يحتفي العالم ويخصص يوما للمتاحف، التي تعتبر من أهم الصروح الثقافية للمحافظة على الإرث التاريخي والعمراني، والتي بدورها تقرب الشعوب وتوحد اللغة العالمية، لغة الفن والجمال، ولغة العلم والتاريخ، ولغة التنوير والثقافة.
وليوم المتاحف العالمي أهمية كبيرة في تقريب المؤسسات الثقافية والمتاحف المتنوعة، ورفع مستوى الوعي بأهمية دور المتاحف في التعلم والترفيه والمحافظة على التاريخ والكنوز الفنية والتحف النادرة، والتي يتشارك بها أكثر من 37 ألف متحف متمثلا في نحو 185 دولة ومنطقة حول العالم.
في الكويت، تحتفي دار الآثار الإسلامية في كل عام بهذا اليوم العالمي الفريد «يوم المتاحف العالمي»، وفي هذه السنة تحت عنوان «المتاحف: الاستدامة وجودة الحياة» بالتعاون مع المعمارية سرى سعود الصباح – مؤسسة، «هوم جينيوس»، إيمانا بالدور المحوري للمتاحف في رفع مستوى الرفاهية والاستدامة لمجتمعاتنا، ولما لها من دور إيجابي تجاه الأفراد والمجتمع في مد جسور التقارب والتواصل.
وحرصت الدار في هذا العام على أن تكون الفعالية أكثر تنوعا من أي وقت مضى، إذ احتضن «يوم المتاحف العالمي» فعاليات عديدة استهلت – قبل أسبوع من بدء الفعالية الرئيسية – بورشة فنية تفاعلية للأطفال، تخللتها جولة إرشادية في المركز الأمريكاني الثقافي قدمتها المعمارية سرى سعود الصباح، وتلتها محاضرات توعوية قدمتها نخبة من المتخصصين في مجال العمارة، والتاريخ، والصحة، منهم د.غسان العثمان، وآليسون شان برايس، ودلال الدايل، وسرى الصباح، علاوة على تأسيس قاعدة حول معنى الاستدامة ورفع التوصيات للجهات المعنية في ختام المحاضرات وإشراك الحضور والمهتمين من خلال الأسئلة والتساؤل، وكان لابد من إشراك طلبة المدارس في هذا الحدث المميز، وذلك إسهاما في رفع الوعي لدى الجيل القادم في أهمية دور المتاحف وتحقيق الرؤى المستقبلية للتنمية البشرية، وتحسين جودة الحياة من خلال تغيير نظرة الشباب نحو المتاحف وتعزيزها.
كما تم تسليط الضوء على فنون الخط العربي والإسلامي، والذي يشكل نواة أساسية في لغة التواصل اليومية والاستدامة من خلال الورش الفنية للخطاطين وسرد تاريخ الخطوط والحروف العربية، التي تقسمت بشكل منظم حول محور كل جزء، وقد سرد تاريخ المبنى في المسرح (الباحة) التي نقلت تاريخ الأوليين وتاريخ المبنى إلى الزوار بطريقة عرض فيديو بصرية وسمعية، بالإضافة للعديد من الأنشطة الأخرى التي صاحبت وأثرت الفعالية في المركز الأمريكاني الثقافي.
وفي تصريح لها، قالت المعمارية سرى سعود الصباح: نحتفي اليوم بفعالية مميزة، وقد حرصنا في هذه السنة على أن تكون فعالية يوم المتاحف العالمي استثنائية وشمولية، حيث حاولنا أن نصنع رؤية ومنظورا معماريا جديدا، ومنظورا صحيا متجددا، ورؤية تبدأ بسؤال وتنتهي بتساؤلات، من خلال المحاضرات والمحاضرين الذين اختيروا بناء على مهاراتهم وخبراتهم الطويلة، وأفكارهم اللامحدودة، وذلك لرفع توصياتهم إلى الجهات المعنية وتحقيق رؤية الكويت الحديثة والمستقبلية والسباقة في دعم كل أنواع العلوم والفنون والعمارة والمتاحف، وحرصنا في هذا العام على أن نفتح أبوابنا وأيادينا للمتطوعين الصغار- شباب المستقبل، وإشراكهم في الحدث الكبير في شتى المجالات التي يفضلونها وتنمي مهاراتهم وقدراتهم».