يشارك سفير «اليونيسيف» للتغير المناخي في «كوب 28»، الشاب الإماراتي سعيد الرميثي، تجربته الناجحة في زراعة منتجات عضوية نادرة مع زوار المؤتمر العالمي، عبر مزرعة مصغرة في جناح الشباب بـ«المنطقة الخضراء»، تحاكي انطلاقته الأولى في «درب اللامستحيل»، أسوةً بالوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي «آمن بالحلم، وحوّل رمال الصحراء إلى ساحات خضراء».
ومن المنتجات التي تضمها مزرعة سعيد الرميثي «أصغر مؤسس لمزرعة عضوية في الدولة»، في مؤتمر الأطراف «كوب 28»: الفلفل البنفسجي، والبابايا، والشاي الأزرق، والطماطم، والباذنجان، فضلاً عن عينات من الأرز والقمح الذي نجح كذلك في إنباته بمزارع العائلة.
وقال سعيد الذي بدأ مشواره مع الزراعة العضوية في الـ17 من عمره، في حواره مع «الإمارات اليوم»: «حرصت على أن يرى العالم أن أرض الإمارات بإرادة شبابها ودعم قادتها تحولت إلى بيئة خصبة خضراء تنبت الكثير من المحاصيل، ولا تعترف بالعراقيل والصعوبات، وبإمكانها أن تستوعب شتى التقنيات والوسائل التي تعزز من إنتاجها».
خلاصة التجربة
وإلى جانب «المزرعة العضوية» التي تمنح زوار «كوب 28» في مدينة إكسبو دبي دروساً توعوية حية، يقدم سعيد، الحاصل على جائزة الأم تيريزا العالمية للعدالة الاجتماعية لفئة الشباب في الاستدامة عام 2022، مجموعة من المحاضرات في مناطق مختلفة بالمؤتمر، تسلط الضوء على خلاصة تجربته في الزراعة العضوية، إلى جانب «موضوعات تُعنى بالاستدامة وأهميتها لتلبية حاجات الحاضر، دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة».
ويستثمر سعيد – الذي تخرج في برنامج فارس المحتوى في أكاديمية الإعلام الجديد – بمشاركته في قمة المناخ العالمية، خبرته الكبيرة في صناعة محتوى على منصات التواصل الاجتماعي في مجال البيئة والاستدامة، فضلاً عن تقديمه ما يزيد على 20 دورة تدريبية وورشة عمل في مجال الزراعة والاستدامة، ومشاركته في مؤتمرات دولية بشأن الاستدامة والتغير المناخي.
مشاركة تاريخية
وحول «المشاركة التاريخية» – كما يصفها الشاب الإماراتي الذي يدرس في مجال الاستدامة ضمن برنامج منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي في جامعة نيويورك أبوظبي – أضاف: «فرحة عارمة تلك التي تملك
تني إثر مشاركتي في قمة كبيرة للأمم المتحدة يجتمع فيها زعماء العالم لمناقشة معالجة تغير المناخ، وأنا أحمل لقب سفير لها (سفير اليونيسيف للتغير المناخي في «كوب 28»)، بعد أن ظفرت بتعيين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ضمن مجموعة جديدة من سفراء (اليونيسيف) اليافعين واليافعات حول التغير المناخي لـ(COP28)، في حفل أقيم تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بجناح المرأة في مدينة إكسبو دبي بمناسبة يوم الطفل الإماراتي مارس الماضي». واحتفاءً بهذه المناسبة نشر برج خليفة صور السفراء السبعة على واجهته.
رحلة مبكرة
بدأ سعيد – الشريك المؤسس في مشروع المزرعة العضوية (THE ORGANIC FARM) – رحلته مع اللون الأخضر والمحاصيل مبكراً من المنزل، وكان نقطة الانطلاق مشروع مدرسي طوره تحت مسمى «البيوت الخضراء»، إذ وسع الآفاق أمامه نحو البدء في مشروع عملي في مزرعة العائلة، لزراعة المنتجات العضوية التي تضمن توفير أكل صحي لأفراد الأسرة، ليبدأ من بعدها في التوسع بزراعة النادر منها.
ومن مزرعة العائلة بمنطقة سويحان في أبوظبي، قرر سعيد الذي يترأس نادي أبوظبي للمزارعين الشباب، الانطلاق في مشروع المزرعة العضوية بالتعاون مع ابن عمه، ليشمل مزرعتين إضافيتين تنتجان باقة منوعة من المحاصيل، إلى جانب منتجات الألبان.
ويؤكد سعيد الذي نجح في ابتكار نموذج بيت زجاجي يعمل بالطاقة المتجددة، أن التجربة والإصرار هما عاملا النجاح، إذ مكناه برفقة ابن عمه من بيع منتجاتهم عبر حساب مشروعهم في منصة «إنستغرام»، وكذلك في محلهما بسوق المزارعين بمنطقة الوثبة بأبوظبي، الذي افتتح العام الماضي لتشجيع وزيادة الإنتاج الزراعي في إمارة أبوظبي.
ويأمل سعيد، الحاصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة عجمان للزراعة في عام 2022، أن تشكل مشاركته في «كوب 28» دافعاً نحو تحقيق حلمه في تصدير منتجات مزارعه العضوية إلى الخارج «للتأكيد على أن أبناء زايد قادرون على العطاء، وأن كلمة المستحيل لا مكان لها في قاموسهم».
• سعيد أصغر مؤسس لمزرعة عضوية في الإمارات، وحاصل على جائزة «الأم تيريزا العالمية للعدالة الاجتماعية لفئة الشباب في الاستدامة» 2022.
سعيد الرميثي:
• من سويحان كانت البداية.. وأريد أن يرى العالم أن أرض الإمارات بإرادة شبابها ودعم قادتها تحولت إلى بيئة خصبة خضراء.
مشاركة خضراء في الثاني من ديسمبر
حرص سعيد الرميثي، الذي أنهى فصله الدراسي الأخير في تخصص بكالوريوس العلاقات العامة في الإعلام وتخصص فرعي علوم سياسية بجامعة الإمارات، على أن يكون احتفاله بعيد الاتحاد الـ52 لدولة الإمارات استثنائياً في «كوب 28»، وعليه فتح باب المشاركة أمام زوار جناح الشباب في «المنطقة الخضراء» لمشاركته في زراعة مساحة صممت على شكل علم الدولة لزراعتها بمنتجات تحمل ألوانه، منها النعناع، وورود البتونيا الحمراء والبيضاء، أما اللون الأسود فجسدته أكواب الزهور التي زرعها لإعادة تدويرها، تماشياً مع مفهوم الاستدامة، العامل المهم في الحفاظ على الموارد للأجيال المقبلة.