أشاد «برنامج الأغذية العالمي» و«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، بالأدوار البارزة لدولة الإمارات في ساحات العمل الإنساني عبر مبادراتها المتميزة التي تسعى إلى تخفيف معاناة غير القادرين، وتوفير الدعم الضروري للفئات الأكثر ضعفاً، خصوصاً الأطفال والنساء.
وأكدا أن جهود الإمارات في هذا المجال، تعكس رؤية القيادة الرشيدة القائمة على تعزيز قيم العطاء والتضامن الدولي، وتجسّد الإيمان العميق بأهمية العمل الإنساني، واعتبرا الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في دعم الجهود الإنسانية نموذجاً يُحتذى على الصعيد الدولي.
وأشادت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، بالشراكة الاستراتيجية مع الإمارات في ساحات العمل الإنساني.
وقالت، إن الإمارات تُعدُّ شريكاً رئيساً لبرنامج الأغذية العالمي عبر تقديمها دعماً قيّماً يساعدنا في تقديم العون للمحتاجين خلال الأزمات، ويضمن قدرتنا على تحقيق مهمتنا الإنسانية، وتأمين المساعدات الغذائية للأشخاص المتضررين.
وأضافت ماكين، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، «تمكنت دولة الإمارات عبر شبكة شراكاتها مع المنظمات الدولية المختصة من دعم منظومة الغذاء العالمية وتأمينها، بوصفها شريكاً استراتيجياً أسهم بشكل مباشر في تقديم الدعم والمساعدة للفئات الأكثر ضعفاً، خصوصاً في ظل أزمات الغذاء والمجاعات الإنسانية». وأكدت أنه كان لدعم الإمارات ومبادراتها الرائدة في مجال مواجهة تحديات الأمن الغذائي على المستوى العالمي، ونهجها في مجال الابتكار، أثره في تعزيز حلول الأمن الغذائي المستدام والفعّال، ووصول المساعدات الغذائية إلى المحتاجين في المناطق المتأثرة بالنزاعات والصراعات عبر الهيئات والمنظمات الإنسانية الإماراتية بتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة.
من جانبه، أشاد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدول مجلس التعاون الخليجي، خالد خليفة، بالدعم الثابت الذي تقدمه الإمارات للمتأثرين بالأزمات.
وقال: «يحل اليوم العالمي للعمل الإنساني في وقت يشهد فيه العالم مآسي وحروباً وأزمات إنسانية، حرمت الملايين من الناس من الخدمات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة».
وأضاف: «نعبر عن تضامننا مع زملائنا في المجال الإنساني ومع ضحايا النزاعات والكوارث، وامتناننا للشركاء الذين لا يدخرون جهداً في مساعدة المتأثرين، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي شكلت إسهاماتها الإنسانية بارقة أمل للنازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في العديد من البلدان».
وقال: «تتجلى هذه الجهود في تقديم الإمارات دعماً شاملاً، سواء كان مالياً أو عينياً، إلى جانب تسهيل الشراكات الاستراتيجية، وهو الدور المحوري الذي يعكس التزامها الراسخ بدعم البرامج الإنسانية وتقديم المساعدات، ما يسهم في تعزيز منظومة العمل والدعم الإنساني حول العالم».
ونوه في الوقت نفسه بمواصلة الإمارات دعمها السخي للبرامج الإنسانية الموجهة للاجئين بشكل خاص عبر تقديم كل دعم ممكن للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتعزيز جهودها في تقديم المساعدات الأساسية، إضافة إلى دعمها وكالات إنسانية أخرى توفر خدمات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئين في مناطق متعددة، مؤكداً أن التزام الإمارات بوصفها أحد أبرز المانحين الدوليين، رسخ دورها الداعم للقضايا الإنسانية، وأسهم في تعزيز الأمن والاستقرار للمجتمعات المتضررة.
من جانب آخر، احتفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمقرها في أبوظبي، باليوم العالمي للعمل الإنساني، بمشاركة عدد من منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والجمعيات المحلية والمؤسسات الإعلامية.
وقال الأمين العام للهيئة، راشد مبارك المنصوري، إن التزامنا الإنساني والأخلاقي في الهلال الأحمر تجاه ضحايا الأزمات والكوارث، نابع من الإرث الغني الذي تركه لنا نصير الإنسانية وملاذها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير على هديه قيادة الدولة الرشيدة.
وأضاف المنصوري أن هذا الالتزام يضع الهلال الأحمر الإماراتي في مواجهة مهام كبيرة ومسؤوليات عظيمة، لتخفيف معاناة البشرية، مشيراً إلى ما تشهده الساحة الدولية من تحديات إنسانية عديدة، نتيجة لشدة الأزمات والكوارث، وحدة النزاعات والحروب، إضافة إلى الكوارث الطبيعية المناخية وقضايا الفقر والجوع والهجرة واللجوء والنزوح علاوة على الأزمات الصحية المتلاحقة.
وأعرب المنصوري عن تقديره للجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون والمتطوعون في المجال الإنساني، رغم التحديات التي يواجهونها.
وحول دور الإعلام في دعم العمل الإنساني، قال المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري لوكالة أنباء الإمارات «وام»، جمال ناصر الصويدر، إن وسائل الإعلام تلعب دوراً حاسماً في نقل المعلومات من المناطق المنكوبة وإليها في حالات الأزمات والكوارث.
وأكد أن جهود دولة الإمارات في العمل الإنساني، رسالة خير وتسامح، ومحط تقدير من كل شعوب العالم، خصوصاً دورها في تعزيز القيم الإنسانية النبيلة التي قامت عليها الإمارات والتي أصبحت نهجاً وجزءاً لا يتجزأ من توجهات الدولة في ظل قيادتها الرشيدة التي تقدم أروع الأمثلة في التلاحم والتعاضد لما فيه خير الإنسانية جمعاء.
من جانبه، أشار مسؤول شراكات القطاع الخاص عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نادر النقيب، إلى نتائج التقرير الذي أصدرته المفوضية في يونيو الماضي حول الاتجاهات العالمية للنزوح القسري والذي استعرض أبرز التطورات والإحصاءات حول أوضاع النازحين قسراً حول العالم، لافتاً إلى أن عدد النازحين قسراً في العالم، بلغ أكثر من 122 مليون شخص تحت ولاية مفوضية اللاجئين حتى نهاية العام الماضي، إذ يشكل اللاجئون نحو 31 مليون شخص من هذا الإجمالي، إلى جانب النازحين الذين بلغ عددهم 63 مليون شخص.
وقالت المستشار القانوني ببعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة الإمارات، الدكتورة سما الشاوي، إن العالم اليوم يشهد 120 نزاعاً مسلحاً، ما فاقم حجم المعاناة الإنسانية التي تشهدها الشعوب المتضررة من تلك النزاعات.
وأكد رئيس قسم حماية الطفولة بمنظمة «يونيسيف» ساجي توماس، أن أكثر من 30 مليون طفل نزحوا بسبب الصراعات.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحقيق أمنية، هاني الزبيدي، إن المؤسسة تتخذ من مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منهجاً تقوم عليه استراتيجيتنا الإنسانية، حيث كان، طيب الله ثراه، مثالاً حيّاً للإنسانية والعطاء اللامحدود، وقائداً بذل حياته لخدمة الإنسان والمجتمع، ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل امتد كرمه ليشمل العالم أجمع، ووضع بصماته الإنسانية في كل بقعة وصلت إليها أياديه البيضاء، فكان نموذجاً يُحتذى به في العمل الإنساني.
العمل من أجل الإنسانية
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، في بيان مشترك أمس، إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة في السودان واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي. وشدد البيان على العمل من أجل الإنسانية، كما دعا أطراف الصراع في السودان إلى القيام بالشيء ذاته. وجاء في البيان المشترك: «نسعى إلى تقدير التزام العاملين في المجال الإنساني الذين ضحوا بأرواحهم خلال تأدية عملهم، من خلال مواصلة جهودنا معاً في سويسرا لإعادة فتح جميع شرايين الإمداد الرئيسة للغذاء والدواء، للوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون ويواجهون الجوع الحاد داخل السودان».
وأكد البيان التضامن مع جميع العاملين في المجال الإنساني، من السودانيين والدوليين، الذين يعملون في جميع أنحاء السودان بتفانٍ وبلا كلل لخدمة المحتاجين، رغم ما يواجهون من مخاطر هائلة أثناء قيامهم بأداء عملهم.