أكد خبراء مسؤولون في قطاع السياحة والسفر والضيافة، أن دبي تتمتع بإمكانات استثنائية لاستضافة أكبر المؤتمرات واجتماعات الشركات وملتقيات الأعمال من جميع أنحاء العالم، لافتين إلى 10 عوامل حوّلت الإمارة إلى وجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الضخمة، بما في ذلك: تبنيها نموذجاً عالمياً لمدن المستقبل، واتباعها نهجاً قائماً على الابتكار، مع جذب الاستثمار الأجنبي والخبرات لتحفيز النمو، فضلاً عن بنية تحتية عالمية المستوى، والخدمات المساندة، إضافة إلى كفاءة الربط الجوي، واحتضان الإمارة لأكبر مطار للمسافرين الدوليين في العالم.
وأكدوا أن دبي أصبحت محط أنظار العالم، ومركز مال وأعمال عالمياً، ومقراً لكبرى الشركات الدولية في المنطقة، إضافة إلى موقعها وقربها للمراكز الاقتصادية الرئيسة، فضلاً عن اقتصادها المرن القائم على المعرفة، ووجهة عالمية لاستقطاب الكفاءات والمواهب، واحتضانها لمنشآت فندقية ومرافق مجهزة ومخصصة لتلبية مختلف الاحتياجات والميزانيات، مع خبرات متراكمة، وتبني أفضل الممارسات العالمية في مجال تنظيم واستضافة الفعاليات.
مركز عالمي
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، أحمد الخاجة، إنّ استضافة دبي للعديد من فعاليات الأعمال والمعارض والمؤتمرات على مدار العام، يؤكد المكانة المتميزة للمدينة كمركز عالمي رائد لاستضافة الفعاليات والأحداث الكبرى، ووجهة عالمية للسياحة والأعمال، وهو ما يتكامل مع الجهود المبذولة لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة، لتصبح أفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة، وبما يتماشى كذلك مع «أجندة دبي الاقتصادية D33»، ومن بين مستهدفاتها أن تكون دبي ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.
إمكانات استثنائية
وأضاف الخاجة: «تتمتع دبي بإمكانات استثنائية لاستضافة أكبر المؤتمرات واجتماعات الشركات وملتقيات الأعمال من أنحاء العالم، إذ تتمتع ببنية تحتية متطورة، وتضم أماكن وقاعات ذات مستوى عالمي لاستضافة مثل هذه الأحداث، كما يلعب كل من مركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي للمعارض دوراً بارزاً في هذا المجال، فضلاً عن السعة الفندقية للمدينة التي بلغت مع نهاية العام الماضي 146 ألفاً و496 غرفة فندقية في 804 منشآت فندقية».
وأشار الخاجة إلى ما توفره المدينة من تجارب وأنشطة متنوعة في ظل ما تحتويه من معالم ومناطق جذب سياحي مميزة، فضلاً عن سهولة الوصول إلى المدينة التي تربط مختلف وجهات العالم، مؤكداً أن دبي تتمتع بمنظومة قوية لفعاليات الأعمال، في ظل وجود منظمين عالميين في المدينة، وشركات متخصصة قادرة على تقديم أفضل الخيارات لأصحاب القرار، فضلاً عن العلاقات المتميزة بين القطاعين العام والخاص، بمن فيهم الشركاء المحليون والدوليون.
اختيار المسافرين
وأوضح الخاجة أن استقطاب دبي للزوار الدوليين بغرض العمل يسهم أيضاً في زيادة معدلات تكرار الزيارة، التي يمكن أن يكون بعضها بغرض السياحة بصحبة أفراد العائلة، لاسيما في ظل تزايد اهتمام المسافرين بها كوجهة مفضلة للزيارة، خصوصاً مع تتويج الإمارة أخيراً بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع «تريب أدفايزر»، للعام الثاني على التوالي، لافتاً إلى تواصل الجهود والحملات التسويقية لجعل دبي في أذهان المسافرين دائماً.
أفضل وجهة
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريّس للسفريات»، محمد جاسم الريس، إن دبي استطاعت خلال سنوات قليلة أن تقدم نفسها كأفضل وجهة لاستضافة الأحداث والفعاليات الضخمة في العالم، حيث ساعدت البنية التحتية من الدرجة الأولى، والضيافة عالية الجودة، ومجموعة من عوامل الجذب الرائعة، دبي، على ترسيخ مكانتها واحدة من أهم الوجهات العالمية.
وأشار إلى أن الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات، اختارت دبي الوجهة الأولى عالمياً لاجتماعات الجمعيات الدولية في 2021، في وقت تتبوأ فيه دبي مراكز متقدمة في مختلف المؤشرات السياحية.
وأضاف الريس أن دبي تميزت كمركز أعمال عالمي، بفضل بنيتها التحتية سريعة النمو، بما في ذلك الفنادق والمراكز التجارية والنقل والمرافق الأخرى، وقد أسهم ذلك في شعبيتها وجهة للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، لافتاً إلى أن المدنية توفر كذلك موقعاً استراتيجياً في منتصف الطريق بين الشرق الأقصى وأوروبا، يمكن الوصول إليه بسهولة من جميع المراكز الاقتصادية الرئيسة في أوروبا، وآسيا، وإفريقيا، وروسيا.
الربط الجوي
وأكد الريّس أن ممارسة الأعمال التجارية في دبي أمر سهل، بسبب البنية التحتية الاستثنائية للإمارة، فيما يعد مطار دبي الدولي من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم من حيث حركة المرور الدولية مع أكثر من 100 شركة طيران تشغل رحلاتها إلى أكثر من 250 وجهة عبر القارات الست. وشدد على أن سهولة وقوة عوامل الربط الجوي لها دور بارز أيضاً، إذ تحتضن الإمارة أكبر مطار في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين.
تكامل الخدمات
وذكر الريس أن الخدمات والمرافق المقدمة لزوار المدنية أو القادمين للمعارض والأحداث العالمية، متكاملة بين جميع الجهات الحكومية، من خلال لجان تنسق آليات العمل، لافتاً إلى خيارات النقل داخل المدينة، وكفاءة شبكة النقل التي تعتبر الأفضل، إذ يوجد في المدينة نظام «مترو» و«شبكة ترام»، وسيارات أجرة بأسعار معقولة، وحافلات. وقال إن تسهيلات التأشيرات لعبت دوراً في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة بارزة يسهل الوصول إليها.
تنوع الخدمات
ولفت الريس إلى تنوع الخدمات ودوره البارز في تعزيز سمعة دبي وجهة عالمية للفعاليات الدولية، حيث توفر المدينة فنادق فاخرة، وأخرى ذات ميزانية محدودة، ما يتيح للزوار أماكن إقامة تناسب أي ميزانية داخل المدينة، متوقعاً أن تواصل السوق الفندقية نموها خلال السنوات المقبلة، بسبب زيادة معدل الإشغال.
وأضاف أن المنشآت الفندقية في دبي توفر أيضاً العديد من المرافق المرنة، سواء كانت غرفة اجتماعات صغيرة تتسع لـ10 أشخاص، أو معرضاً كبيراً، إضافة إلى مركز دبي التجاري العالمي، ومركز دبي للمعارض في «مدينة إكسبو دبي»، التي تتمتع بمرافق وبنية تحتية عالمية المستوى.
وقال إن دبي نموذج عالمي لمدن المستقبل، وتستهدف أن تصبح المدينة الأكثر ابتكاراً في العالم، وهي تتبع نهجاً قائماً على الابتكار مع جذب الاستثمار الأجنبي والخبرات لتحفيز النمو، كما أنها واحدة من الوجهات التجارية والاستثمارية الأكثر شعبية في المنطقة والعالم، وكانت من أولى المدن العالمية التي أعادت فتح أنشطتها، واستقبال الزوار من جميع الأسواق، إثر جائحة «كورونا».
نموذج سياحي
في السياق نفسه، قال رئيس العمليات التجارية والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند في شركة «ويجو»، المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، مأمون حميدان، إن دبي تربّعت على قائمة الوجهات والمناطق الأكثر جذباً للسياح من كل أنحاء العالم، لما تتمتّع به من مقوّمات تجمع بين الراحة والترفيه والسياحة في آن معاً.
وأضاف: «شكل نجاح القطاع السياحي في الإمارات نموذجاً يُحتذى للعديد من الدول، لاسيما أن الإمارات استطاعت أن تعزز مكانتها على خريطة السياحة والسفر العالمية لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية، في وقت تواصل فيه الجهات المعنية في دولة الإمارات جهودها لتعزيز البنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية».
ولفت حميدان إلى أن دائرة الاقتصاد والسياحة تنشط الحركة من خلال الحملات التسويقية والترويجية، لتنفيذ الاستراتيجيات ذات الصلة للحفاظ على مكانة دبي وجهة سياحية عالمية، كما تقدم الفنادق والمرافق السياحية الكثير من العروض التي تتناسب مع الفئات كافة، وتتخذ أعلى معايير السلامة لتعزيز ثقة المسافرين في كل مراحل السفر، لقضاء عطلة مثالية، إضافة إلى باقات مميزة لجميع أفراد العائلة، والمواصلات المجانية من مراكز التسوق وإليها، وتقديم أسعار تنافسية على العديد من الخدمات، إضافة إلى المرافق السياحية والفعاليات والأنشطة والأماكن الترفيهية التي تتميز فيها الدولة، وترضي جميع فئات المسافرين.
وتابع: «من السهل العثور على المكان المثالي للمؤتمرات والمعارض، أو اختيار الفندق المثالي في دبي، كما أن هناك أفضل شركات المعارض في دبي بمرافق واسعة وموظفين ذوي خبرة».
10 عوامل وراء تحول دبي إلى وجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الضخمة:
1. تبني نموذج عالمي لمدن المستقبل، لتصبح المدينة الأكثر ابتكاراً في العالم.
2. تتبع نهجاً قائماً على الابتكار مع جذب الاستثمار الأجنبي والخبرات لتحفيز النمو.
3. تتمتع ببنية تحتية عالمية المستوى وخدمات مساندة ومتكاملة لمختلف متطلبات تنظيم الفعاليات.
4. كفاءة الربط الجوي واحتضان الإمارة لأكبر مطار للمسافرين الدوليين في العالم.
5. مركز مال وأعمال عالمي ومقر لكبرى الشركات الدولية في المنطقة.
6. موقع استراتيجي بين الشرق والغرب يمتاز بقربه من المراكز الاقتصادية الرئيسة.
7. اقتصاد مرن قائم على المعرفة ووجهة عالمية لاستقطاب الكفاءات والمواهب.
8. واحدة من أكثر الوجهات السياحية أماناً والأسرع نمواً.
9. منشآت فندقية ومرافق مجهزة ومخصصة لتلبية مختلف الاحتياجات والميزانيات.
10. خبرات متراكمة وتبني أفضل الممارسات العالمية في تنظيم واستضافة الفعاليات.
«إس تي إس»: الجودة والقيمة العالية في صميم جاذبية دبي
صلاح منصور.
قال المدير التنفيذي لشركة «إس تي إس» في مجموعة «دبي لينك» المتخصصة بقطاع السياحة والسفر، صلاح منصور، إن دبي أكدت قدرتها على جذب اهتمام منظمي الاجتماعات والمؤتمرات لتنظيم الفعاليات فيها، نظراً لما توفره من إمكانات قوية، وما تقدمه من عروض متنوعة وخدمات ذات جودة، وقدرتها على تقديم أفضل التجارب المتكاملة، إضافة إلى ما تتمتع به من مقومات سياحية كبيرة وبالغة التنوع تلبي تطلعات المسافرين من شتى أنحاء العالم. وأضاف: «تعتبر الجودة والقيمة العالية في صميم جاذبية دبي، مع أحدث التقنيات والمرافق التي تجعل من الإمارة وجهة رائدة لفعاليات الأعمال».ولفت إلى أن المزيد من كبرى الشركات العالمية اتخذت من دبي مقراً لإدارة أعمالها العالمية، في وقت تتيح فيه دبي للشركات من جميع الأحجام عدداً من الفرص، مثل المزايا الضريبية المختلفة، ومناطق التجارة الحرة.
وتابع: «تعد دبي موطناً لعدد كبير من الأسماء متعددة الجنسيات الطموحة، في وقت يعد فيه قطاع الخدمات في دبي الأسرع نمواً، وهو معروف بالخدمة المتخصصة، كما تنتقل الشركات، لاسيما في مجال العقارات والضيافة وخدمات الأعمال، إلى دبي، سعياً للاستفادة من بيئة الأعمال المتنامية والتوسع فيها».
ولفت منصور إلى أن دبي حافظت على ريادتها الدولية ضمن قائمة الأسواق الأفضل عالمياً في مؤشر مراكز الشحن الدولية والخدمات اللوجستية، وهي مركز لوجستي عالمي، يوفر كل الحلول للشركات، مشيراً إلى أن دبي نمت بسرعة كمركز عالمي للتجارة، في وقت كان فيه الاقتصاد القائم على المعرفة نقطة تحول في مسيرة الإمارة نحو التقدم والازدهار.
وأضاف: «بفضل المواهب والموارد والبنية التحتية المتقدمة والمبتكرة، أصبحت الإمارة اليوم وجهة عالمية المستوى تستقطب ملايين الزوار سنوياً، مدفوعة بخطط طموحة للمستقبل، التي تدور حول الاستدامة والابتكار كمحركين رئيسين للنمو».
وأشار كذلك إلى النهج المزدوج في دبي، لتوفير المعرفة والمهارات داخل المدينة، مع جذب الاستثمار الأجنبي والخبرة العالمية لتحفيز النمو، ما عزز سمعتها عالمياً، لافتاً كذلك إلى موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وقربها من المراكز الاقتصادية الرئيسة، بما في ذلك الاقتصادات الناشئة.
وقال منصور إن دبي تعد كذلك واحدة من أكثر الوجهات السياحية أماناً، والأسرع نمواً في العالم، إذ استقبلت 14.36 مليون زائر دولي في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2022، بزيادة قدرها 97% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، الذي استقبلت خلاله 7.28 ملايين زائر، لتتجاوز بذلك مستويات تعافي قطاع السياحة العالمي والإقليمي.
وقال إنه يمكن الوصول إلى دبي بسهولة من قبل جميع شركات الطيران الكبرى، كما تربط الخدمات الموسعة لشركتي: «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» العديد من الوجهات العالمية عبر رحلات مباشرة، مؤكداً أن استضافة معرض «إكسبو 2020 دبي»، أول حدث عالمي ضخم في أعقاب الجائحة، عزز سمعة المدينة وجهة سياحية وتجارية.
وأوضح أن تقويم دبي مليء بالأحداث المثيرة على مدار العام، إذ تعكس هذه الأحداث أسلوب الحياة المتنوع المميز للغاية في دبي، من أحداث رياضية وثقافية، فضلاً عن المعارض ومؤتمرات الأعمال وفعليات الترفيه.
دبي جذبت اهتمام منظمي المؤتمرات. أرشيفية
قصة نجاح
تعتبر استضافة المدينة لمعرض «إكسبو 2020 دبي»، المعرض العالمي الأول في المنطقة، الذي اختتم فعالياته في 31 مارس 2022، وسجل أكثر من 24 مليون زيارة خلال ستة أشهر، من قصص النجاح التي تحققت خلال جائحة «كورونا»، ما أثبت قدرة دبي على استضافة كبرى الفعاليات والمعارض العالمية.
برنامج السفير
يعتبر برنامج «السفير» من مبادرات «فعاليات دبي للأعمال».
تأسس في عام 2010 بهدف تشجيع الأطباء والعلماء والأكاديميين والمعلمين والمسؤولين الحكوميين، وقادة الأعمال التجارية المقيمين في دبي، وكل الجهات المعنية ذات العلاقة مع المؤسسات الدولية، لتشجيع المنظمات العالمية على عقد مؤتمراتها واجتماعاتها في دبي.
أكثر المدن ملاءمة للعيش
تحتل دبي مركزاً متقدماً سنوياً بين أكثر المدن ملاءمة للعيش في الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير «إيكونوميست انتلجنس يونيت»، أحد أبرز مزودي معلومات السوق، ما يؤكد حرص دبي على تحسين جودة الحياة لتكون أفضل مدن العالم للحياة والعمل. وركز التقرير على حرص دبي على مراعاة شروط الاستدامة.
كما لفت إلى أن دبي حلت في المركز الثاني في عام 2021، وفقاً لمؤشر «يورومونيتور» الدولي لأفضل 100 وجهة للمدن.
تسهيلات ومرونة
عززت دبي خلال العامين الماضيين سياحة الأعمال بمزيد من المرونة في إتاحة الفرص للمواهب لزيارة دبي والعودة إليها. ومن خلال العمل المرن، فإنه يمكن ممارسة العمل من أي مكان، وفي الوقت نفسه الاستمتاع بالعروض المتنوعة في الإمارة.