على بُعد آلاف الكيلومترات من حرب شنها البلد الذي تحمل جنسيته على البلد الذي وُلدت فيه، تحولت الدبلوماسية الروسية السابقة إيكارينا جيرمانوفيتش إلى خبازة فازت بالجائزة الكبرى في برنامج تلفزيوني.
وبعدما تخلت عن وظيفتها كمستشارة اقتصادية في السفارة الروسية في مونتيفيديو احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا، شقت إيكارينا جيرمانوفيتش طريقاً جديداً لنفسها ووجدت سلواها في الخبز، ما مكنها من الفوز بمسابقة وطنية في أوروغواي.
وفي مقابلة أجرتها معها وكالة «فرانس برس» بعدما أصبحت شخصية معروفة في الدولة الصغيرة الواقعة في أميركا اللاتينية، اعتبرت جيرمانوفيتش أن الحرب في أوكرانيا «ألمٌ لن يزول أبداً».
وقالت في منزلها في مونتيفيديو: «ولّدت الحرب شرخاً سيستغرق إصلاحه عقوداً. تحطمت عائلات وانفصلت عن بعضها».
وُلدت جيرمانوفيتش قبل 40 عاماً في زابوريجيا، التي كانت حينها جزءاً من الاتحاد السوفييتي، لكنها أصبحت اليوم منطقة أوكرانية، وانتقلت بعدها إلى موسكو حيث نشأت مع والديها وأشقائها.
وتحمل جيرمانوفيتش الجنسية الروسية فقط، لكنها أمضت فترات العطل خلال طفولتها في أوكرانيا ولديها أقارب في البلدين، لكنها انقطعت عن الكثير من أقاربها منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وأوضحت لوكالة «فرانس برس»: «في أوكرانيا أي تواصل مع أشخاص في روسيا يُعتبر خيانة، والأمر كذلك في الجانب الروسي».
وأضافت: «بعض أقاربنا في أوكرانيا توقفوا عن التواصل معنا لأننا نحمل الجنسية الروسية».
واستقالت جيرمانوفيتش من منصبها الدبلوماسي في مارس 2022 بعد أيام من بدء الحرب.
وقالت: «كانت لديّ مسيرة مهنية واعدة جداً، لكنني وجدت أنه من المستحيل أن أستمر بتمثيل حكومة تقصف بلدي الأصلي».
ولفتت جيرمانوفيتش الناطقة بسبع لغات إلى أنها كافحت للعثور على وظيفة أخرى عندما وضعت حداً لمسيرتها الدبلوماسية التي استمرت 10 أعوام، وعاشت «اكتئاباً».
وبتشجيع من أصدقاء، اشتركت في برنامج «بيك أوف أوروغواي» Bake Off Uruguay التلفزيوني الذي تصل الجوائز فيه إلى 600 ألف بيزو (16 ألف دولار تقريباً).
وفي 12 يوليو فازت جيرمانوفيتش من بين 14 منافساً في المسابقة.
وأشارت إلى أن مخبوزاتها مستوحاة إلى حد كبير من جدتها الأوكرانية لأمّها، وهي توفيت خلال فترة المسابقة.
وتعتزم جيرمانوفيتش فتح قسم للحلويات في مطعم سوشي مملوك لأحد أصدقائها، وتأمل أن يكون لها يوماً ما مقهى خاص بها.
وأكدت جيرمانوفيتش، الحامل حالياً بطفلها الثالث، أنها لا تخشى التعبير عن آرائها علانية، لكنها لا تنوي العودة إلى روسيا «في السنوات المقبلة».
وقالت: «لا أعلم ما قد يحدث إذا سافرت إلى روسيا».