أكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، مدير عام مكتب سمو ولي عهد دبي، عمر بن سلطان العلماء، أن دبي ترسّخ منهجاً رائداً يجسد رؤية وضعها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، منذ أكثر من 60 عاماً، لبناء مدينة مثلت حجر الأساس لـ«دبي اليوم».
وأضاف أن التقدم الذي شهدته الإمارة هو نتاج رؤية ممتدة للمستقبل، أرساها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتطوير نموذج رائد واستباقي ومستقبلي لمدينة دبي.
جاء ذلك، في كلمة افتتاحية ألقاها خلال فعاليات خلوة الذكاء الاصطناعي التي انطلقت أمس في متحف المستقبل، وتنظم بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وينظمها مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، في أكبر تجمع من نوعه لتسريع تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماته، بمشاركة 1000 من صناع القرار والخبراء والمسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص.
وقال إن خلوة الذكاء الاصطناعي التي تأتي ضمن مساعي دبي لتنفيذ خطتها السنوية لتسريع تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي «DUB.AI»، تعكس إدراك القيادة الرشيدة للمتغيرات العالمية، وتسارع تطور الذكاء الاصطناعي، وأهمية تصميم وإعداد الخطط المستقبلية الكفيلة بتسهيل تبني هذه التقنيات، ومعرفة الإمكانات والفرص التي يحملها هذا القطاع للدول والحكومات لتحقيق أفضل توظيف الذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن المستقبل يتمحور حول قطاع الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع ما نلمسه حالياً من فوائده بشكل مباشر، موضحاً أن تجربة مدينة هونغ كونغ في تحدي إدارة حركة المرور والنفايات والطاقة من خلال تبني خوارزميات الذكاء الاصطناعي، أسهمت في تقليل استهلاك الطاقة في المباني بنسبة 20%، وحسّنت من تدفق حركة المرور بنسبة 30%.
وأشار إلى أن تجربة المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة في تطبيق تقنية تعلم الآلة على مجموعات بيانات واسعة من الصور الطبية وبيانات المرضى، أسهمت في تحسين متوسط الدقة في تشخيص سرطانات الجلد بنسبة 87%، والتنبؤ بالأمراض الأخرى الموجودة في أورام المخ، وتحسين الشبكة الوطنية البريطانية للصيانة التنبؤية لشبكة نقل الطاقة بنسبة 30% باستخدام الشبكات وتقليلها من وقت توقف الآلة، بما يعادل النصف باستخدام المستشعرات على خطوط الكهرباء، ما يعكس إمكانات القطاع في معالجة مختلف التحديات، وتحقيق أفضل جودة حياة للمجتمعات.
واستعرض نتائج استبيان شمل أكثر من 4000 رئيس تنفيذي، أكدت أن القطاع الأكثر أهمية خلال السنوات الثلاث المقبلة هو الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الاستبيان تطرق لقطاعات تكنولوجية مهمة أخرى متفرعة من الذكاء الاصطناعي، ستتطلب العمل كحكومات وأفراد على تطويرها واستشرافها، كالمدن الافتراضية، والابتكارات البيولوجية، والروبوتات المتقدمة، وغيرها.
وأكد أهمية الذكاء الاصطناعي لتعزيز الوعي من خلال قدراته وإمكاناته للاستمرار في تطويره، وتأهيل القادة والموظفين والخبراء، لضمان تهيئة جهات مؤهلة وقادرة على مواكبة السباق الرقمي العالمي، والاستفادة من مخرجاته في تطوير مختلف المجالات، كقطاع الرعاية الصحية والتعليم والمياه، وغيرها.
وذكر أن دبي ترسّخ توجهاتها في التوأمة الرقمية من خلال المبادرات والاستراتيجيات والخطط الساعية إلى ضمان مكانتها العالمية في القطاع الرقمي، ومن ضمنها استحداث منصب رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في كل جهة حكومية في دبي ضمن الحزمة الأولى من خطة دبي السنوية، وإطلاق حاضنة دبي لشركات الذكاء الاصطناعي، و«ويب 3» التي ستمثل أكبر تجمع لشركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لاستقطاب المبتكرين من حول العالم والشركات الناشئة وقادة القطاع.
وقال إن إيمان القيادة بأهمية المواهب في بناء المستقبل انعكس في تحقيق الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً في جذب مواهب الذكاء الاصطناعي مقارنة بحجم السكان، بعد لكسمبورغ وسويسرا، والمرتبة الأولى إقليمياً بعد أن كانت في المرتبة الـ11 عام 2021، حسب تقرير أصدرته لينكدإن، بالتعاون مع جامعة ستانفورد، وتصنيفها في المرتبة الـ15 عالمياً في عدد مهارات الذكاء الاصطناعي عالمياً، صعوداً من المركز الـ20 العام الماضي.
وأكد أن «خطط دبي ومبادراتها ثمرة لفكر ورؤية ممتدة منذ أعوام عديدة، ألهمت صناع المسيرة لريادة المجال الرقمي اليوم، لنصل إلى إطلاق استراتيجية دبي الرقمية التي أسست مرحلة جديدة في مسيرة التحوّل الرقمي، تتسم بالمرونة والمواكبة وتحدث نقلة نوعية في تاريخ دبي، من الرؤية الشاملة إلى الإلكترونية إلى الرقمية إلى الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى المستقبل».
عمر بن سلطان العلماء:
. إيمان القيادة بأهمية المواهب في بناء المستقبل انعكس بتحقيق الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً في جذب مواهب الذكاء الاصطناعي.