توقعت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي أن يستقبل موسم السياحة البحرية الحالي نحو 166 سفينة سياحية فاخرة في «ميناء راشد» و«دبي هاربر»، مع الترحيب بـ900 ألف سائح من ركاب الرحلات البحرية، مؤكدة استعداداتها لاستقبال الزوّار الصينيين وجهودها التسويقية في هذه السوق.
وذكرت الدائرة في تصريحات لوسائل الإعلام قبيل انطلاق فعاليات «سوق السفر العربي 2023»، في دبي اليوم، أنها اعتمدت على النهج المتنوّع للأسواق، مؤكدة تميز دبي باستضافة منشآت فندقية تناسب مختلف الميزانيات.
وتنطلق في مركز دبي التجاري العالمي، اليوم الإثنين، فعاليات النسخة 30 من «معرض سوق السفر العربي»، بمشاركة أكثر من 2000 عارض وممثل من 150 دولة، في وقت يتوقع فيه حضور 34 ألف زائر.
وسيشهد «جناح دبي» في نسخة العام الجاري زيادة في المساحة مع انضمام أكثر من 122 شريكاً وممثلاً عن الجهات الحكومية، والفنادق، وشركات إدارة الوجهات، ومنظمي الرحلات السياحية إلى دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، ليرتفع عددهم بنسبة 21%، مقارنة بعام 2022.
أجندة اقتصادية
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم، إنه «بدأ العمل فوراً على تحقيق الأهداف الطموحة التي تضمنتها (أجندة دبي الاقتصادية D33)، بتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ومتابعة سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، ومن خلال تضافر جهود فرق العمل الحكومية، وتعاون وثيق مع القطاع الخاص».
وأضاف: «نظمنا بالتعاون مع غرف دبي اجتماع (مجلس دبي-D33)، الذي جمع 150 من مسؤولي القطاعين العام والخاص وقادة الأعمال لتعزيز النمو الاقتصادي، حيث ناقش المجلس الحلول العملية الرامية إلى تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية».
وتابع: «تحرص الدائرة على العمل في ضوء الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، في إطار (مشاريع الخمسين) التي تهدف إلى رفع إسه ام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 450 مليار درهم، بمعدل زيادة سنوية 27 مليار درهم، وتعزيز مكانة الدولة، واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتعزيز القدرة التنافسية، من خلال جذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية».
زوّار دوليون
وأشار كاظم إلى النجاح الاستثنائي لقطاع السياحة في دبي، والنمو السريع لهذا القطاع الحيوي، والارتفاع الكبير في أعداد الزوّار الدوليين، بحيث قاربت مستويات عام 2019 – ما قبل (كوفيد-19) – لتعزيز مكانة دبي كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة.
ولفت إلى أن دبي استقبلت 14.36 مليون زائر دولي في الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2022، بزيادة قدرها 97%، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، التي سجلت 7.28 ملايين زائر، لتتجاوز بذلك مستويات تعافي قطاع السياحة العالمي والإقليمي.
وأكد أن دبي نجحت من خلال الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، ومجموعة من الاستثمارات الاستراتيجية، والإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى الدولة، في استقطاب روّاد الأعمال العالميين والموهوبين والمستثمرين، إضافة إلى جذب أعداد متزايدة للمدينة من المسافرين بغرض الأعمال أو الترفيه.
تنوّع الأسواق
وأوضح كاظم أن «دبي اعتمدت على النهج المتنوّع للأسواق، فضلاً عن تنوّع المقومات والعروض والتجارب السياحية التي تقدمها المدينة، والتعاون المتواصل والمثمر مع الشركاء، فضلاً عن تقديم قيمة استثنائية للضيوف من أنحاء العالم، في وقت واصلت فيه دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي حملاتها التسويقية، للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور في الأسواق المستهدفة».
خيارات الإقامة
وحول تنوّع خيارات الإقامة في دبي لتناسب مختلف الميزانيات، قال كاظم إن «قطاع السياحة في الإمارة يواصل أداءه القوي، وتحقيق نسب نمو مرتفعة في فئات ومعايير الضيافة كافة».
وأوضح أن «دبي تمتاز باستضافة منشآت فندقية تناسب مختلف الميزانيات، في وقت وصل فيه عدد المنشآت الفندقية من فئة (خمس نجوم) إلى 155 منشأة، ومن فئة (أربع نجوم) 191 منشأة، مقابل 274 منشأة تحمل تصنيفات تراوح بين (نجمة) و(ثلاث نجوم)، و81 منشأة شقق فندقية فخمة، و112 منشأة لشقق فندقية متوسطة المستوى، فضلاً عن توافر خيارات أخرى منها بيوت العطلات، والشقق التي تعمل بنظام (اقتسام الوقت)».
وأكد كاظم أن «هذا التنوّع في خيارات الإقامة، يسهم في جذب فئات مختلفة من الزوّار».
عروض وتجارب
وشدد كاظم على التزام الدائرة باتخاذ خطوات متقدمة، سواء في تطوير البنية التحتية، أو زيادة العروض والتجارب والمعالم السياحية الجديدة، التي تسهم في جعل كل زيارة لدبي مختلفة ومتميزة، لافتاً إلى أن التعاون والدعم المستمرين من الشركاء في القطاعين العام والخاص، يسهم في تقديم عروض وتجارب استثنائية للزوّار تناسب أذواقهم ومتطلباتهم وميزانياتهم، في وقت تستعد فيه الإمارة لاستقبال المزيد من الزوّار في عام 2023، كما تستضيف مجموعة فعاليات مهمة، من بينها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب 28»، نوفمبر المقبل في «مدينة إكسبو دبي».
وكشف أن متوسط الإشغال للغرف الفندقية، خلال الشهرين الأولين من عام 2023، بلغ نحو 84.4%، مقابل 77.7% للفترة ذاتها من عام 2022، وتزيد بشكل طفيف عن مستويات عام 2019 التي بلغت 84%.
السياحة البحرية
وقال كاظم إن «السياحة البحرية واليخوت تلعب دوراً مهماً في جذب شريحة مهمة من الزوّار الدوليين، وتعزيز مكانة دبي وجهة عالمية للسفر».
وتوقع أن يستقبل الموسم الحالي نحو 166 سفينة سياحية فاخرة في «ميناء راشد»، وكذلك في «دبي هاربر» اللذين يتميزان ببنية تحتية متطوّرة وعالمية، مع الترحيب بـ900 ألف سائح من ركاب الرحلات البحرية، وطواقم السفن السياحية.
السوق الصينية
وذكر كاظم أن «الصين كانت من الأسواق الـ10 الرئيسة المصدّرة للسياح لدبي قبل الجائحة العالمية، وإن عودتها ستسهم في زيادة أعداد الزوّار الدوليين بنسبة كبيرة»، مشيراً إلى أن هذا التأثير سيكون كبيراً على قطاع السياحة والقطاعات الاقتصادية الأخرى.
وأشار إلى أنه وقبل سماح الصين لمواطنيها بالسفر خارجها، وتخفيف القيود المتعلقة بالجائحة، نظمت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي فعاليات إعلامية للترويج للسياحة في بكين وشنغهاي وغوانزو وتشنغدو، وتم القيام بمجموعة أنشطة داخل الصين، فيما تواصل دبي الحفاظ على سياستها الخاصة بإعفاء السياح الصينيين من التأشيرات لتسهيل سفرهم، حيث يمكنهم الحصول على تأشيرة عند الوصول، أو التقدم بطلب عبر الإنترنت، كما تمت زيادة عدد رحلات الطيران المباشرة.
وتابع: «أطلقت دبي في عام 2014 استراتيجيتها (جاهزية دبي لاستقبال الزوّار الصينيين)، وهي مستمرة حتى اليوم، كما عززت من برنامج (مساعد دبي المصغر) على منصّة التواصل الاجتماعي الشهيرة في الصين (وي تشات)، ويتضمن 10 جولات صوتية رقمية جديدة تغطي المناطق والمعالم السياحية. كما تمت إضافة خدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوفير الدعم للزوّار في المدينة، والاسترداد الفوري لضريبة القيمة المضافة».
وجهات جديدة خلال 2022
قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم، إنه «تم خلال عام 2022 افتتاح مجموعة وجهات بارزة، مثل: (متحف المستقبل)، و(مكتبة محمد بن راشد)، التي تُعدّ المكتبة الأكبر على مستوى المنطقة، وتضم أكثر من مليون كتاب ورقي وإلكتروني، وغرفاً للدراسة ومساحات للمعارض، ومقهى، ومسرحين داخلي وخارجي».
وأضاف: «شهدنا أيضاً افتتاح (مدينة إكسبو دبي)، لتكون صرحاً مستقبلياً مستداماً يُسخّر التكنولوجيا ويتمحور حول الإنسان، كما تم افتتاح (منتجع أتلانتيس ذا رويال) على (نخلة جميرا)».