التقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم الثلاثاء، سموّ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، وذلك في إطار زيارة سموه الرسمية إلى الكويت على رأس وفد رسمي رفيع المستوى والتي بدأت في وقت سابق اليوم.
وتناول اللقاء، الذي جرى في قصر بيان بحضور الوفد الرسمي المرافق لسموّه، مجمل العلاقات الثنائية وأوجه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، في ضوء الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الدولتين، وما تشهده من تقدم لافت في كافة المجالات بقيادة وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه صاحب السموّ الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وأكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن المستوى النموذجي الذي وصلت إليه علاقات التعاون بين الإمارات والكويت هو ثمرة توافق الرؤى حول أهمية إحاطة هذا التعاون بكل المقومات التي تسمح له بمزيد من النمو والتطور من خلال اتفاقات الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب الناجحة في شتى مسارات التنمية.
وأشاد سموّه بما تشهده دولة الكويت من مظاهر التقدم والنماء في ضوء القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وما تحققه من إنجازات نوعية في إطار الخطة الوطنية ورؤية الكويت 2035، متمنياً للشقيقة الكويت دوام الأمن والاستقرار ولشعبها المعطاء مزيداً من الرخاء والازدهار.
وأعرب سموّه عن ثقته في أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون البناء في شتى المجالات لاسيما في إطارها التجاري والاقتصادي والسياحي والاستثماري، مؤكداً أهمية الزيارات المتبادلة بين الجانبين في اكتشاف وتفعيل مسارات جديدة للتعاون المثمر، ليس فقط على المستوى الحكومي، ولكن أيضاً على صعيد القطاع الخاص، لاسيما مع ما توفره الدولتان من فرص كبيرة للمجتمع الاستثماري والشركات ورواد الأعمال لتحقيق النجاح والتوسع ضمن بيئة داعمة ومحفزة على الإبداع.
واستعرض الجانبان التقدم المستمر في الروابط الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، إذ تُعدُّ الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للكويت وتأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد الصين في هذا السياق، فيما تُعدُّ الإمارات الشريك التجاري الأول للكويت على المستويين العربي والخليجي، حيث سجل إجمالي حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين 45.7 مليار درهم في العام 2023، بنمو يزيد على 18.8% مقارنة بالعام 2021، في حين وصل إجمالي التجارة الإماراتية غير النفطية مع الكويت خلال النصف الأول من العام الجاري /23.6/ مليار درهم، فيما من المرشح أن تواصل التجارة المتبادلة نموها خلال النصف الثاني من 2024.
كذلك، تم خلال اللقاء تبادل الآراء حول مجمل القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، كذلك الأوضاع التي تشهدها المنطقة وما تتطلبه من مضافرة الجهود من أجل إقرار مقومات الأمن والاستقرار، وتعزيز فرص السلام الشامل والعادل.
وأكد اللقاء الأثر الإيجابي الكبير والملموس للتنسيق المتبادل والدائم بين الإمارات والكويت حيال مختلف القضايا العربية والدولية، ما يعكس حجم التطور في العلاقات السياسية بين الدولتين وبما يخدم المصلحة المشتركة، ويعزّز وحدة البيت الخليجي عموماً.
وقد حضر سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مأدبة الغداء التي أقامها سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، تكريماً لسموّه والوفد المرافق.
وأعرب سموّه عن بالغ شكره وتقديره للقيادة الرشيدة في دولة الكويت، مؤكداً امتنانه لما وجده من حفاوة وحسن استقبال وكرم الضيافة، ومنوهاً بالروابط الأخوية الوثيقة بين الإمارات والكويت، والتي أكد سموه أنها ليست وليدة الأمس، ولكنها روابط عميقة ومتجذرة بين الشعبين الشقيقين، اللذين تجمعهما علاقات تاريخية واجتماعية عريقة ومواقف تؤكد تكامل الرؤى بين البلدين، معرباً عن صادق أمنياته لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً بمزيد من التقدم والازدهار.