أظهر رصد، أجرته «الإمارات اليوم»، تسجيل شهر رمضان المبارك 2023 مبيعات عقارية بقيمة 32 مليار درهم، متجاوزاً ما سجله القطاع من مبيعات بلغت 17.3 مليار درهم لكامل شهر رمضان في عام 2022.
وقال عقاريون إن «رمضان 2023» سجل طفرة غير مسبوقة في القطاع العقاري بمبيعات هي الأكبر على الإطلاق خلال شهر الصوم، مشيرين إلى أن دبي أصبحت الوجهة الأكثر طلباً وأمناً على مستوى العالم.
واقترحوا عبر «الإمارات اليوم» تنظيم فعاليات كبرى خلال شهر رمضان في السنوات المقبلة، مثل تبني مهرجان للتسويق العقاري، أو معرض متخصص، حتى تتغير النظرة السائدة عن كون رمضان موسم هدوء، لافتين إلى تقديم عروض ترويجية تتعلق بالإعفاء من رسوم الخدمات السنوية، بما يعود بالفائدة على طرفي المعادلة العقارية.
وتوقعوا استمرار وتيرة انتعاش القطاع العقاري خلال عام 2023، فضلاً عن استمرار المحفزات والمحركات للطلب على العقارات خلال شهر رمضان في السنوات المقبلة، خصوصاً أن توقيت شهر الصوم سيكون في فترات الطقس المعتدل.
وشددوا على أهمية أن تأخذ شركات التطوير العقاري هذا في الحسبان، عند إعداد استراتيجياتها وميزانياتها التسويقية للعام المقبل، والحرص على استمرار العروض خلال موسم رمضان.
طفرة غير مسبوقة
وتفصيلاً، قال المطوّر العقاري رئيس مجلس إدارة «مجموعة فام القابضة»، الدكتور فيصل علي موسى، إن «شهر رمضان 2023 سجل طفرة غير مسبوقة في القطاع العقاري على صعيد المبيعات»، لافتاً إلى أن «شركته سجلت مبيعات جيدة خلال الشهر».
وأضاف أن «الفترة المسائية خلال شهر رمضان تعتبر ذهبية للترويج العقاري، واستقطاب مستثمرين جادين». واقترح موسى إطلاق فعاليات ومعارض خلال شهر الصوم في السنوات المقبلة، حتى تتغير النظرة السائدة عن كون شهر رمضان فترة هدوء، ليكون شهر نشاط واستثمارات.
مبيعات تاريخية
في السياق ذاته، قال المدير العام في شركة «عوض قرقاش للعقارات»، رعد رمضان، إن «القطاع العقاري سجل مبيعات تاريخية خلال شهر رمضان»، لافتاً إلى معدلات نمو كبيرة شهدها القطاع الفندقي أيضاً.
وأضاف: «الاقتصاد في دبي ينمو، وهناك أجندة اقتصادية مميزة وبدراسة موضوعية أدت إلى نتائج قوية جداً للقطاع العقاري في دبي خلال الربع الأول 2023، إذ بلغت قيمة التصرفات العقارية نحو 157 مليار درهم بارتفاع نسبته 80%، مقارنة بالربع الأول من عام 2022».
وأشار رمضان إلى أن ذلك يؤكد أن دبي تخطو خطوات ممتازة بالنسبة للأنظمة والقوانين العقارية، وسهولة بيع وشراء العقارات، لافتاً إلى استخدام التكنولوجيا بالطريقة المُثلى في القطاع.
وتابع رمضان: «نسبة المبيعات تخطت التوقعات، ونتوقع أن يشهد القطاع العقاري نمواً خلال الفترة المقبلة، في وقت حقق فيه شهر رمضان 2023 مبيعات من بين الأفضل خلال السنوات الماضية، كما أن هناك العديد من المستثمرين الذين اختاروا دبي، سواء من أوروبا وأميركا وبريطانيا والصين والهند».
جاذبية استثمارية
إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «الليوان الملكي للعقارات»، محمد حارب، إن «رمضان 2023 شهد مبيعات عقارية بلغت نحو 32 مليار درهم، مرجعاً هذه الزيادة إلى عوامل عدة، أهمها تدفق رؤوس الأموال للاستثمار في القطاع العقاري، لما له من جاذبية استثمارية بسبب ارتفاع العائدات السنوية، ما ضخ سيولة كبيرة منذ بداية العام الماضي، انعكست أرقامها خلال عام 2023 بارتفاعات قياسية».
وشدد حارب على أهمية تقديم عروض ترويجية تتعلق بالإعفاء من رسوم الخدمات السنوية، وطرح جوائز عينية للترويج للقطاع العقاري، بما يعود بالفائدة على البائع والمشتري، ويساعد في زيادة تدفق المستثمرين من داخل الدولة وخارجها، متوقعاً أن يستمر هذا الزخم الاستثماري خلال عام 2023.
استمرار الانتعاش
من جهته، توقع المدير الإداري في شركة «هاربور العقارية»، مهند الوادية، استمرار وتيرة انتعاش القطاع العقاري خلال عام 2023، ما يتطلب تكثيف الجهود لترويج القطاع العقاري، وتنظيمه لاستقطاب مستثمرين جدد مع زيادة عدد السكان، من خلال الإقامات الذهبية، خصوصاً أصحاب الثروات والمبدعين وأصحاب المواهب.
وقال الوادية: «سيستمر القطاع بهذه الوتيرة إذا تحققت أربعة عوامل، تتمثل في: متابعة مستويات العرض والطلب، وأن يكون هناك مشروعات توفر قيمة حقيقية، والترويج والتسويق المدروس والذكي بطريقة لا تركز على السوق المحلية فقط، بل على السوق الخارجية لاستقطاب مستثمرين، إضافة إلى تقديم خدمة متعاملين استثنائية».
ولفت الوادية إلى الأداء الاستثنائي للقطاع في الربع الأول من العام الجاري، مؤكداً أن دبي أصبحت الوجهة الأكثر طلباً وأمناً على مستوى العالم، في وقت نوّه فيه بجهود دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ومؤسسة التنظيم العقاري، وجميع أطراف القطاع العقاري، لما يقومون به من الترويج بطريقة مهنية واستراتيجية، مدعومة ببحوث، يتم طرحها بطريقة مدروسة، تشجع المستثمرين من جميع أنحاء العالم على الاستثمار في دبي.
تنوّع كبير
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمعرض العقارات الدولي، طارق رمضان، إن «إمارة دبي تتميز بتنوّع كبير في جنسيات وثقافة سكانها وزائريها من السياح من أنحاء العالم»، لافتاً إلى استمرار الحركة السياحية خلال شهر رمضان، مدعومة بطقس جميل وعروض إقامة متميزة من الفنادق والمرافق السياحية.
وأوضح رمضان أن «هذه العوامل دعمت استمرار الطلب على عقارات دبي بأرقامه القياسية منذ بداية عام 2023، وخلال شهر رمضان، مستفيداً أيضاً من عروض رمضانية قدمتها شركات التطوير في دبي، مثل إلغاء رسوم التسجيل لدى دائرة الأراضي والأملاك، وتمديد الدفعات إلى ما بعد تسليم الوحدات».
وتوقع رمضان أن تستمر المحفزات والمحركات للطلب على العقارات خلال شهر رمضان في السنوات المقبلة، خصوصاً أن توقيت شهر الصوم سيكون في فترات الطقس المعتدل.
وقال: «على شركات التطوير العقاري أن تأخذ هذا في الحسبان عند إعداد استراتيجياتها وميزانياتها التسويقية للعام المقبل، والحرص على استمرار العروض خلال شهر رمضان».
انتعاشة قياسية
أما المدير العام لـ«مجموعة الحبتور»، غالب بن خرباش، فقال: «إن بيع الوحدات السكنية سجّل انتعاشة قياسية في شهر رمضان، وسط تنافس جميع الشركات في تقديم عروض مميزة بهدف استقطاب المستثمرين في فترة تتميز عادة بهدوء نسبي».
ودعا خرباش، الجهات المسؤولة عن القطاع العقاري إلى تنظيم حملات تسويقية خلال فترات المواسم، بالتعاون مع الشركات العقارية في دبي، على غرار مهرجان دبي للتسوّق، وتبني مهرجان للتسويق العقاري خلال شهر رمضان، والتركيز عليه ببرامج تلفزيونية باللغتين العربية والإنجليزية، ما ينعكس على الأسواق العقارية في الإمارة عموماً.
وأشار إلى أن المهرجان المقترح سيقدم جميع التفاصيل عن المشروعات الحالية و«تحت الإنشاء»، مع توفير فرصة لمحاورة مديري الشركات والمحللين في القطاع، ما يعطي شفافية أكثر في دعم هذا القطاع الحيوي في إمارة دبي.
معرض عقاري
قال رئيس مجلس إدارة شركة «الوليد الاستثمارية»، محمد المطوّع، إن «الزخم في القطاع العقاري بدبي متواصل»، مؤكداً وجود نمو كبير في القطاع، وتسجيل مستويات تاريخية، لاسيما الأرقام المحققة خلال شهر رمضان، بتسجيل مبيعات هي الأكبر على الإطلاق خلال شهر الصوم، مقترحاً تنظيم معرض عقاري خلال شهر رمضان المقبل.