أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة المؤتمر على معالجة الجانب الإنساني لتغير المناخ، والحد من تداعياته على الاستقرار الدولي لحماية البشر في كل مكان، وتلبية احتياجاتهم.
جاء ذلك في تعليقه على تصريح المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، التي أعربت فيه عن تأييدها لإعلان «COP28» بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، الذي سيتم إطلاقه في الثالث من ديسمبر، وهو اليوم المخصص لهذا الموضوع في برنامج مؤتمر الأطراف.
ويستهدف هذا الإعلان اتخاذ تدابير تحقق تغييراً إيجابياً وجذرياً في المناطق الأشد تأثراً بأزمة تغير المناخ. وكانت الحصيلة العالمية الأولى لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس أوضحت أن جهود العالم الحالية ليست كافية للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، في الوقت الذي أصبحت فيه التداعيات المناخية ملموسة في مختلف أنحاء العالم، وازداد تأثيرها السلبي على المناطق الأكثر تعرضاً لها.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر إن رئاسة «COP28» ملتزمة بوضع حماية البشر وتحسين الحياة وسبل العيش في صميم جهودها، وستستضيف يوماً مخصصاً لمناقشة موضوعات الإغاثة والتعافي والسلام للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف، وتطلق إعلاناً خاصاً بهذه الموضوعات، يتضمن الإجراءات اللازمة لتعزيز العمل المتعلق بها، نظراً لأهمية هذه الموضوعات، وضرورة منحها الأولوية في العمل المناخي، لأن تداعيات المناخ تؤثر على جميع البشر، ولكن بنسب متفاوتة تختلف من مجتمع لآخر.
ودعا الحكومات وشركات القطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية إلى تأييد الإعلان، والالتزام بزيادة التمويل، وتعزيز القدرات، وبناء الشراكات، مؤكداً أن «COP28» سيمثِّل منصة لسماع جميع الأصوات، وسيكون أكثر مؤتمرات الأطراف احتواءً للجميع، لضمان مشاركة الجميع في العمل المناخي، وعدم ترك أحد خلف الركب.
من جانبها، قالت سيندي ماكين «إن معظم البلدان ذات الأوضاع المضطربة والمهددة هي الأكثر تأثراً بتغير المناخ، ما يضاعف احتياجها للمساعدات الإنسانية، خصوصاً في ظل تأثرها بالصراعات وانعدام الأمن والفقر، والنتيجة هي مزيد من الجوع والفقر وانعدام الأمن والهجرة. وعلى الرغم من أن معظم هذه الأماكن هي من الأقل تسبباً بتغير المناخ، لكنها تتعرض لأشد أضراره، ويجب على العالم أن يجتمع لدعم أفرادها الأكثر تأثراً بالأزمة».
ويلقى إعلان «COP28» بشأن الإغاثة والتعافي والسلام تأييداً متزايداً من قِبل الحكومات، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومؤسسات التمويل الدولية، والهيئات الخيرية، والجهات الفاعلة في مجال المناخ والبيئة والتنمية والعمل الإنساني والسلام، حيث يهدف إلى تقديم التزام جماعي بتعزيز العمل والاستثمار والقدرات في مجال المناخ على مستوى البلدان والمجتمعات المتضررة من الصراعات أو الأزمات الإنسانية الممتدة، إضافة إلى تقديم حُزمة مصاحبة من التمويل والسياسات والبرامج والممارسات لتفعيل الالتزام ببنود الإعلان.
وتؤثر تداعيات الظواهر الجوية القاسية في البيئات الضعيفة والمتأثرة بالصراعات على ثلاثة أمثال عدد الأفراد سنوياً مقارنة بالدول الأخرى، ويضاف إلى ذلك أن من يعيشون في دول نامية وضعيفة يحصلون على 1.25% من التمويل المناخي، مقارنة بمن يعيشون في غيرها.
سلطان الجابر:
• للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف (COP28) يُقدَّم إعلان حول الإغاثة والتعافي والسلام.
تعزيز المرونة المناخية
يحظى بناء وتعزيز المرونة المناخية لدى الدول والمجتمعات بأهمية توفير المساعدات الإغاثية نفسها، في أعقاب الكوارث المرتبطة بالمناخ، لضمان الاستجابة للأزمات والخروج منها بنجاح، خصوصاً في ظل الصعوبة التي تواجه منظومات العمل الإنساني في تقديم المساعدات الإنسانية نتيجة ازدياد حدة الأزمات، ما يتطلب توجيه مزيد من التمويل إلى المجتمعات والبلدان، دعماً لمبادرات الاستعداد للكوارث والعمل الاستباقي، إضافة إلى تعزيز المنظومات المحلية، ودعم المزارعين أصحاب الأراضي الصغيرة، بما يكفل حماية الأفراد الأكثر عرضةً للتداعيات المناخية.