حدّد الخبير المالي والوكيل الضريبي، محمد حلمي 10 أسباب أساسية، تؤدي إلى عدم نجاح الشركات الناشئة سواء على المدى القصير أو المتوسط. وبيّن لـ«الإمارات اليوم»، أن إدارة الأعمال التجارية ليست بالشيء البسيط، وريادة الأعمال محفوفة بالمخاطر بطبيعتها، لذا يجب أن يمتلك روّاد الأعمال الناجحون القدرة على التخفيف من المخاطر الخاصة بالشركة، مع تقديم منتج، أو خدمة للسوق بسعر يلبي مستويات طلب المستهلك.
1-عدم وجود خطة عمل فعّالة وعدم توظيف الأشخاص المناسبين:
إذا لم يكن لدى رائد الأعمال خطة عمل فعّالة، فلن يتمكن من توصيل رؤيته بشكل صحيح لفريق العمل لديه. كما أن توظيف الأشخاص المناسبين، له تأثير كبير على كل مجال من مجالات العمل، وأحد الأمثلة الأكثر وضوحاً هي المبيعات، فإذا لم يكن في الشركة ما يكفي من المبيعات لن تتمكن من دفع الرواتب لفريق العمل، ولن تتمكن من النمو، لهذا يعتبر مندوبو المبيعات هم مفتاح زيادة المبيعات، كما أن العديد من الشركات تفشل أيضاً بسبب سوء إدارة المخزون، إذا يتوجب تعيين شخص ماهر في إدارة المخزون، أو استخدام برنامج جيد لإدارة المخزون.
2- قيام رائد العمل بعمل كل شيء بنفسه:
لا يتوجب على رائد الأعمال، القيام بكل شيء بمفرده، فالأعمال التجارية القوية تعتمد على الثقة بالآخرين، وهذه تُعد سمة قيادية أساسية. إذا كنت تريد التحكم في كل شيء فمن المحتمل أنك لن تنجح على المدى الطويل. فالتفويض يعتبر مهارة يجب إتقانها لإدارة الأعمال بفعالية، فهو يساعدك على إدارة وقتك، وتركيز طاقتك على الأمور الأكثر أهمية، ومعرفة القادة المحتملين الصاعدين داخل شركتك.
3- عدم التكيف مع متغيرات السوق ونقص الابتكار:
من المحتمل أن يفشل روّاد الأعمال الذين يقعون في حب خدمة أو منتج ما ويرفضون تغييره تلبية للاتجاهات التي يطلبها السوق. إذ إنّ مفتاح النجاح على المدى الطويل هو المرونة والاستعداد للتغير عند الضرورة. وكذلك فشل الشركات الناشئة ونجاحها يرتبط بعاملين أساسيين هما الابتكار والتسويق. الابتكار يعني إيجاد طريقة جديدة أفضل من أي شركة أخرى لتلبية احتياجات المتعاملين.
4- اتباع استراتيجيات تسويق غير فعّالة:
سواء كانت شركتك كبيرة أو صغيرة، فالتسويق هو الخطوة التي ستحدد طريق النجاح أو الفشل. إذا لم تتمكن من إيجاد طريقة لتسويق منتجك، أو خدمتك، فسيواجه عملك صعوبة في الانطلاق. ويمكن أن يكون لديك المنتج الأفضل على الإطلاق، لكنه لا يحصل على نسبة جيدة من المبيعات بسبب اتباع استراتيجيات تسويق لا تجدي نفعاً.
5- عدم توافر الأموال الكافية والقلق من المنافسة:
تحتاج الشركات الناشئة إلى الوقت والمال الكافيين للعمل بسلاسة. ولا توجد إجابة عن مقدار الأموال التي يحتاج رائد الأعمال إلى إنفاقها على عمله. لكن يمكن القول بأن العديد من الشركات الناشئة تفشل بسبب عدم كفاية الأموال، كما يفشل عدد منها لعدم قدرته على جمع تمويل إضافي. ومن الشائع أن تواجه أي شركة منافسة كبيرة من المنافسين، ومع ذلك يجب ألا تولي الشركات الناشئة اهتماماً كبيراً بالمنافسة. هذا لا يعني أن الشركات يجب ألا تقلق بشأن المنافسة، لكن يجب أن يكون هناك توازن بين الإفراط في الاهتمام بالمنافسة وتجاهلها.
6- أسعار المنتجات باهظة الثمن والتمسك بالأمور الخاطئة:
يجب أن يكون تسعير المنتج مناسباً كي تنجح أي شركة ناشئة، فإذا كان سعر المنتج باهظ الثمن قد يفشل في جذب المزيد من المتعاملين. يمكن أن يكون السعر مرتفعاً فقط، إذا كانت هناك فائدة كبيرة للعميل، على أن يكون منطقياً، في هذه الحالة لن يشتكي المتعاملون، من أسعار المنتج. من أهم أسباب فشل المشاريع الناشئة هو تمسك أصحابها ببعض القرارات الخاطئة لفترة طويلة، حين تصبح محاولات استدراك الخطأ هي والعدم سواء. فتمسك صاحب المشروع بقرار خاطئ أو منتج سيّئ، أملاً في نجاحه في ما بعد سيجعله عرضة للفشل.
7- تجاهل أهمية وجود ممول وعدم اختيار الموقع الجيد:
عدم اللجوء إلى ممول في بداية المشروع أمر جيد، حيث ستقي نفسك من التدخلات المتعارضة في قراراتك، وفي خطورة الانسحاب المفاجئ من الممول إذا حدث. لكن إبقاء الأمر على هذه الحال لفترة طويلة سيعرض شركتك للفشل السريع، فوجود أموال متدفقة في المشروع من مصارف أخرى، ستحميك من الأزمات المالية المتكررة على المدى الطويل. إذا كان منتجك يقدم خدمة ممتازة، ولديك العديد من الشبكات والعلاقات القوية، وبجانب هذا تتمتع بتمويل جيد، فالموقع يلعب دوراً مهماً في نجاح أي مشروع، فكلما كان الموقع قريباً من الفئة المستهدفة نشطت نسبة مبيعاته بشكل كبير.
8- الاشتراك في العديد من المشاريع في الوقت نفسه وتجاهل احتياجات المتعاملين:
يقع رواد الأعمال في خطأ الوقوع في حماسة غامرة، فعندما يبدأ المشروع في إدارة الأموال، تجدهم قد أقحموا أنفسهم في العديد من المشاريع التوسعية المتشعبة، وقد يجد صاحب المال نفسه في النهاية مشتتاً بين العديد من الاختيارات، التي تجعله في النهاية يخسر شركته.
9- المبالغة في الدعاية للمنتج:
يُعد التسويق أداة مهمة وفعالة للترويج للمنتجات، فهو قادر على جعل الشركات الناشئة ذائعة الصيت، وقادر أيضاً على زيادة الأباح. وإهماله أو معاملته كشيء غير مهم لن يضر بمبيعات منتجك فقط، بل من الممكن أن يتسبب في خسارة شركتك بأكملها.
10- إهمال وجود الرؤية المستقبلية:
تقع بعض الشركات الناشئة في خطأ انعدام الرؤية المستقبلية، حيث تنشغل بالتخطيط لتنفيذ المشروع على أرض الواقع وإدارته، ثم تقف عند سؤال.. ماذا بعد؟ وعلى الرغم من أن البعض يظن أنه خطأ من الممكن تداركه فإن هذا الخطأ قد كلف العديد الشركات الناشئة أعمالها، وأنهى مسيرتها بالفشل.