تحدث القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، في مقابلة مع «سي إن إن» عن توقعاته بشأن الحرب خلال الأشهر الستة المقبلة، وعن وجهة نظره بشأن الهدف الاستراتيجي لعملية في كورسك داخل الأراضي الروسية، وعن أسباب تحطم طائرة «إف-16» التي كان يقودها طيار أوكراني خلال أدائها بعض المهام. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:
■ بعد النجاح في صد الروس عن كييف، ثم النجاح في خاركوف، والنجاح في خيرسون، منذ ذلك الحين، أصبح الأمر أكثر صعوبة ولم تفعلوا ما كان متوقعاً منكم ربما. ماذا تتوقعون؟ كيف تتوقعون أن تسير الحرب في أوكرانيا خلال الأشهر الستة المقبلة؟
■■ من الصعب التنبؤ بهذه الفترة الطويلة من الزمن، لكننا بالطبع نخطط للعمليات القتالية، ونخطط للحملات، ونجري الحسابات المناسبة لقدراتنا وقدرات القوات المسلحة واحتياجاتنا. وبطبيعة الحال، نحن ملتزمون بالنصر. ويساعدنا دعم شركائنا وحلفائنا لنا كثيراً. ونتوقع منهم رفع جميع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة على أراضي الاتحاد الروسي ضد الأهداف العسكرية، «أكرر.. ليس ضد السكان المدنيين، بل ضد الأهداف العسكرية».
■ تدعون باستمرار منذ فترة طويلة إلى دعمكم بطائرات مقاتلة وطائرات «إف-16» ليس فقط لتحقيق أهداف المعركة وإنما أيضاً لاعتراض الصواريخ المجنحة وغيرها، لكن قبل وقت قريب تحطمت طائرة «إف-16» خلال أدائها بعض المهام، ما سبب هذا الحادث، هل بالفعل نتج هذا الحادث عن نيران صديقة؟
■■ أولاً، أود أن أقول، إن طيارينا تلقوا تدريبهم في المؤسسات التعليمية في البلدان الشريكة لنا، وبالطبع، تم اختيار أفضل الطيارين الذين لديهم بالفعل خبرة في الاستخدام الفعّال للطائرات التي تعمل في القوات المسلحة الأوكرانية. لقد تدربوا تدريباً عالياً، كما أكد شركاؤنا أيضاً، وحصلوا على جميع الموافقات لتشغيل هذه الطائرات. الآن تجري لجنة خاصة من وزارة الدفاع تحقيقاً لمعرفة جميع الحقائق حول كارثة تحطم هذه الطائرة. ولكن قبل ذلك، أود أن أقول إن الطيار الذي توفي، أسقط صاروخين وكان يهاجم فقط، ويطارد الصاروخ المجنح الثالث، باستخدام أسلحة على متن الطائرة. أعتقد أن نتائج التحقيق سوف تكون معروفة للجميع قريباً.
■ أود أن أسألك عن كورسك، لأنني أعلم أنك أمضيت وقتاً بالقرب من خطوط المواجهة. وأعلم أنك والرئيس فولوديمير زيلينسكي توصلتما إلى هذه العملية. أخبرني من وجهة نظرك، ما الهدف الاستراتيجي للعملية في كورسك الروسية؟
■■ أولاً، كان العدو يعتزم في السابق استخدام كورسك كموطئ قدم لمزيد من العمليات ضد قواتنا. في 10 مايو، شن هجوماً باتجاه خاركوف، وبعد بضعة أيام فقط، خطط للهجوم والتقدم نحو سومي، باستخدام كورسك وأراضي منطقة كورسك كنقطة انطلاق لمزيد من الإجراءات ضد دولتنا، وقواتنا المسلحة هناك. بعد أن تكبدوا خسائر في قطاع خاركوف، توقف في هجومه، وانتقل بالفعل إلى الدفاع في فوفشانسك. وتوقف في هليبوك، في منطقة ليبسي. ولم تعد القوات التي شنت الهجوم باتجاه خاركوف كافية. ثم بدأ تدريجياً في إعادة نشر تلك الوحدات التي كانت موجودة في منطقة كورسك، باتجاه سومي، إلى خاركوف. واستمر في هذا الاتجاه، لمزيد من العمليات الخاصة به. إضافة إلى ذلك، استمر في قصف أراضينا يومياً، ما تسبب في تكبدنا خسائر، في المقام الأول بين السكان المدنيين. واستمر هذا حتى شهر مايو، وفي شهر مايو كان هناك تكثيف كبير، ومن الواضح بالفعل أن هذا التأخير كان مؤقتاً.
وبالنسبة لنا، كان هذا الاتجاه يشكل تهديداً دائماً، لذلك، في تقييم قدراتنا، اخترنا أضعف نقطة في دفاع العدو وبنيته. وقد تم اختيار هذا الاتجاه، وهو ما قلل من خطر هجوم العدو. لقد منعناهم من العمل، نقلنا القتال إلى أراضي العدو حتى يتمكن من الشعور بما نشعر به كل يوم. وأنشأنا منطقتنا الأمنية الخاصة في منطقة كورسك. إضافة إلى ذلك، أخذنا عدداً كافياً من الأسرى، لقد أنشأنا «صندوق تبادل» من أجل إطلاق سراح جنودنا الأسرى. عن «سي إن إن» إنترفيو