برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة والأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ورعاية فخرية من الديوان الوطني لحقوق الإنسان، وبتنظيم من كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، ورعاية من شركة STC للاتصالات وبنك الكويت الدولي، اختتمت كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا فعاليات المؤتمر والملتقى الدولي الثاني للتكنولوجيات المساندة لذوي الإعاقة ATSN 2025، والذي عقد بالتزامن مع المؤتمر الدولي العاشر لتكنولوجيات المعلومات والاتصال وإمكانية النفاذ الرقمي ICTA 2025، وتضمن المؤتمر مجموعة من ورش العمل، والمتحدثين الرئيسيين وجلسات تعريفية وتقنية عدة بمشاركة باحثين محليين ومن مختلف أنحاء العالم.
وتميز المؤتمر هذا العام بالشراكة التقنية والعلمية مع مختبر البحوث في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهندسة الكهربائية بجامعة تونس Latice Lab، ومنظمة IEEE – فرع الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وجامعة الكويت، وW3C فرع الخليج العربي، والجمعية الكويتية لتقنية المعلومات، ومدى قطر، والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى شركاء النجاح وهم الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين، كلية غرناطة، أكاديمية نور لخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة ومدرسة التربية النموذجية.
وأتى هذا الحدث العلمي الدولي استمرارا لمسيرة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية والإقليمية، بعد النجاح الذي حققه مؤتمر ATSN’24 الذي نظمته كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا العام الماضي، والذي تبعته سلسلة من الفعاليات المجتمعية والعلمية الهادفة إلى تعزيز الوعي بالتقنيات المساندة وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة، بما في ذلك استضافة ورشة عمل منظمة الأمم المتحدة حول تقنيات المدن الذكية: ومبادرة إلهام مبتكري المستقبل في الكويت، وورشة عمل في الذكاء الاصطناعي لتدريب طلبة ذوي الإعاقة للمنافسة في مسابقة WRO والذين بلغ عددهم 41 طالبا و10 مدرسين، المعسكر الصيفي الأول لكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا لذوي الإعاقة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، كما تم تنظيم اليوم المفتوح بحضور الجمعيات والمؤسسات المعنية بذوي الإعاقة والذين شاركوا في معرض ATSN’24 لزيارة الجامعة من خلال إقامة برنامج لنصف يوم يحتوي على التعرف على إدارة كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا، زيارة أهم المرافق الأساسية في الجامعة، وتبادل الخبرات والمنفعة.
واستعرض المؤتمر هذا العام مجموعة واسعة من الموضوعات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، والتعليم المدعوم بالتقنيات الحديثة، مع اهتمام خاص بالاستخدام الأخلاقي لتقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، كما تناول المؤتمر قضايا الشمول والتعلم والابتكار التقني، عبر سلسلة من الجلسات البحثية وورش العمل المتخصصة التي شارك فيها نخبة من الخبراء والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.
واختتم المؤتمر فعالياته بالإعلان عن نتائج مسابقة الملصقات العلمية التي فتح فيها باب الاشتراك لجميع طلبة الجامعات في الكويت ومن جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى جائزة أحسن ورقة علمية تم تقديمها للمؤتمر.
تكامل وتحول حقيقي
وأشاد البروفيسور خالد البقاعين رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا بالمؤتمر، المتحدثين، الملصقات العلمية وكل ورش العمل التي صاحبت المؤتمر قائلا: يعكس هذا المؤتمر مستوى متقدما من التكامل بين البحث العلمي والتطوير التقني، ويجسد تحولا حقيقيا نحو ابتكار حلول أكثر ذكاء وفاعلية للأشخاص ذوي الإعاقة ولقد لمسنا هذا العام حضورا بحثيا نوعيا قدم نماذج رائدة في الأنظمة الذكية، وتقنيات النفاذ الرقمي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الموجهة لخدمة الفئات المستفيدة كما شكلت جلسات العمل منصة علمية ثرية لتبادل المعرفة وصياغة توجهات جديدة للتقنيات المساندة. ويؤكد هذا الحدث أن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا هو الطريق نحو أثر إنساني شامل ينعكس مباشرة على جودة الحياة وتمكين المجتمع.
بدوره، قال البروفيسور محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»: يسعدنا تعاضد الجهود الذي أسفر عن استضافة وتنظيم مؤتمري التكنولوجيات المساعدة في نسخته الثانية وتكنولوجيات الاتصال والنفاذ الرقمي في نسخته العاشرة التي تقام للمرة الأولى في الكويت من عمر المؤتمر 20 عاما، إن هذا التعاون ليس علميا فحسب، وإنما حمل المؤتمرين معا بعدا إنسانيا شاهدناه جميعا في الافتتاح الذي حضرته وزيرة الشؤون الاجتماعية، وورشة عبق اللون التي كانت أول أنشطة المؤتمر هذا العام وقدمها الفنان الأردني والدولي سهيل بقاعين، بالإضافة إلى جودة الأبحاث التي قدمت وسيتم نشرها في المجلة العلمية IEEE.
من ناحيته، قال الوزير الأسبق في الحكومة التونسية البروفيسور عماد الجبري الذي يشغل رئيس مخبر البحث في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهندسة الكهربائية بالمدرسة الوطنية العليا للمهندسين بتونس LaticeLab: سعدنا بالتعاون البحثي في مؤتمر هذا العام الذي جعله مؤتمرا غنيا بتنوع المواضيع التي تناولها الباحثون والتي تصب جميعها لتخدم أبناءنا من ذوي الإعاقة، وقد طور المخبر هذا العام عددا كبيرا من التطبيقات والمنظومات الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن ضمنها برمجيات التعليم عن بعد للمكفوفين، منظومات الترجمة الآلية للغة الإشارة وخاصة المواقع الإلكترونية، وبرمجيات التي تمكن الصم من استعمال الهاتف الجوال بطريقة الإشارة. ونؤكد أهمية مواصلة هذا النهج التعاوني بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية والمنظمات الدولية، وأن ما شهده المؤتمر من تبادل للخبرات وتطوير للتطبيقات الداعمة لذوي الإعاقة يشكل خطوة جوهرية نحو تعزيز الابتكار التقني وتمكين الفئات المستفيدة.
وشدد الجبري على أن هذه الجهود المشتركة ستظل حجر الأساس لبناء مستقبل أكثر شمولا وإنصافا، وتطوير حلول رقمية قادرة على إحداث أثر مباشر في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي وخارجه.
ونتج عن المؤتمر العديد من المبادرات والنجاحات التي تم إعلانها خلال الحفل الختامي للمؤتمر، ومن أهمها:
٭ إطلاق مشروع حاضنة المشاريع المتعلقة بالتكنولوجيات المساعدة لذوي الإعاقة والأخص تلك التي تشتمل على استخدام الذكاء الاصطناعي في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
٭ الإعلان عن إنشاء مختبر دولي بشراكة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اليكسو والمختبر الدولي ومقره جامعة بكين في جمهورية الصين الشعبية وإعلان انضمام كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا كشريك أكاديمي أول في هذه المبادرة.
٭ الإعلان عن إنشاء مسابقة وجائزة الكويت للمشاريع المساهمة في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الجائزة العربية لأفضل مشروع في نشر التعليم ورفعة مستواه لذوي الاحتياجات الخاصة وسيتم الإعلان عن تلك المسابقات خلال العام الحالي على أن يتم تقديم الجوائز في المؤتمر والمنتدى الدولي الثالث للتكنولوجيات المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة والذي سيعقد في الكويت في ديسمبر القادم.
٭ التوقيع على مذكرة تعاون وتفاهم بين كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا والجمعية الكويتية لرعاية المعوقين وذلك لتنسيق الجهود بين الجهتين لخدمة الفئات المختلفة من ذوي الإعاقة.
٭ الإعلان عن العديد من الفعاليات التي سيتم عقدها في الكويت لدعم فئة الأشخاص ذوي الإعاقة وبالأخص دورات تدريبية للمعلمين والمدرسين في المدارس التي تخدم هذا القطاع وذلك لرفع المستوى والقدرات التعليمية للقائمين على تلك المدارس وذلك بالتعاون بين أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت وكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا.
