 26 معرضاً بين القاهرة والإسكندرية وعواصم المحافظات منذ عام 1964، الأول فيها معرض «من وحي السد العالي» مع الفنان زهران سلامة، و«صيادون وقوارب»، و«أكروبات الحارة المصرية»، وتنقل كفنان في أماكن عدة داخل مصر مثل الشرقية، والأنفوشي بالإسكندرية، والأقصر، وحي الجمالية بالأزهر والدقهلية وسيناء، كما ألف عدداً من الكتب المهمة أبرزها «موسوعة الفن التشكيلي» من ثلاثة أجزاء، و«فجر التصوير المصري الحديث»، و«فنانون وشهداء» و«أنشودة الحجر»، و«الإبداع والثورة»، و«الأنامل الذهبية»، كما كتب رواية بعنوان «المسافر خانة» ومجموعات قصصية عدة، منها «المثلث الفيروزي»، و«عيش وملح»، و«أغنية الدمية»، و«أيام الدمية». كما وثق أيضاً تجارب اعتقاله في الفترة ما بين 1972 و1997 لمواقفه السياسية في كتابه «رسوم في الزنزانة» والتي روى فيها ذكريات لقائه في السجون مع مشاهير في الحركة الثقافية المصرية مثل الشاعر أحمد فؤاد نجم والشاعر زين العابدين فؤاد والكاتب الصحافي صلاح عيسى، بحسب موقعه الإلكتروني وشهادات صحافية متطابقة.
وتصدر رموز الحركة التشكيلية قائمة المعزين في المبدع الراحل، وقال الناقد التشكيلي أحمد عبدالفتاح إن «الحركة النقدية والفنية فقدت برحيله فناناً وناقداً وأستاذاً كبير القيمة والقامة، دافع كثيراً عن القضايا الاجتماعية والثقافية والفنية العادلة، وخاض كثيراً من المعارك من أجل إعلاء قيمة الوطن بثقافته وفنونه»، متابعاً أن «عزالدين نجيب كان مناضلاً لم يمل ولم يكل ولم تُجد محاولات إسكاته، فظل مثقفاً فاعلاً في مجتمعه حتى اللحظة الأخيرة».
وقال الفنان ورسام الكاريكاتير سمير عبدالغني في نعي للمبدع الراحل نشره على «فيس بوك»: «في آخر جلسة تصوير للناقد والفنان الكبير عزالدين نجيب كان فرحاً للغاية وقال للفنان المصور حسن داود، أنت أول واحد (يدلعني)، كنت أتمنى أن تكون أمي على قيد الحياة لتراني وأنا (بدلع)، هذا يوم من أجمل أيام حياتي بصحبة هذا الفنان الكبير»، وأضاف عبدالغني «أرجو من كل فنان في مصر أن يكون ترحمه على عز بتقديم المحبة لمن هم مازالوا على قيد الحياة، مصر بخير بالمحبة والإنسانية، كانت آخر كلمات الراحل، حافظوا على آخر ما تبقى من المحبة».
وقال الكاتب الصحافي سيد محمود في إفادة إعلامية «إن عزالدين نجيب كان ينتمى إلى (شقة العجوزة) التي كانت ملتقى كبار الفنانين والكتاب، أمثال سيد حجاب والأبنودي وجميل شفيق وجودة خليفة وغيرهم من الجيل الستيني الذين جمع بينهم الاهتمام بالفن والكتابة الأدبية بشكل أساسي، فكانت الشقة أقرب لورشة عمل متكاملة، كانوا يعيشون الحياة نفسها، وكانت تشغلهم الحياة السياسية والفكرية وتصورات عن الفن».
• تنقل كفنان في أماكن عدة داخل مصر مثل الشرقية، والأنفوشي بالإسكندرية، والأقصر، وحي الجمالية بالأزهر والدقهلية وسيناء، كما ألف عدداً من الكتب المهمة أبرزها «موسوعة الفن التشكيلي» من ثلاثة أجزاء، و«فجر التصوير المصري الحديث»، و«فنانون وشهداء» و«أنشودة الحجر»، و«الإبداع والثورة»، و«الأنامل الذهبية».
• عزالدين نجيب كان ينتمي إلى «شقة العجوزة» التي كانت ملتقى كبار الفنانين والكتاب، أمثال سيد حجاب والأبنودي وجميل شفيق وجودة خليفة، وغيرهم من الجيل الستيني الذين جمع بينهم الاهتمام بالفن والكتابة الأدبية بشكل أساسي.