نظم “مجلس دبي للشباب” مبادرة “خلوة شباب دبي” التي أقيمت بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومشاركة معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، ومعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومعالي عبدالله محمد البسطي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسعادة هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة”، وسعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، وسعادة ضرار بالهول الفلاسي، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، إلى جانب أكثر من 80 شاباً وشابة من أعضاء مجالس الشباب في الإمارة، وعدد من الخبراء في مجالات الاقتصاد والابتكار والفضاء والثقافة والخدمة المجتمعية، وغيرها.
وتهدف الخلوة التي أقيمت برعاية “دبي للثقافة”، إلى دعم الشباب وتعزيز قدراتهم في مجالات القيادة والإبداع والاقتصاد والمجتمع، وتحفيزهم على تقديم حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية المستقبلية. وشكلت الخلوة التي استضافها متحف الاتحاد منصة استراتيجية مبتكرة تساهم في تسهيل تواصل الشباب مع القيادات وأصحاب القرار في دوائر ومؤسسات حكومة دبي والخبراء والمختصين في مختلف المجالات وتبادل الخبرات والآراء معهم، وهو ما يتناغم مع رؤى دبي وتطلعاتها الرامية إلى الاستثمار بالشباب وإعدادهم وتأهيلهم وإشراكهم في رسم ملامح المستقبل، ما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارة وريادتها العالمية.
وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أنّ “خلوة شباب دبي” تتوافق مع نهج دبي في استشراف المستقبل، والتزامها بدعم منظومة الإبداع والابتكار، مشيرةً إلى أنها تمثّل حواراً طموحاً يُجسّد الفِكر الخلّاق لشباب الإمارات، ويسلّط الضوء على رؤاهم المبتكرة وإبداعاتهم وقدرتهم على إحداث تغييرٍ إيجابي في مجتمعهم ووطنهم،
وقالت سموها: “هذه الخلوة استثمار في الغد، ومحطة عبور إلى مستقبلٍ مشرق ومستدام تبنيه طموحات شبابنا، وستُثمر حتماً عن صُنّاع قرار، وقياديين يتمتعون بحس المسؤولية، يشاركوننا في وضع الخطط والسياسات وفي استشراف المستقبل، ويسيرون على نهج قيادتنا الرشيدة في الإبداع والابتكار ليواصلوا مسيرة التميز”.
وأضافت سموّها: “تعكس هذه الخلوة مفهوم تكامل الأدوار لتحقيق رؤى دبي الداعمة للابتكار، وتكمن أهميتها في بنائها لشراكات حقيقية بين الشباب وأصحاب القرار في مختلف الجهات والمؤسسات، وهذه الشراكات أداة قوية تحقق أهداف التنمية المستدامة التي نسعى لها”. لافتةً سموًها إلى ثراء مضامين “خلوة شباب دبي” التي عقدت بالتزامن مع إطلاق الأجندة الوطنية للشباب 2031 الهادفة إلى أن يكون الشباب الإماراتي النموذج الأبرز محلياً وعالمياً في الفِكر والقِيم والمُساهمة الفعّالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولية الوطنية.
الاستثمار في الشباب
وتعليقاً على هذه الفعالية الشبابية، قال معالي الدكتور سلطان النيادي: “إن الشباب هم عماد التنمية وركيزتها الأساسية لبناء مستقبل مزدهر ومستدام، ولطالما آمنت القيادة الرشيدة بأهمية الاستثمار في طاقاتهم وتوجيههم نحو الابتكار والإبداع بمختلف المجالات. ونحن نسعى باستمرار لتوفير البيئة الملائمة التي تُمكن الشباب من تحقيق طموحاتهم وتطوير قدراتهم، فهم قادة الغد الذين سيحملون على عاتقهم مسؤولية مواصلة تحقيق الإنجازات الرائدة التي تشهدها دولة الإمارات.”
وأضاف معاليه:” أسهمت “خلوة شباب دبي” في ترسيخ قيم القيادة والابتكار لدى الشباب الإماراتي الطموح، وتعزيز دورهم في اتخاذ القرارات الداعمة لتشكيل مستقبل مشرق لإمارة دبي ودولة الإمارات بشكل عام، مشيراً إلى أن هذه الخلوة جاءت لتمثل ثمرة الجهود التي انطلقت في خلوة الشباب الأولى التي عقدت عام 2016، ومن ثم التي تليها في عام 2024 وكانت حجر الأساس لإطلاق الأجندة الوطنية للشباب 2031. وهذه المبادرات شكلت رؤية واضحة لمستقبل الشباب، وجسدت كل واحدة منها محطة تحوّل مهمة نحو تحقيق أهداف مسيرة التنمية المستدامة.”
تمكين ودعم
ومن جهتها أكدت سعادة هالة بدري على أهمية وضرورة تمكين وتوجيه الشباب ودعمهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم وتحويل أحلامهم إلى واقع. وقالت سعادتها: “الشباب أمل الحاضر والمستقبل، وقوة فاعلة ومصدر للإلهام، والمحرك الحقيقي للابتكار والتنمية المستدامة، يجسدون بأفكارهم ومهاراتهم وقدراتهم المتنوعة قيم العطاء في كافة المجالات، وقد آمنت قيادتنا الرشيدة بأهمية الاستثمار بهم والاستفادة من طاقاتهم وكفاءاتهم، وسعت إلى تشجيعهم على المشاركة في مسيرة بناء دبي وتطورها والارتقاء بجاذبيتها، ما انعكس إيجاباً على مكانة الإمارة وريادتها العالمية”، لافتة إلى دور “خلوة شباب دبي” في مد جسور التواصل بين الشباب والقيادات في دوائر ومؤسسات حكومة دبي، وتقديم نماذج شبابية في الفكر والريادة.
وأضافت: “ساهمت الخلوة في إيجاد بيئة محفزة على الإبداع والتميز قادرة على فتح الآفاق أمام الشباب، ومنحهم فرصة المشاركة في صياغة سلسلة من المبادرات والخطط النوعية التي تساهم في إعدادهم وتأهيلهم للمستقبل، وتعزز دورهم في وضع الحلول التي تلبي احتياجاتهم وتساعدهم على مواجهة التحديات”، مشيدة في الوقت نفسه بنوعية الأفكار والموضوعات التي طرحت خلال الخلوة ومخرجاتها الهادفة إلى تحقيق أهداف “الأجندة الوطنية للشباب 2031”.
جلسات وورشات عمل
وتضمّن برنامج الخلوة عقد سلسلة من جلسات العصف الذهني وورش العمل التفاعلية التي تناولت مجموعة من المحاور سلطت الضوء على تأثير الشباب ودورهم في إحداث التغيير الإيجابي والمساهمة في دفع عجلة التنمية، حيث ناقش محور التجارة والاقتصاد ضرورة تطوير مهارات الشباب وتزويدهم بما يحتاجونه من أدوات مبتكرة تمكنهم من مواجهة التحديات المستقبلية وتحفيزهم على تطوير أفكارهم وإطلاق مشاريعهم الريادية، فيما ركزت النقاشات الخاصة بمحور الابتكار على طرق تشجيع الشباب على ممارسة التفكير الإبداعي، واستثمار التقنيات التكنولوجية وتوظيفها في ابتكار منتجات وخدمات نوعية. وضمن محور القطاع العسكري أضاء المشاركون على ضرورة إعداد جيل شبابي قادر على القيادة ويؤمن بالعمل الجماعي ويتمتع بحس المسؤولية، ما يعزز الولاء لديه ويرفع مستوى وعيه بأهمية الدفاع عن الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره. في حين شكل محور الفضاء والمستقبل جزءاً مهماً من نقاشات الخلوة، حيث تم خلاله استعراض طرق إلهام الشباب وتحفيزهم على المشاركة في الأبحاث العلمية وتشكيل مستقبل الفضاء، وضمن محاور القيم والثقافة والخدمة المجتمعية بحث المشاركون دور الشباب ومسؤوليتهم في تعزيز العطاء والقيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية والتعايش مع التنوع الثقافي، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس أبناء المجتمع، إلى جانب ضرورة مشاركتهم الفعالة في تطوير الخدمة المجتمعية.
خطوة رائدة
من جانبه، قال حسن سبت، رئيس مجلس دبي للشباب: “أن “خلوة شباب دبي” تُعد خطوة رائدة نحو تعزيز مكانة الشباب كعناصر فعالة ومؤثرة في مسيرة التطور والابتكار التي تشهدها إمارة دبي. فمن خلال هذه الخلوة، نحرص على خلق بيئة تفاعلية تتيح للشباب الفرصة للتواصل المباشر مع القيادات وأصحاب القرار، والتعبير عن آرائهم وطموحاتهم بشكل مباشر. لقد تمكنا من تقديم منصة استراتيجية تهدف إلى تمكين الشباب من تطوير مهاراتهم في مختلف المجالات، سواء كانت في القيادة أو الابتكار أو المجالات الاقتصادية والاجتماعية. إننا نؤمن بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لمستقبل دبي، وهم قادرون على تحقيق التغيير الإيجابي الذي نسعى إليه جميعاً.”
وأضاف: “لقد أسفرت الخلوة عن مجموعة من المخرجات التي تعكس عمق التفاعل بين الشباب والقيادات، وتؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الشباب في صياغة مستقبل الإمارة. نحن ملتزمون بدعمهم وتزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من مواجهة التحديات المستقبلية، وتحقيق طموحاتهم على أرض الواقع. هذه الخلوة ليست مجرد حدثاً سنوياً، بل هي بداية لسلسلة من المبادرات التي ستسهم في تحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار والإبداع، مدفوعاً بطاقات الشباب وإمكاناتهم اللامحدودة.”
وخلصت “خلوة شباب دبي” إلى مجموعة من المخرجات الأساسية، تمثلت في إطلاق ست منصات حوارية تهدف إلى تحفيز الشباب على مناقشة مختلف القضايا التي تهمهم وأبرز التحديات التي تواجههم في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والعسكرية ومجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي، والفضاء والمستقبل، كما شملت المخرجات إعداد تقارير تضم مجموعة من الأفكار والحلول المبتكرة التي تساهم في تطوير وتقدم إمارة دبي، إلى جانب تفعيل القنوات الخاصة بنقل المواهب وتبادل الخبرات بين الشباب وأصحاب القرار والخبراء والمختصين في مختلف المجالات.