حذرت شرطة أبوظبي من مخاطر استخدام الأطفال والمراهقين الألعاب الإلكترونية العنيفة، التي تُحرضهم على العدوانية، لافتة إلى الآثار النفسية الوخيمة التي تصل إلى حد الإدمان، وفرض حالة من العزلة والانفصال عن الواقع، فيما أكد مختصون أن حرص الوالدين على القرب من الأبناء خلال ممارساتهم أنشطتهم اليومية، وخلال استخدامهم الأجهزة الإلكترونية يحافظ على صحتهم البدنية والعقلية، ويوفر لهم الحماية اللازمة، وحددوا أربعة مخاطر للألعاب الإلكترونية، وخمس خطوت لحماية الأطفال من مخاطرها.
وتفصيلاً، أكد اختصاصيو علوم اجتماعية وسلوكية وعلم نفس، أحمد السيد، ومنار رزق، وخالد الشبلي، أن الأطفال لم يعودوا في مأمن من مخاطر الألعاب الإلكترونية وإدمانها، مع ازدياد التطور الرقمي والأجهزة الذكية والشاشات الرقمية الحديثة وألعاب الفيديو، مشيرين إلى أن المسؤولية الأساسية في حمايتهم من الإدمان الإلكتروني، تقع على الأهل ومدى تحكمهم في نوع الألعاب المسموح بممارستها، والوقت المحدد للعب، خاصة أن زيادة الوقت اليومي المخصص للألعاب الإلكترونية يتسبب في إصابة الأطفال بضغط ذهني ونفسي يترك آثاراً سلبية كبيرة مستقبلاً.
وشددوا على أن الألعاب الإلكترونية باتت أحد أبرز القضايا التي تواجه الأسر، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه الألعاب جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي للأطفال والمراهقين، مشيرين إلى أن مخاطرها الرئيسة تتركز في الإدمان، والتنمر والابتزاز الإلكتروني، وفقدان الخصوصية، والبرامج الضارة، فيما تشمل الإجراءات والخطوات الواجب اتباعها لتقلل هذه المخاطر، استخدام الرقابة الأبوية، واستخدام برامج حماية عالية الجودة لأجهزتك، وتعيين الحدود الزمنية، بالإضافة إلى مشاركة الأبناء في ألعابهم من وقت لآخر، للتعرف إلى اللعبة واللاعبين الآخرين.
وأشار الأخصائي النفسي الدكتور أحمد موافي، إلى أن اعتماد ألعاب الإنترنت على تكنولوجيا حديثة، وربط أكثر من لاعب معاً، دون أن يكونوا على سابق معرفة، أو وجود دليل على هويتهم الحقيقية، يترتب عليه العديد من المخاطر، منها إدمان الجلوس على الإنترنت، والعزلة الاجتماعية، ومشكلات صحية ونفسية وإهمال الواجبات المدرسية، كما يمكن أن يتعرض الطفل خلال اللعب إلى التنمر الإلكتروني، حيث يقوم بعض اللاعبين باستغلال هويتهم الخفية بالازدراء أو بإرسال رسائل مسيئة ومؤذية، أو تعليقات خارجة تؤثر في نفسية الطفل.
ولفت إلى أن مخاطر الألعاب الإلكترونية تشمل أيضاً فقدان الخصوصية المترتب على اللعب الجماعي مع لاعبين مجهولين قد يقوم بعضهم باستغلال الأطفال والحصول على المعلومات الشخصية أو البيانات المهمة، أو كلمة المرور الخاصة بالحسابات، بالإضافة إلى مخاطر تحميل ألعاب التي قد تحتوي على ملفات ضارة، تتسبب في ضرر بالغ بالجهاز أو البيانات المحفوظة عليه. وأجمع المختصون على أن إجراءات السلامة وحماية الأبناء من مخاطر الألعاب الإلكترونية تستلزم استخدام الرقابة الأبوية، لحماية الأطفال والحفاظ على أمنهم وسلامتهم من أي مؤثرات خارجية تصل إليهم عبر هذه الألعاب، ووضع قواعد واضحة وثابتة، تتعلق بأنواع الألعاب، وبالمدة المسموح اللعب فيها، وتحميل برامج حماية عالية الجودة على الأجهزة، وتوعية الأطفال بعدم الحديث مع لاعبين مجهولين في أمور شخصية أو عائلية، وقراءة ومناقشة شروط اللعبة مع الأبناء قبل تحميلها للتعرف إلى مدى ملائمتها للعمر السني والثقافة المجتمعية، بالإضافة إلى تحديد مقدار الوقت المسموح به للعب الألعاب الإلكترونية في أيام الدراسة والعطلات.
من جانبها دعت شرطة أبوظبي، ضمن حملة «شتاؤنا آمن وممتع»، أولياء الأمور إلى ضرورة متابعة أطفالهم ومراقبتهم والتدخل في اختيار الألعاب والتطبيقات الإلكترونية ذات المحتوى الجيد وغير الضار، وعدم اعتبار الألعاب الإلكترونية مجرد ألعاب عادية يقضي الأطفال وقتهم معها، فهي سلاح ذو حدين، قد يستفيد منها الطفل وأيضاً قد تشكل عليه خطورة، وشددت على ضرورة الانتباه لمخاطر وقوع الأبناء ضحايا لمحتالين يترصدونهم عبر الألعاب الإلكترونية، والإعلانات والروابط المغرية للاستيلاء على أموالهم بأساليب غير مشروعة.
وحثت شرطة أبوظبي أولياء الأمور على منح الأبناء المزيد من الاهتمام ومتابعة قائمة المواقع والألعاب الإلكترونية التي يرتادونها، ومنحهم الثقة والأمان وعدم توبيخهم وتشجيعهم على المصارحة بأي انتهاكات أو حالات ابتزاز إلكتروني قد يتعرضون لها، أو تعرضهم لحالات التنمر والتهديد والتحرش، واستدراج الصغار لمشاركة صورهم وبياناتهم وتوريطهم في أنشطة غير أخلاقية. وأكدت شرطة أبوظبي، أهمية تنزيل برامج الرقابة الأبوية، ومصادقة الأبناء ومعرفة أصدقائهم الذين يلعبون معهم الألعاب الإلكترونية، بما يعزز حماية أبنائهم من مخاطر الألعاب الإلكترونية، ودعت إلى الإبلاغ عن حالات الإساءة بالتواصل مع خدمة أمان، أو من خلال التطبيق الذكي للقيادة العامة لشرطة أبوظبي.
• المخاطر تشمل فقدان الخصوصية المترتب على اللعب مع مجهولين.