أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تركّز رئاسة المؤتمر على تحقيق نتائج ملموسة ونقلة نوعية في العمل المناخي، عبر تعزيز الشراكات البنّاءة، وتوحيد الجهود، وتكريس التوافق للوصول إلى أعلى الطموحات، وبناء مستقبل مستدام ومرن مناخياً للأجيال الحالية والمقبلة، مشيراً إلى أن زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة من أهم العوامل المساهمة في خفض انبعاثات غازات الدفيئة، داعياً الجميع إلى التعاون والتكاتف والتزام تحقيق الأهداف المشتركة، واتخاذ إجراءات محلية ودولية شاملة، تتوافق مع متطلبات التقرير لتحويل الطموح إلى إنجاز ملموس.
وتفصيلاً، أصدرت رئاسة «COP28» تقريراً مشتركاً، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، والتحالف العالمي للطاقة المتجددة، يحدد عوامل التمكين الرئيسة لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات إلى 11 ألف غيغاواط، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، وحدد التقرير عوامل نجاح وتمكين تشمل: تطوير البنية التحتية والنظم التشغيلية، ووضع السياسات واللوائح اللازمة، وتعزيز سلاسل التوريد والمهارات والقدرات، وتحفيز التمويل والتعاون الدولي.
ويهدف التقرير الذي صدر تحت عنوان «زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030: خطوات حاسمة للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية»، إلى وضع أساس للمفاوضات التي تقام خلال «COP28»، والإسهام في توجيه الأطراف نحو عوامل التمكين الرئيسة اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة في قطاع الطاقة.
كما يقدم التقرير توصيات لسياسات قابلة للتنفيذ في القطاعين الحكومي والخاص لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة إلى 11 ألف غيغاواط، بالتزامن مع مضاعفة معدل كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030.
وتدعم هذه الإجراءات تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وهي من ركائز خطة عمل رئاسة «COP28» الهادفة إلى الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية.
وتضمن التقرير خمسة عوامل تمكين رئيسة تغطي مجالات شملت البنية التحتية والأنظمة التشغيلية عبر تعزيز شبكات الكهرباء، وتقنيات تخزين الطاقة، واعتماد النظم الكهربائية في استخدام الطاقة، وتخطيط موارد البنية التحتية وإدارة جانب الطلب على الطاقة، والسياسات واللوائح لتحسين معدل كفاءة الطاقة، وتحفيز السوق والسياسة المالية، وتصميم وتنظيم سوق الطاقة، وتسهيل إجراءات استخراج التصاريح، والحد من الآثار السلبية للعملية، وتعزيز الفوائد الاجتماعية والبيئية.
واختصت العوامل الثلاثة المتبقية بـ«سلاسل التوريد وتعزيز المهارات والقدرات ببناء سلاسل التوريد المرنة، ودعم التعليم والتدريب وبناء القدرات، وتوسيع نطاق التمويل الحكومي والخاص، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي».
وأكد المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف «COP28»، السفير ماجد السويدي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام اليوم الأول من الاجتماعات الوزارية التمهيدية لمؤتمر الأطراف، أن إصدار التقرير خلال الاجتماعات الوزارية التمهيدية لـ«COP28»، يهدف إلى مساعدة الأطراف في تحضير مشاركتها في المؤتمر، مشيراً إلى التقرير يدعم خطة عمل «COP28» الهادفة إلى تسريع تحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل ومنطقي وتدريجي في قطاع الطاقة.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للطاقة المتجددة بروس دوغلاس، أن زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة، هو أكثر التزاماً فعّالاً يمكن أن يقوم به صُناع السياسات لمواجهة تداعيات تغير المناخ، مشدداً على أن هذه الإجراءات ستسهم في توفير نُظم كهربائية نظيفة، وتتيح الفرصة أمام العالم للحصول على الطاقة بتكلفة مناسبة، وتوفير الوظائف الخضراء لملايين البشر.
وشدد على أن تسريع عملية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتوسيع نطاقها، يتطلب من صنّاع السياسات التعاون مع قطاع الصناعة والمجتمع المدني، بشكل عاجل لتطوير البنية التحتية والنظم التشغيلية، ووضع السياسات واللوائح المطلوبة، وتعزيز سلاسل التوريد والمهارات والقدرات، لافتاً إلى ضرورة دعم هذه المجالات من خلال توفير التمويل بتكلفة ميسّرة وتعزيز التعاون الدولي والتكاتف لضمان مستقبل آمن ومستدام للجميع.
من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، فرانشيسكو لا كاميرا: «مهمتنا واضحة وعاجلة، نحتاج إلى تضافر الجهود من أجل زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، بما في ذلك تسريع معالجة التحديات الناتجة عن الاعتماد على الوقود التقليدي عبر البنية التحتية والسياسات واللوائح والقدرات المؤسسية».
الجابر: ضرورة تضافر وتوحيد جهود العالم
أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في الإمارات، تعمل رئاسة «COP28» على دعم تحقيق تقدم جوهري في العمل المناخي، من خلال توفيق الآراء وتعزيز التعاون الفعّال لضمان الوصول إلى الأهداف المناخية والتنموية المشتركة.
جاء ذلك في كلمته في افتتاح الاجتماعات الوزارية التمهيدية لمؤتمر الأطراف «COP28»، التي عقدت أمس، وتستمر اليوم، في أبوظبي، ودعا إلى تضافر وتوحيد جهود العالم في مواجهة تداعيات تغير المناخ، للقيام بالعمل المطلوب، وتحقيق الإنجازات المنشودة خلال انعقاد المؤتمر في دبي.
وتعد الاجتماعات الوزارية التمهيدية لقاءً تحضيرياً للوزراء والمفاوضين استعداداً للمؤتمر، وشهدت فعالية هذا العام حضوراً قياسياً بلغ أكثر من 100 وفد، و70 وزيراً من جميع أنحاء العالم، ما يفوق ضعف العدد المعتاد للمشاركين في هذه الاجتماعات السنوية.
وأوضح الجابر في كلمته الافتتاحية، أنه رغم الانقسام العالمي الحالي الذي تتعدد أسبابه، هناك حاجة ملحة إلى تضافر وتوحيد الجهود حول موضوع العمل المناخي، وإظهار قدرة المجتمع الدولي على الإنجاز وتوجيه رسالة واضحة، تدعم الأمل والتكاتف والاستقرار والرفاه، وتؤكد للمجتمع الدولي ضرورة المحافظة على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وأشار إلى أن هذه الزيادة كانت قبل اتفاق باريس تتجه نحو مستوى يفوق أربع درجات مئوية، بينما تقدر حالياً بما يراوح بين درجتين وثلاث درجات مئوية، استناداً إلى السياسات المعلنة، ووفقاً للتقرير الصادر أخيراً عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وأضاف أن العالم يسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بسرعة غير كافية. وأكد أهمية تكثيف جهود جميع الأطراف لمعالجة التحديات بشكل أكثر فعالية، في ضوء محدودية الوقت المتاح للعمل، وضرورة تسريع الإجراءات المطلوبة وتفادي تأخيرها، مشدداً على أن مصالح كل طرف في العمل المناخي هي مصلحة مشتركة للجميع، وضرورة أن تقدم إنجازات «COP28» دليلاً على جدوى العمل متعدد الأطراف.
لمشاهدة فيدبو مقتطفات من افتتاح الاجتماعات الوزارية التمهيدية لمؤتمر الأطراف «COP28» ، يرجى الضغط على هذا الرابط.