أنهت خادمة آسيوية علاقة عمل استمرت 16 عاماً مع مخدومها الآسيوي بجريمة، إذ اعتدت على خصوصيته هو وزوجته وحفيدته، ونشرت صورهم على حسابها في شبكة «فيس بوك»، ووجهت عبارات مسيئة إليهم منها تعليق تحت صورة الطفلة ذكرت فيه «حفيدة الشياطين.. مديري»، كما وصفتها بالطفلة السيئة والباكية.
وحرّر المجني عليه بلاغاً بالواقعة لدى شرطة دبي التي أحالت المتهمة إلى النيابة العامة ومنها إلى محكمة الجنح بتهمتي السب باستخدام وسيلة تقنية المعلومات، والاعتداء على خصوصية الرجل وزوجته وحفيدته بوضع صورهم على شبكة «فيس بوك» دون رضاهم، وقضت المحكمة بإدانتها وعاقبتها بغرامة 2000 درهم، لكنها طعنت على الحكم أمام محكمة الاستئناف التي أيدت قضاء محكمة أول درجة.
وأفادت وقائع الدعوى بأن المتهمة تعمل خادمة لدى المجني عليه، واعتدت على خصوصية الأسرة بنشر صور عدة على حسابها تتضمن صورتها معه، وصورة أخرى مع زوجته، وصورة لحفيدته، علقت تحتها بلغة بلادها بأن الطفلة «حفيدة الشياطين.. مديري».
كما كتبت تحت صورة أخرى «إنه أمر سيّئ للغاية أن تتصرف طفلة بهذه الطريقة» قاصدة أنها سيئة رغم صغر سنها، كما نشرت صورة ثالثة لها ووصفتها بأنها كثيرة البكاء، ثم علقت لاحقاً على المجني عليه بكتابة «لقد وجد مديري طريقة لمقاضاتي حتى لا يدفع لي مقابل خدماتي لمدة 16 سنة».
وذكرت شاهدة تعمل موظفة بشركة المجني عليه في محضر استدلال الشرطة وتحقيقات النيابة العامة أنها كانت تتصفح شبكة «فيس بوك»، ودخلت على حساب المتهمة وشاهدت صوراً عدة للمجني عليه وزوجته وحفيدته، ولكونها تحمل جنسية المتهمة، استطاعت قراءة وفهم العبارات التي كتبتها تحت الصور، فتحدثت مع مديرها عن الأمر وأبلغته بسلوك المتهمة.
وبسؤال المجني عليه في تحقيقات النيابة العامة قرر أنه أنهى خدمات المتهمة لأنها كانت تفتعل المشكلات مع العاملات الأخريات في المنزل، ومن ثم أخبرته موظفة تعمل بشركته في قسم شؤون الموظفين، أن هناك منشورات مسيئة تمسه شخصياً هو وأسرته على حساب المتهمة في شبكة «فيس بوك»، لافتاً إلى أنه تأكد بنفسه عند الدخول إلى الحساب، وأدرك أنها أعادت نشر الصور والإساءات أكثر من مرة، فحرر بلاغاً ضدها لدى الشرطة.
بدورها قالت شاهدة من شرطة دبي إنها تولت تدوين أقوال المتهمة في محضر الاستدلال، مشيرة إلى أن الأخيرة أخبرتها أنها تحب أسرة المجني عليه، وأنها عملت لديهم لمدة 16 عاماً، وأقرت بنشر صوره وصور زوجته وحفيدته، وكتبت تحت صورة الأخيرة «حفيدة الشياطين» لقناعتها بأنه شخص سيّئ، لكنها لم تقصد الإساءة للصغيرة بالعبارات الأخرى.
وبسؤال المتهمة في تحقيقات النيابة العامة أنكرت ارتكاب الجرائم المسندة إليها، مقررة أنها لا تعلم من فعل هذا، ولم تحضر في جلسة المحاكمة رغم إعلانها قانوناً بموعد الجلسة.
وبعد نظر الدعوى من قبل محكمة أول درجة، ذكرت أنها تطمئن إلى أدلة الثبوت، وفق ما ورد في أقوال المجني عليه، والشاهدة، وما ثبت في محضر استدلال الشرطة وتحقيقات النيابة العامة، ومن ثم قضت بإدانة المتهمة لكن استعملت معها الرأفة نظراً لظروف الدعوى وملابساتها، وحكمت عليها غيابياً بغرامة 1000 درهم عن كل تهمة ليصل الإجمالي إلى 2000 درهم. من جهتها، عارضت المتهمة الحكم الغيابي، فأعادت محكمة أول درجة نظر الدعوى، وقضت حضورياً بأن الحكم الأول جاء في محله للأسباب التي بُني عليها، ولم تقدم المتهمة دفاعاً يغير قناعة المحكمة، ثم تم تأييد الحكم حضورياً.
إلى ذلك طعنت المتهمة على الحكم الابتدائي أمام محكمة الاستئناف، ودفع ممثلها القانوني بعدم قبول الدعوى، كون المجني عليه علم بها في شهر مايو لكنه أبلغ في شهر ديسمبر، كما دفع بانتفاء القصد الجنائي.
وبعد نظر الطعن رأت المحكمة أنها لا تطمئن إلى إنكار المتهمة، وترى فيه ضرباً من ضروب الدفاع للإفلات من العقاب، وقضت بتغريمها 2000 درهم.