تفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر عودة المدارس السويدية إلى الكتب الورقية بدلاً من الشاشات الرقمية لمواجهة ضعف القراءة لدى الطلبة، مطالبين بضرورة الوسطية في استخدام التكنولوجيا في مدارس الدولة، وإلزام المدارس بالتعليم عبر الورقة والقلم فقط للطلبة الصغار لتنمية مهارة القراءة والكتابة لديهم.
فيما أكد أولياء أمور طلبة أن تركيز المدارس على وسائل التعليم الذكي وإتاحة الدروس والواجبات على منصاتها أدى إلى تراجع مستوى الطلبة في القراءة والكتابة، مطالبين بتطبيق المدارس لاستراتيجيات تعليمية أكثر فاعلية في مساعدة الأطفال على تعلم القراءة ودعم مهاراتهم اللغوية وتنميتها.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» تفاعل مواطنين على موقع التواصل الاجتماعي حول أهمية الكتاب الورقي والدفتر والقلم في التعليم داخل المدارس، مشيرين إلى أنه للوقوف على حقيقة مستوى الطلبة في الكتابة والقراءة الصحيحة خصوصاً باللغة العربية، يجب إجراء امتحان لطلبة الجامعات في مادة الخط للوقوف على كمية الأخطاء الإملائية التي سيرتكبها الطلبة، بجانب رداءة في الخط، والسبب الاعتماد على الألواح الرقمية واختفاء القلم، مشيرين إلى أن الشاشات الرقمية أفقدت الطلبة مهارة الكتابة والقراءة الصحيحة.
فيما أشار آخرون إلى أهمية التحول الرقمي المدروس في المدارس والجامعات مع الاحتفاظ بالكتاب الورقي لزيادة فهم القراءة والتعود على الكتابة، بحيث يتم الاستعانة بالتقنيات والأساليب الحديثة في مواد العلوم التطبيقية، أما العلوم الفكرية مثل اللغة والدين والتاريخ فالأفضل تدريسها بأساليب التعليم التقليدية.
واقترح آخرون أن يقتصر التعليم الإلكتروني على المرحلتين الثانوية والجامعية، وأن يكون التعليم التقليدي للمراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى نهاية الحلقة الثانية، حيث تساعد القراءة من الكتاب والكتابة اليدوية الطلبة على الاحتفاظ بالمعلومات والتفكير الإبداعي وتحسين القراءة والخط، مطالبين بأن يتم أيضاً استخدام الأجهزة اللوحية في تعليم المراحل الأكبر سناً بحساب، منها الكتابة عبر قلم الجهاز اللوحي وقراءة النصوص مع كتابة الملاحظات على النصوص بدلاً من النسخ واللصق.
فيما أشار ذوو طلبة إلى أن المدارس منذ بدء تطبيق التعليم الإلكتروني بسبب جائحة «كوفيد-19
»، بدأت في الاستغناء عن الكتب المدرسية وبات استخدام «التابلت» أمراً أساسياً داخل الصف المدرسي، ما أثر في مستوى القراءة والكتابة المناسب لأعمارهم ومعايير صفوفهم المدرسية.
وأشار ذوو طلبة، عصام محمود، وإسلام علاء، ومنال سيد، وصفاء محمد، إلى أن مدارس أبنائهم تعتمد في نظامها التعليمي على التابلت والموقع التعليمي الإلكتروني الخاص بها حيث يتلقى الطلبة الواجبات على الموقع ويتم الإجابة عليها وتسليمها من خلاله ما أفقدهم مهارات الكتابة الصحيحة.
وقال ولي أمر طالب في الصف الثاني، أحمد هاشم: «ابني لا يعرف كيفية الإمساك بالقلم بالشكل الصحيح ليستطيع كتابة كلمات بسيطة، بسبب اعتماد المدرسة منذ التحاقه برياض الأطفال على التابلت وحتى بعد انتهاء جائحة كورونا مازالت المدرسة تستخدمه داخل الصف».
في المقابل أكد معلمون، محمد يماني، وياسين أبوخلف، وميادة شكري، وأمل حامد، أن استراتيجيات التعليم المطبقة في المدارس لم تستغن عن الكتاب المدرسي والقلم والدفاتر، وأنها لاتزال العامل الأساسي في التعليم حتى الآن، مشيرين إلى أن إشراك الشاشات اللوحية يعد وسيلة تعليم مساعدة لتحفيز الطلبة ومساعدتهم في الوصول إلى مصادر تعلم متعددة.
وأرجع المعلمون، تراجع مستوى الطلبة في القراءة والكتابة إلى التغيير في طبيعة حياة الطلبة داخل المنزل، حيث باتت الأجهزة الرقمية هي المسيطر الأول على حياتهم وأصبحت المدارس تستقبل الطالب في رياض الأطفال وفي حقيبته التابلت الخاص به، لافتين إلى أن الأسرة تشتري لطفلها ألعاباً إلكترونية ولا تشتري له كتاباً.
وأكدوا أهمية قيام الآباء بزرع ثقافة القراءة لدى الأطفال عبر توفير بيئة لغوية ثرية في المنزل، من خلال القراءة اليومية أمامهم وتوفير المصادر القرائية المتنوعة في المنزل من كتب مصورة ومجلات والموسوعات علمية مبسطة، وتأمين ركن في المنزل للقراءة.
فوائد القراءة
من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، حرصها على ترسيخ ثقافة القراءة انسجاماً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة، باعتبارها المحور الأهم لدعم التطوّر المعرفي للأطفال وتنمية قدرتهم على التواصل وبناء علاقاتٍ اجتماعية صحية، مشيرة إلى أن الأبحاث العالمية أظهرت أن الأطفال الذين يقرؤون لمدة 20 دقيقة يومياً يتعرضون لأكثر من مليوني كلمة في العام، ويسجلون نسبة 90%، فما فوق في الاختبارات القياسية ولهذا، تحرص الدائرة على تشجيع الطلبة على تبني القراءة كهواية تتجاوز قراءتهم ضمن المناهج التعليمية.
• معلمون: تراجع مستوى الطلبة في القراءة والكتابة يرجع إلى التغيير في طبيعة حياة الطلبة داخل المنزل.
• أولياء أمور طالبوا بإجراء اختبارات قراءة وإملاء في المدارس والجامعات للوقوف على حجم المشكلة.
ثقافة القراءة المنزلية
أكدت دائرة التعليم والمعرفة على أهمية بناء ثقافة القراءة المنزلية، وجعل الكتب جزءاً من الحياة العائلية، وزيارة المكتبات المحلية، مشددة على أن «حب القراءة من أروع الهدايا التي يمكن أن نقدمها لأطفالنا. فالقدرة على إيصال أفكارنا والتعلم والاستفادة من أفكار الآخرين تعتبر جزءاً مهماً من التجربة الإنسانية، والقراءة ستفتح آفاقاً واسعة أمام أطفالنا».