استقطبت أسواق الأسهم المحلية في ختام تعاملات، أمس، سيولة ناهزت 1.7 مليار درهم، في وقت ربح فيه رأس المال السوقي لسوق دبي المالي ما يربو على 4.3 مليارات درهم، مع تجاوزه أعلى مستوياته في ثماني سنوات، مدعوماً بمكاسب الأسهم القيادية في قطاعي «العقار» و«البنوك».
توزيع السيولة
وتوزعت السيولة بواقع 1.1 مليار درهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية، و602.31 مليون درهم في سوق دبي المالي، بعد التداول على 489.76 مليون سهم عبر تنفيذ أكثر من 28.03 ألف صفقة.
وارتفع مؤشر سوق دبي المالي العام بنسبة 0.76%، أو ما يعادل 30.97 نقطة، ليغلق عند 4099.49 نقطة ملامساً أعلى مستوى له منذ أغسطس 2015، فيما وصل سجل مؤشر سوق أبوظبي العام (فادجي) إلى مستوى 9729.1 نقطة.
وتعزز أداء سوق دبي المالي مع ارتفاع سهم «إعمار العقارية» بنسبة 3.84%، و«الإمارات دبي الوطني» بنسبة 1.17%، كما ارتفع سهم «طيران العربية» بنحو 2.09%، وسهم «إعمار للتطوير» بنسبة 3.2%.
وتصدر سهم «إعمار العقارية» النشاط مستقطباً سيولة بأكثر من 185.39 مليون درهم.
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية، ارتفع سهم «الدار العقارية» بنسبة 3.8%، متصدراً قائمة الارتفاعات، وارتفع سهم «طيران أبوظبي» 2.5%، و«أدنوك للحفر» 2.4%.
عوامل الدعم
وأكد كبير محللي السوق في «سنشري فاينانشال»، أرون ليزلي جون، أن «مؤشر سوق دبي المالي اقترب في مطلع تداولات أمس، من أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات، مع اختراقه أخيراً مستويات 4100 نقطة، في ظل الطفرة العقارية التي تشهدها الإمارة، وتزايد التفاؤل، والنمو الاقتصادي في الدولة».
وأضاف أن «الارتفاعات السابقة لمؤشر السوق كانت بدعم قطاعي البنوك والعقار بشكل رئيس وبإسهام قطاعي المرافق والصناعات».
وأشار إلى أن «الارتفاع الحالي في السوق جاء بدعم من الأسهم الكبرى، مثل بنك الإمارات دبي الوطني، وإعمار العقارية، إضافة إلى الشركات التي تم إدراجها العام الماضي: هيئة كهرباء ومياه دبي، وسالك، وتعليم القابضة».
وأوضح أن «أحد العوامل الرئيسة لهذا الصعود تحقيق أغلبية الشركات المدرجة والتي تدخل في تكوين مؤشر سوق دبي المالي أرباحاً نصفية جيدة»، لافتاً إلى تلقي أرباح «إعمار العقارية» دعماً قوياً، من خلال ارتفاع الطلبيات المتراكمة والانتعاش القوي في الإيرادات المتكررة ومبيعات العقارات الحالية للمجموعة.
وأشار إلى المكاسب الإيجابية التي حققها القطاع الصناعي، ثاني أعلى قطاع من حيث الوزن، حيث يبلغ وزنه الإجمالي 26%، وتشمل بعض الأسهم البارزة في هذا القطاع: العربية للطيران، والخليج للملاحة ودبي للاستثمار.
طروحات قوية
من جانبه، قال المحلل المالي والرئيس التنفيذي لشركة «ذا أكاونتر»، فادي الغطيس، إنه من العوامل الرئيسة التي مكنت سوق دبي المالي من الصعود القياسي، واستكمال مكاسبه التاريخية منذ بداية العام، ارتفاع معدلات الثقة بأنظمة التداول، والتطوير الحاصل لها حالياً، في ظل زيادة الطروحات الأولية القوية وسط تزايد متانة الاقتصاد المحلية، ونموه المتوقع في الأعوام الخمسة المقبلة، على الرغم من التحديات الاقتصادية عالمياً.
وأكد أن التشريعات الاقتصادية الحالية خصوصاً التي تركز على أسواق المال المحلية ستسهم في زيادة الاستثمار المؤسساتي، لاسيما الأجنبي، مع زيادة الأوزان النسبية للأسهم المحلية على مؤشرات الأسواق الناشئة.
توزيعات سخية
في السياق نفسه، أشار خبير الاستثمار في الأسهم، محمود عطا، إلى أنه من أهم الأسباب التي عززت مكاسب سوق دبي المالي، تسجيل الشركات المدرجة أرباحاً متوازنة وجيدة، مقارنة بأسواق الأسهم في المنطقة، خصوصاً القطاع البنكي الذي يتميز بتوزيعات سخية.
ولفت إلى أن سعي الشركات المدرجة إلى تطبيق قرار رفع نسبة تملك الأجانب لنسبة تصل إلى 100%، من أهم العوامل الجاذبة التي ستعزز مكانة سوق دبي المالي بين الأسواق العالمية.