دشن سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أمس، مركز البيانات الأخضر، التابع لشركة مركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو)، التابعة لمجموعة «ديوا الرقمية»، الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي، والذي يعّد أضخم مركز بيانات يعمل بالطاقة الشمسية في العالم، وفق تصنيف موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، وذلك في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
وقال سموّه في تغريدة على «تويتر»: «دشنا مركز البيانات الأخضر (مورو) التابع لـ(ديوا الرقمية)، والذي يعمل بشكل كامل بالطاقة الشمسية المولدة في مجمّع محمد بن راشد الأكبر عالمياً في موقع واحد».
وأضاف سموّه: «برؤية محمد بن راشد، وبجهود فرق العمل، وبطاقتها المتجددة، دبي قادرة على تقديم نموذج عالمي رائد في مجال الاستدامة والاقتصاد الأخضر».
اتفاقيات
وعلى هامش حفل التدشين، تم توقيع اتفاقيات بين «مورو» ومجموعة من شركائها في قطاع التكنولوجيا والمتعاملين، والتي تضم «ديل تكنولوجيز»، و«مايكروسوفت»، و«هواوي» و«في إم وير» وبنك الإمارات دبي الوطني، و«دبي الرقمية» وبنك دبي الإسلامي.
وكان في استقبال سموّ ولي عهد دبي، لدى زيارته للمركز، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، الذي أطلع سموّه على أقسام مركز البيانات الأخضر، وما يقدمه من حلول متكاملة توفر الجيل التالي من الخدمات الخاصة بالتحوّل الرقمي والحوسبة السحابية، وخدمات الاستضافة والأمن السيبراني، والمدن الذكية وخدمات إنترنت الأشياء، والخدمات الاحترافية والمُدارة، إضافة إلى خدمات مدعومة بتقنية «تشات جي بي تي» من «مورو».
خطوة نوعية
وقال الطاير: «في إطار الرؤية المستقبلية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنجزنا بناء أكبر مركز بيانات أخضر يعمل بالطاقة الشمسية في العالم، الذي يمثل خطوة نوعية تعكس المكانة العالمية لدولة الإمارات في مجال الاستدامة والاقتصاد الأخضر، ونموذج للجمع بين التقنيات الرقمية وتقنيات الطاقة، مصمم لتلبية الأهداف المستدامة والبيئية عن طريق توفير بنية تحتية عالمية المستوى لتكنولوجيا المعلومات الصديقة للبيئة والمنخفضة الكربون التي تعمل باستخدام الطاقة الشمسية، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050».
التحوّل الرقمي
وأضاف الطاير: «يعكس مركز البيانات الأخضر، الذي يعتمد على الطاقة الشمسية الأضخم في العالم، جهودنا المستمرة في دعم المبادرة الاستراتيجية، لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ومواكبة استضافة دولة الإمارات للدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28)، كما يعكس التزامنا بتعزيز مسيرة الاستدامة في دولة الإمارات، وسعينا المستمر لتعزيز مكانة دبي الريادية عاصمة الاقتصاد الأخضر في العالم، حيث كانت (مورو) سبّاقة دائماً في تعزيز التحوّل الرقمي والاستدامة، وتعزيز حلولها المتكاملة لمساعدة المؤسسات والشركات على تحقيق الحياد الكربوني».
أحدث التقنيات
وسيشهد مركز البيانات الأخضر، استضافة مجموعة من الحلول الرائدة من «ديل تكنولوجيز» و«مايكروسوفت» و«هواوي»، والتي تتضمن أحدث تقنيات إنترنت الأشياء والأمن السيبراني، والتقنيات الرقمية المزدوجة، والذكاء الاصطناعي والاسترداد الالكتروني كخدمة والاستشارات والخدمات المهنية، والخدمات المدارة وخدمات الإقامة، وخدمات الشبكة كخدمة و«سحابة مورو» المفتوحة وغيرها. ويعتمد مركز البيانات الأخضر المحايد للكربون على الطاقة الشمسية بنسبة 100%، حيث تتجاوز قدرته الإنتاجية 100 ميغاواط. وستتجاوز مساحة المركز، الحاصل على شهادة «Tier-III» من معهد «أب تايم» أكثر من 16 ألف متر مربع.
حلول مستدامة
من جانبه، قال مدير عام «دبي الرقمية»، حمد عبيد المنصوري: «يجسّد مركز البيانات الأخضر رسالة دبي ودولة الإمارات عموماً في ابتكار وتطوير الحلول المستدامة لخدمة المجتمع والأفراد، كما أن هذه الخطوة تعدّ ترجمة عملية للشراكة الشاملة في المشروعات الاستراتيجية الكبرى».
وأضاف: «إننا بهذا المشروع نشهد انطلاقة جديدة على طريق صنع المستقبل، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات البيئية، ونحن في (دبي الرقمية) يسعدنا أن نكون جزءاً من هذا المشروع، تجسيداً لمسؤوليتنا في قيادة التحوّل الرقمي في دبي، وتعزيز مكانتها العالمية مدينة رائدة ونموذجية، ومركزاً للأفكار الخلاقة، والمشروعات التي تسهم في صنع مستقبل أفضل للبشرية جمعاء».
دعم
بدوره، قال المدير العام لشركة «ديل تكنولوجيز» في دولة الإمارات، وليد يحيى: «سعداء بتوقيع هذه الشراكة الاستراتيجية مع (مورو)، للعمل سوياً على توفير حلول تدعم وتسرّع عملية التحول الرقمي في المنطقة».
وأضاف أن «مركز البيانات الأخضر يعتبر نموذجاً عالمياً، من خلال جمعه بين أحدث التقنيات الإلكترونية الرقمية، وأفضل تقنيات الطاقة، لتوفير بنية تحتية متطورة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون، تعمل باستخدام الطاقة المتجددة».
نمو رقمي
في السياق ذاته، قال مدير عام «مايكروسوفت الإمارات»، نعيم يزبك، إن «شراكتنا مع (مورو) ما هي إلا إضافة قيّمة لجهودنا في تسريع وتعزيز النمو الرقمي في الدولة»، مضيفاً: «مع تقنياتنا الأبرز ضمن فئتها، إننا متفائلون بأن حلولنا الرقمية المتطورة ستمكّن الشركات من الحصول على مرونة أكبر في إدارة عملياتها وتعزيز بنيتها التحتية، وبالتالي حمايتها من أي أخطار محتملة قد تنشأ من التهديدات السيبرانية».
حلول مبتكرة
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «هواوي الإمارات»، جياوى ليو: «تلتزم (هواوي) دائماً بدعم شركائها، من خلال توفير حلول مبتكرة تُساعدهم على تسريع التحوّل الرقمي في مؤسساتهم».
واضاف: «تهدف شراكتنا مع (مورو) في تعزيز تجارب المتعاملين ودرجة موثوقية الخدمات للإسهام بشكل فاعل في تبني قطاع الأعمال في الإمارات لنموذج رقمي مستدام».
صفر انبعاثات
وعلى صعيد متصل، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك الإمارات دبي الوطني، هشام عبدالله القاسم: «يسرنا التعاون مع أكبر مركز للبيانات يعمل بالطاقة الشمسية في العالم»، مشيراً إلى أنه «في بنك الإمارات دبي الوطني، تندرج الرقمنة المستدامة في صميم عمليات البنك».
وأضاف: «من خلال هذه الشراكة لن نكون فقط قادرين على تحسين عملياتنا، بل سنتمكن أيضاً من إدارة توقعات عملائنا بشكل أفضل، ويعزز جهودنا في مساندة تحقيق أهداف دولة الإمارات لبلوغ صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050».
تعزيز التنافسية
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي، يحيى سعيد أحمد ناصر لوتاه: «لا شك أن تعاوننا مع أكبر مركز للبيانات يعمل بالطاقة الشمسية في العالم، التابع لـ(مورو) لاستضافة بيانات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بنا، يأتي انطلاقاً من حرصنا على تبني أفضل حلول التحول الرقمي».
وأضاف: «ستسهم شراكتنا مع (مورو) في تحقيق رؤيتنا في ما يخص الاستدامة، ما يعزز من مركزنا التنافسي في القطاع المصرفي».
نظام بيئي مستدام
سيلعب مركز البيانات الأخضر الجديد، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، دوراً كبيراً في تطوير نظام بيئي مستدام يعتمد على أحدث تقنيات الطاقة الشمسية والتخزين، وأنظمة الذكاء الاصطناعي والاستدامة. كما أنه سيساعد الشركات العالمية في الوصول إلى حوسبة فائقة خالية من الكربون، وتمكين المؤسسات من تحقيق مبادراتها الخاصة بالاستدامة لخفض انبعاثات الكربون.
تمكين المواهب الشابة
قال نائب الرئيس والمدير العام لشركة «في إم وير» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا، أحمد عودة، إن «(في إم وير) ستساعد عبر تعاونها مع (مورو) على تمكين وتدريب المواهب الشابة، وتزويدهم بالمهارات السحابية التي يحتاجونها لدعم التحوّل الرقمي في جميع أنحاء دولة الإمارات، بما يتماشى مع المبادرات الوطنية».
100
ميغاواط القدرة الإنتاجية للمشروع.. ومساحته تجاوز 16 ألف متر مربع.