- السقاف: التنمية المستدامة لا تتحقق إلا بدعم المجتمع المدني والاحتفاء بشغفه وإنسانيته ووطنيته
- الفهد: كلنا مسؤولون عن حماية البيئة وحفظ الأرض للأجيال المقبلة
- السنعوسي: ستمكن هذه الشراكة الشباب الكويتي من المساهمة بتطوير القطاع الزراعي وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام
بعد 72 ساعة تدريبية ومنهجية مكثفة في مجال البيئة والزراعة والتنمية المستدامة، خرجت أكاديمية لوياك للفنون – «لابا» الدفعة الثانية من طلاب برنامج «درب الأخضر»، وذلك ترجمة لحرص «لوياك» ومؤسساتها التابعة على تعزيز الوعي البيئي والإلمام بتداعيات التغير المناخي وتأثيراته على الكويت والعالم.
يندرج، البرنامج التدريبي المهني «درب الأخضر» الذي تنفذه أكاديمية «لابا» بالتعاون مع محمية «شباب الشامية»، ضمن «استراتيجية المساحات الخضراء» التي اتخذتها «لوياك» من منطلق مسؤوليتها الوطنية والإنسانية والمجتمعية، كمؤسسة مجتمع مدني، حيث وضعت البيئة في سلم أولوياتها. وكانت المؤسسة ابتكرت نظاما خاصا لتحفيز الطاقات الشابة على الانخراط في العمل البيئي والنشاط التطوعي من خلال شهادات نموذجية ومكافآت نقدية وفرص ريادية تكتسب عن طريق المشاركة بمختلف البرامج التي صممت لمختلف الفئات العمرية.
وتحت رعاية شركة «بورصة الكويت»، احتفلت «لابا» بتخريج 24 طالبا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة، وجرى توزيع الشهادات وفق عدد الساعات التدريبية النظرية والعملية في المحمية والإنجازات المحققة في مجال خفض استهلاك الوقود الأحفوري وتجهيز التربة للزراعة، ومهارات الإكثار النباتي وإدارة وفرز النفايات وغيرها.
وتم خلال الحفل إطلاق فكرة مبتكرة هي عبارة عن جواز سفر (The Green Passpark) يحصل عليه كل مشارك مع شهادة إتمام البرنامج، وهو نظام جديد لاحتساب رصيد ساعات المشارك ومتابعة مراحل تأهيله، وفي نهاية كل مستوى يحصل المشارك على ختم دخول/تأشيرة للمستوى الأعلى، بحيث تعطى شهادة «متطوع بيئي» لكل طالب أنجز 29 ساعة عمل بيئي، بينما تمنح شهادة «راعي بيئي» لكل طالب أنهى بين 30 و 69 ساعة تدريبية. ويحصد الطلاب الذين يتمون 70 ساعة فما فوق، شهادة «حامي بيئة» كطلاب «درب الأخضر»، بالإضافة إلى مكافأة مالية والتأهل لاستلام مهام بسيطة في البرامج البيئية لأكاديمية «لابا».
أما أولئك الذين يثابرون على إتمام أكثر من 140 ساعة عمل بيئي، فيتم منحهم شهادة «مشرف بيئي» ومكافأة مالية أعلى، إلى جانب تأهلهم لاستلام مهام أكثر تعقيدا في البرامج البيئية للأكاديمية. وكان قد حظي مشاركان من خريجي الدفعة الأولى لبرنامج «الدرب الأخضر» بفرصة الإشراف على فعاليات الدفعة الثانية، كما تم تكليف أحد خريجي الدفعة الأولى بالإشراف على برنامج «التطوع الأخضر».
برنامج ريادي
واستهل الحفل بأغنية «الأرض» التي أدتها مجموعة من كورال «لابا»، بعدها، أشادت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضو المنتدب لأكاديمية «لابا»، فارعة السقاف، بـ «التعاون الاستراتيجي» مع محمية «شباب الشامية»، وبرعاية شركة «بورصة الكويت»، وأشارت إلى أن «درب الأخضر» هو البرنامج الأول من نوعه في الكويت الذي من شأنه أن يحقق نقلة نوعية كبيرة في الوعي البيئي، وأن يساهم في خلق وتطوير كوادر بيئية متخصصة في المجال الزراعي، من خلال الممارسة العملية التي شهدتها المحمية. أضف إلى قدرته على تحقيق المشاركة العادلة المطلوبة بين مختلف القطاعات. فقد جمع البرنامج بين القطاع المدني بخبرته ومبادرته، ممثلا بمبادرة أديبة الفهد التي بفضل إدارتها وإشرافها وتدريبها وخبرتها في القطاع الزراعي، استطاع الشباب أن يكتسبوا خبرة في الأساسيات وأن يجتازوا الساعات المطلوبة ليحملوا شهادة «حامي بيئة». كما كان للقطاع الخاص ممثلا بشركة «بورصة الكويت» دوره الحيوي في تمويل تكاليف البرنامج، وللقطاع الحكومي ممثلا بوزارة الشباب مساهمته الفاعلة من خلال تقديم الحديقة التي وفرت للطلاب مساحة لإنجاز أعمالهم البيئية والزراعية.
تخطيط وإعداد وتنفيذ
ورأت السقاف أن الحفل يتوج جهود أشهر من التخطيط والإعداد والتنفيذ، فقد صمم برنامج «درب الأخضر» ليحقق أهداف المحاور الأربعة الجوهرية التي وضعناها ضمن خطة «لوياك» الاستراتيجية للمساحات الخضراء. وفي مقدمتها رفع الوعي البيئي وإشراك الشباب في إيجاد الحلول البيئية أضف إلى تمكين الشباب وكل فئات المجتمع في المجالين البيئي والزراعي. أما المحور الثالث فيتمثل بالشراكة المجتمعية بقطاعاتها الخاصة والمدنية والحكومية. فالتنمية المستدامة لا تتحقق إلا بتضافر الجهود وتعزيز مشاركة المجتمع المدني. وهنا أهمية دعم المجتمع المدني والاحتفاء بشغفه وتلقائيته ورغبته الشديدة في المساهمة بدوره والتعبير عن إنسانيته ووطنيته وحبه لوطنه، من خلال عمله التطوعي.
وتابعت السقاف: «عندما قررنا أن نولي البيئة اهتماما أكبر في استراتيجيتنا للسنوات المقبلة، تمحورت خطتنا حول دعم المبادرات المجتمعية القائمة، وأهمها مبادرة «شباب الشامية» التي تضم مجموعة نفتخر بها من السيدات الكويتيات». وكشفت أن المحور الرابع من استراتيجية «لوياك» يتعلق بالتنمية البيئية المستدامة والمساهمة في مضاعفة المساحات الخضراء. وقد تحقق ذلك من خلال المشاريع البيئية التي نفذها الشباب في مجال إعادة التدوير والتنمية البيئية المستدامة. وإذ هنأت الشباب الذين أتموا الساعات المطلوبة ليحصل كل منهم على جواز بختم «حامي بيئة»، تمنت «أن يكون البرنامج قد ساهم في تعزيز وعيهم البيئي واكتشاف شغفهم في هذا المجال، والذي قد يدفعهم نحو مزيد من التخصص مستقبلا، بما يخدم الكويت والعالم ككل. وقد وضعنا عددا من البرامج البيئية التي تضمن تحقيق هدفين على الأقل من الأهداف الجوهرية الأربعة».
جهود ومهارات
من جهته، قال، رئيس أول لإدارة التسويق والاتصال المؤسسي في بورصة الكويت ناصر السنعوسي: إن الشراكة مع «لابا» ودعم جهود برنامج «درب الأخضر» سيزود الشباب الكويتي بالمهارات اللازمة للمساهمة في تطوير القطاع الزراعي وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، مضيفا أن بورصة الكويت تلتزم بدعم المبادرات التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتساعد على تعزيز الممارسات المستدامة.
ويأتي دعم البورصة لهذه المبادرة من إيمانها الراسخ بأن حماية البيئة الطبيعية أولوية بالنسبة للشركة وموظفيها. وعلى الرغم من أن البورصة لا تعمل في قطاع حساس من الناحية البيئية، إلا أنها تدرك تأثير عملياتها على البيئة وأهمية معالجة القضايا البيئية بوصفها مسؤولية جماعية يشارك فيها كل أفراد المجتمع، لذلك فهي تلتزم بإبقاء الأثر البيئي لعملياتها في حدوده الدنيا، فضلا عن تحسين ممارسات الشركة في مجال الإدارة البيئية باستمرار لخفض استهلاك الطاقة والموارد الأخرى، إلى جانب تعزيز التدوير في عملياتها وتشجيع موظفيها على تبني سلوكيات بيئية مسؤولة.
تضافر الجهود
بعد تسلمه درعا تقديرية من السقاف، أعرب ممثل الهيئة العامة للشباب ومدير إدارة العمل التطوعي في الهيئة، وليد الأنصاري، عن عمق سعادته بالتعاون مع «لابا»، متمنيا «أن تصبح المحمية أحد معالم الكويت في العمل التطوعي والبيئي، وهذا لا يأتي من فراغ، وإنما من تضافر الجهود».
تجربة تفتح الأفق أمام الاستفادة العالمية
من جهتها، أعربت الفهد عن اعتزازها بالطلاب المشاركين، وما قدموه من إنجازات رائعة، قائلة: لقد تشرفت بالعمل مع هذه الكوكبة من الجيل الصاعد، وآمل أن تكون التجربة مفيدة لهم على المستويين المحلي والعالمي. فكل مقيم على أرض الكويت تقع عليه مسؤولية الحد من تداعيات التغير المناخي لإصلاح الأرض والحفاظ عليها للأجيال المقبلة.
وأبدت الفهد امتنانها العميق للهدية التي تسلمتها من طلاب «العمل التطوعي» في المحمية، والتي هي عبارة عن صورة لها فوق خلفية للأنشطة البيئية المتنوعة التي نفذوها.
وتخلل حفل التخرج عرض فيديوهات عن برنامج «درب الأخضر» وتكريم المؤسسات الراعية والشريكة التي آمنت برؤية «لابا» ومساعيها البيئية، كما جرى تكريم الطلاب المشاركين.