أكد مشاركون في جلسة رمضانية بعنوان «ثورة الذكاء الاصطناعي وتداعياتها على قطاع التعليم» نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية، أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، ما يستلزم تطوير المنهاج والمحتوى الدراسي والمعرفي المقدم للطالب، بحيث يؤهل الطلبة والنشء في مرحلة عمرية مبكرة للتفاعل مع مستجدات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وما يرتبط به من تغيرات شاملة في بيئة التعلم التي أصبحت اليوم معتمدة بصورة رئيسة على أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، أمل العفيفي، أهمية هذه الجلسة الرمضانية التي تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التعليم والذكاء الاصطناعي، وتسهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب وفق أفضل الممارسات العلمية والتطبيقية التي تستهدف إبراز دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء ببيئة التعلم.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، الدكتور خالد العبري، إن «جائزة خليفة التربوية تسلط الضوء من خلال هذه الكوكبة من الخبراء والمتخصصين على الذكاء الاصطناعي الذي أصبح سمة أساسية للحياة اليومية في مختلف أنحاء العالم».
واستعرض نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة، الدكتور عارف الحمادي، التطور العلمي والتاريخي لمفهوم الذكاء الاصطناعي منذ منتصف القرن الماضي، وجهود العلماء في ابتكار وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وصولاً إلى مجال التعليم الذي يشهد اليوم ثورة تقنية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، أكد رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الدكتور محمد اللوغاني، أن دولة الإمارات تعتبر من الرواد في اعتماد التكنولوجيا والابتكار، مشيراً إلى أنه مع التطور المتسارع في هذه التقنيات ينبغي علينا أن نفهم كيف ستؤثر على مستقبل التعليم.
وقالت الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة ومؤسّس «AIE3»، الدكتورة ابتسام المزروعي: «يعتبر الذكاء الاصطناعي محوراً رئيساً في تحقيق التعليم المخصص، حيث يمكنه تقديم تجربة تعليمية مصممة خصيصاً لكل طالب، مراعيةً قدراته واحتياجاته الفردية».
وأضافت أن «الذكاء الاصطناعي يسهم في تحليل بيانات الطلاب بعمق، ما يُمكّن من تقديم توصيات تعليمية دقيقة تُعزز من فهم الطلاب وتحفزهم على التعلم، كما يُعد أداة قيمة للمعلمين، إذ يمكّنهم من تطوير المناهج الدراسية وتقييم أداء الطلاب بكفاءة أفضل».
وقالت الأستاذ المساعد بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات، الدكتورة مريم اليماحي، إن «الفوائد المحتملة التي سيعود بها الذكاء الاصطناعي من دمجه في قطاع التعليم تعتبر هائلة. وإمكاناته لتغيير الطريقة التي نتعلم بها ونعلمها لا حدود لها».
سوق العمل
قالت أستاذ ومدير إدارة شؤون الطلبة في أكاديمية ربدان، الدكتورة خديجة الحميد: «يظهر الواقع الحالي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على سوق العمل في المستقبل، إذ سيسفر عن تغييرات جذرية في طبيعة الوظائف والصناعات»، مضيفة أن توقعات منتدى الاقتصاد العالمي في عام 2023 تشير إلى أن ما يقرب من ربع الوظائف الحالية، أي نحو 23% منها، ستشهد تحولات جوهرية خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لتقديرات أصحاب الأعمال.