دعا تربويون وخبراء تعليم إلى ضرورة حوكمة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى الأطفال، لاسيما وأن استخدام الجيل الحالي يختلف عن الجيل السابق له، وهو الأمر الذي يستدعي تعزيز الرقابة الوالدية على الأبناء باعتبار أن دور المنزل لا يقل إطلاقا عن دور المدرسة.
وأكدوا خلال فعاليات اليوم الثاني من “قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم”، أمس، أننا في حاجة ماسة لوضع إطار عام للدمج في المدارس، بما يساعد على تحديد احتياجات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
أكدت مساعد مدير مدرسة فيكتوريا الدولية بالشارقة، هيلاري هانت، أهمية وضع آليات لحوكمة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى الأطفال، ومتابعة الوالدين لهم بصورة مستمرة عبر برامج مختصة، لاسيما وأن الجيل الحالي من الأطفال يستخدم السوشيال ميديا بطريقة مختلفة عن الجيل السابق.
وأشارت إلى أنه ينبغي أن يكون للآباء القدرة على متابعة الأبناء؛ إذ أن دور الأسرة يعتبر مدرسة موازية دورها ليس بالقليل، لافتة إلى أن هناك برامج تساعد الوالدين على متابعة المحتوى المقدم لأبنائهم على الإنترنت.
وقالت هيلاري هانت: “نحتاج إلى توفير عدد من ورش العمل للآباء لشرح آليات متابعة أبنائهم على وسائل التواصل الاجتماعي”، موضحة أن هناك موقع هام يفيدهم في متابعة أبنائهم ومعرفة كيف يستخدمون الإنترنت وماذا يشاهدون وكيف يتصرفون، وكيف يستطيع الآباء إنشاء مساحة مشتركة مع أبنائهم وبالتالي نهتم بالصحة الرقمية للأبناء.
من جانبها، أكدت مدير إدارة التراخيص التعليمية في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، فاطمة المازمي، أهمية الصحة الرقمية للأطفال وتأثيرها على انفعالاتهم العاطفية، فحينما نتحدث عن صحة الأطفال العاطفية وتأثرها بالهواتف، نجد أن هناك أبعاداً تتأثر بها مثل السمات العقلية وما يتبعها من ضرورة توفير البرامج الصحية وورش التدريب والجلسات الأخرى التي تؤثر على حياتهم العاطفية والصحة البدنية بهدف الحفاظ على طاقاتهم.
وكشفت عن أن الهيئة تجري مقابلات مع مديري المدارس لاختبار فهمهم لمثل هذه القضايا وكيف ينفذونها في مدارسهم وكيف يحددون أوجه التحسين.
وعن موقف الدمج في المدارس للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت: “نسعى لتطوير هذه الأمور والاستفادة من خبرات سابقة ونسعى جاهدين لتواصل التطوير ومراعاة احتياجات الطلاب المختلفة، فلدينا موجه في كل مدرسة لتطوير الاحتياجات الخاصة بالطلاب، وشركاؤنا في الهيئة لديهم خبرات في هذا المجال ونتعاون معهم عن كثب وفق برامج قائمة.”
بدورها، أكدت رئيس قسم الدمج والرفاهية في مدرسة فيكتوريا الدولية بالشارقة، رحيمة امتياز: “توجد لدينا حاجة ماسة لوضع إطار عام للدمج، وهي السمة التي نحاول العمل عليها، ولابد أن يكون لدينا صورة واضحة لتحديد الاحتياجات ومعرفة احتياجات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم، بما يساعدهم على التعاون”.
من جانبها، تحدثت الأستاذ المساعد بقسم تعليم المعلمين، الدكتورة رشا عصام، عن أزمة الأنشطة البدنية في المدارس، قائلة: “حينما نتحدث عن تعليم الأنشطة البدنية فعلى المعلمين والمدربين معرفة ما عليهم ولا نترك المسألة للمحاولة والخطأ”، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأبحاث والمراجع التي تتحدث عن الأنشطة البدنية، لكن هناك العديد من المخرجات التي يمكن الاستفادة منها، ومن ثم لابد أن يكون لنا خياراتنا وتفضيلاتنا وهل لدينا تأثير قوي أو ضعيف فإذا لم نتخذ هذه الاعتبارات في أذهاننا سيؤدي ذلك إلى تأثير عكسي سلبي”