- سلطان بن أحمد: في 20 مارس الماضي أكلنا أول رغيف بُذر وحُصد وخُبز في الشارقة والعمل جارٍ على مشاريع تحقق الأمن الغذائي المنشود لننتقل من دائرة الحاجة إلى الاكتفاء
- علاي: السياسات والخطط تظل حبراً على ورق إذا لم تتحول إلى ممارسة واعية للمجتمعات وسلوك يومي يضع الأهداف في مسار التحقق والتنفيذ
- المهيري: نخطط لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030 والإمارات أولى دول المنطقة التي توقع اتفاق باريس للمناخ
- تجربة الإمارات في مجال الاستدامة تتميز بالواقعية وتضع إستراتيجيات وحلولاً مبتكرة للحفاظ على الموارد والتنمية المستدامة
الشارقة – أحمد صابر
افتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د.سلطان القاسمي امس بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، فعاليات الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة على مدى يومين، ويستضيف أكثر من 250 متحدثا ومشاركا تحت شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد».
وأكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، في كلمة افتتاح المنتدى أن تحويل الموارد إلى ثروات لا يمكن أن يتحقق إلا بمثلث المورد الطبيعي والمورد البشري المؤهل، والتكنولوجيا المتطورة، مستعرضا سموه نماذج رائدة من التاريخ والحاضر حول استثمار تلك الموارد، لتحقيق الأمن الغذائي، ومبينا أهمية تشجيع التفكير الاقتصادي والإداري في استغلال الموارد الطبيعية.
وقال القاسمي: نسلط الضوء على أفكار وحوارات تبلورت على مدار الأعوام السابقة، تولدت منها أفكار كثيرة، تحولت إلى حقائق، ولنستعرض الحلول، ونتساءل: كيف يمكننا تحويل الموارد إلى ثروات على أرض الواقع؟ فالله تعالى لم يخلق هذه الأرض إلا وجعل مواردها تكفي من يسكن فيها، مثلث الإجابة عن هذا السؤال: مورد طبيعي، مورد بشري مؤهل، وتكنولوجيا متطورة.
وأضاف: في مصر القديمة، وفي بلدة تسمى طيبة، استشرف أهلها مجاعة محتملة، قد تستمر لأعوام، وتؤثر على موردهم الرئيسي للغذاء، فمحصول القمح في تناقص، لذلك استعان الملك آنذاك بمورد بشري خبير في عمله، وضع خطة محكمة ودقيقة، تفتقت فيها خلاصة الفكر لابتكار تقنيات جديدة لحفظ القمح لسنوات المجاعة. هنا تساءل الناس: لماذا هذا العدد الكبير من صوامع الغلال؟ ما الجدوى من حفظ القمح في سنبله؟ لماذا هذه الطريقة المبتكرة؟ كانت الإجابة حاضرة، المجاعة ستعم، وسيستعين بنا الآخرون، وسننقذهم من مخزوننا. وهنا تبرز العبقرية الاقتصادية والإدارية في تحويل الموارد إلى ثروات. أعتقد أن بعضكم أدرك بأنني أتحدث عن يوسف عليه السلام.
ولفت سموه إلى الشارقة كنموذج رائد في استثمار القمح كمورد طبيعي من أقدم المحاصيل الزراعية التي عرفتها البشرية، وثاني أضخم محاصيل الحبوب في الكرة الأرضية، ومصدر رئيس للغذاء لأكثر من نصف سكان العالم، قائلا: نحن كذلك في الشارقة، استشعرنا هذا الخطر، فأطلق صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروع الأمن الغذائي، وبدأه بمزارع القمح، حيث اختار أفضل بقعة في قلب الصحراء، وأجرى عشرات التجارب العلمية لاختيار أفضل نوع من القمح يصلح للزراعة، وحل مشكلة المياه بربط التربة بالأقمار الصناعية التي تعطي الأوامر بالري حسب الحاجة. وفي العشرين من مارس من هذا العام أكلنا أول رغيف بذر وحصد وخبز في الشارقة، والعمل جار على مشاريع تحقق الأمن الغذائي المنشود لننتقل من دائرة الحاجة إلى دائرة الاكتفاء لنا وللأجيال المقبلة.
واختتم سموه بالإضاءة على أهمية القضية التي يطرحها المنتدى في دورة هذا العام، مؤكدا ضرورة تسليط الضوء على تجارب عالمية ناجحة في استثمار الموارد، نحاول استعادة زخم الحوار الدولي، ونؤكد التزامنا في البحث عن حلول ممكنة لتحديات العصر.
قضية معاصرة
بدوره، تحدث طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة خلال افتتاح أعمال المنتدى عن التحديات التي يواجهها العالم في مجال الثروات والموارد، وأكد أن هذه القضية ليست قديمة، بل هي معاصرة وتزداد أهمية مع مرور الوقت، حيث يواجه العالم تحديا كبيرا ليس في ندرة الموارد بل في كيفية إدارتها واستثمارها بشكل فعال.
وتابع: بالنظر إلى كل هذه الحقائق تظهر المهمة المركزية للاتصال الحكومي والتي تتجسد في رسم وتوجيه مسار التغيير، فنحن نعلم أن السياسات والخطط وحتى الحلول تظل حبرا على ورق إذا لم تتحول إلى ممارسة واعية للمجتمعات وسلوك يومي يضع الطموحات والأهداف في مسار التحقق والتنفيذ، لهذا نلتقي لنفعل دور الاتصال الحكومي في رفع وعي الأفراد والمجتمعات، ونؤكد أن ما يزيد عن استهلاكنا كفيل بسد حاجة شخص ما حول العالم، وننتقل إلى تصويب القرارات الكبرى للمؤسسات الرسمية والكيانات الاقتصادية.
وأوضح ان علينا كعاملين في الاتصال الحكومي أن نتوجه برسالتنا لكل شخص ونقول له: (أنت قادر على التغيير مهما كان موقعك، سواء كنت إنسانا عاديا أو مقررا في الشؤون الكبرى أو قائد مؤسسة اقتصادية)، وعلينا أن نؤمن بأن هذه اللقاءات والفعاليات التي تجمع أفضل العقول من حول العالم تعد موردا حيويا تخرج منه كنوز عظيمة، فثروات الأفكار تجعل العالم مكانا لائقا للجميع بدون استثناء.
رحلة الاستدامة
وتحت عنوان: «كيف نبني للبشرية مستقبلا مستداما؟»، تحدثت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة ورئيسة مجلس الإمارات للأمن الغذائي، مؤكدة أن الاستدامة في الإمارات هي رحلة بدأها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستكملها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على خطاهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، مشيرة إلى جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يرسخ نهجا جديدا للاستدامة في التعليم والثقافة والبيئة والتنمية.
وقالت المهيري: نخطط في الإمارات لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، وتعد الإمارات أولى دول المنطقة التي توقع اتفاق باريس للمناخ بل وتعلن عن استراتيجيتها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، التزمت الدولة بتقليل الانبعاثات بنسبة 40% بحلول 2030. وبجانب ذلك، تعمل جميع الإمارات السبع معا لحماية التنوع البيولوجي الهائل، والأنواع المهددة بالانقراض، وبناء أكبر حاضنة للشعاب المرجانية في العالم وستكون بمساحة 300 ألف متر مربع. وأكدت أنه سيتم زيادة زراعة أشجار القرم لمكافحة انبعاثات الكربون، وقد حقق «تحالف القرم من أجل المناخ» الذي يضم 17 شريكا عالميا يقلدون تجربة الإمارات في زيادة غطاء القرم المحلي لديهم، نجاحا كبيرا حتى الآن، مشيرة إلى أنه من خلال COP28، نريد تحقيق هدف واحد هو، حماية الأرض بخطوات ملموسة وترك إرث من خلال تشجيع الحاضرين على التوقيع على إعلاننا بشأن الزراعة المستدامة وإنتاج الغذاء.
وزادت: تتميز تجربة الإمارات في مجال الاستدامة بالواقعية، فهي تضع استراتيجيات وحلولا مبتكرة للحفاظ على الموارد والتنمية المستدامة، حيث لم تكتف بالنفط كمورد رئيس للطاقة، بل أدركت قيادتها الرشيدة أن النفط مورد ينضب، وأن آخر برميل نفط هو احتفال وليس أزمة. لذلك، توسعت الإمارات في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وخططت لزيادة مساهمتها في مجموع الطاقة المتجددة، كما تسير الإمارات بخطى واثقة لتشغيل محطات براكة للطاقة النووية النظيفة السلمية، لتوفير احتياجات الدولة من الكهرباء بطريقة نظيفة وآمنة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الإمارات على التزاماتها الدولية في مجال حماية البيئة وخفض الانبعاثات، وتشارك في الاتفاقيات والمبادرات التي تهدف إلى مواجهة التغير المناخي والحفاظ على كوكب الأرض.
القاضي الرحيم
وشهدت فعاليات افتتاح المنتدى خطابا ملهما للقاضي الأمييكي فرانشيسكو كابريو، المعروف «بالقاضي الرحيم»، تحدث خلالها حول رحلته كقاض وكيف تعلم من والده أن يكون رحيما ومتفهما مع الناس الذين يأتون إلى قاعة المحكمة، وشارك بعض القصص المؤثرة عن القضايا التي حكم فيها وكيف أثرت على حياته وحياة الآخرين، مبينا أهمية التواصل الفعال والتكنولوجيا في نشر رسالة الرحمة واللطف في عالم مضطرب، ومثنيا على الشارقة والإمارات كمثال رائد وحقيقي للعناية والرعاية.
وقال القاضي الأميركي: أعتقد أن القاضي ليس مجرد موظف حكومي يطبق القانون بحرفية، بل هو إنسان يتعامل مع إنسان. لذلك، يجب أن يكون القاضي عادلا ومنصفا ومحايدا، ومع ذلك عليه أن يكون رحيما ومتفهما ومتعاطفا مع الناس الذين يأتون إلى قاعة المحكمة، كما أن القاضي له دور مهم في تثقيف وتوجيه ومساعدة الناس على حل مشاكلهم والتغلب على تحدياتهم. لذلك فإنني أحيانا، أجعل الناس يضحكون أو يبكون أو يشعرون بالإلهام. أحيانا، أخفف من عقوباتهم أو أعفيهم منها إذا كانوا يستحقون ذلك.
ولفت الى ان القاضي لديه فرصة فريدة لإظهار جانب إيجابي من الحكومة والسلطة. لذلك، أحاول دائما أن أكون مثالا حسنا وأظهر احتراما وثقة وشفافية في تعاملاتي، وذلك كان ممكنا بفضل الفهم الكامل لدور الاتصال المباشر، فأنا كقاض أتحدث مع الناس نيابة عن الحكومة، لهذا علي أن استجيب لاحتياجاتهم، ولأحقق ذلك بفعالية، اخترت ألا أتحدث من وراء الألقاب، وإنما أستمع بقلبي، لأنني أؤمن بأننا في يوم سنقف كلنا ونحاسب على مسيرتنا في الحياة، وحينها سيكون السؤال عن الأمل والفرق الذي أحدثناه في حياة الناس من حولنا.
وتحدث عن طريقته في التعامل مع الأطفال الذين يأتون إلى قاعة المحكمة مع آبائهم، حيث أوضح أنه يحاول جعل قاعة المحكمة مكانا ممتعا وتعليميا للأطفال، ويدعوهم إلى المشاركة في اتخاذ القرارات.
نائب حاكم الشارقة اطلع على الفعاليات المصاحبة والأجنحة المشاركة في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي
الشارقة ـ أحمد صابر
اطلع سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ظهر امس على الفعاليات المصاحبة والأجنحة المشاركة في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بنسخته الـ 12، والذي يقام بتنظيم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز «إكسبو الشارقة».
وتجول سموه في أروقة المنتدى الذي يحمل شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد»، مطلعا على ما يحويه من ورش عمل متنوعة وفعاليات مصاحبة تدعم الشعار والمحاور الموضوعة للمنتدى، وتصب في خدمة مختلف الفئات وتقدم أبرز التجارب والنماذج للاتصال الحكومي الفعال لمواجهة التحديات المقبلة.
رافق سمو رئيس مجلس الإعلام خلال الجولة كل من: الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعلياء بوغانم السويدي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
كما توقف سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام في عدد من الأجنحة المشاركة في المنتدى من الجهات الإعلامية والحكومية، متعرفا سموه على مشاركة كل جهة وأبرز ما تقدمه للمشاركين في المنتدى من ورش وندوات ومحاضرات تستخدم فيها الأساليب الحديثة لدعم الاتصال الحكومي حول العالم.
ويشكل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي منصة عالمية تثري صناعة الاتصال بأكثر من 90 جلسة رئيسية وجانبية وعدد من الخطابات الملهمة والفعاليات الاستباقية والملتقيات والبرامج، من خلال 14 منصة، يشارك فيها ويقدمها أكثر من 250 متحدثا من مختلف المجالات والخبرات، وتحظى بدعم أكثر من 35 شريكا محليا وإقليميا ودوليا.
وتجول سموه في أروقة المنتدى الذي يحمل عنوان «موارد اليوم.. ثروات الغد»، مطلعا على ما يحويه من ورش عمل متنوعة وفعاليات مصاحبة تدعم الشعار والمحاور الموضوعة للمنتدى، وتصب في خدمة مختلف الفئات وتقدم أبرز التجارب والنماذج للاتصال الحكومي الفعال لمواجهة التحديات المقبلة.
كما توقف سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام في عدد من الأجنحة المشاركة في المنتدى من الجهات الإعلامية والحكومية، متعرفا سموه على مشاركة كل جهة وأبرز ما تقدمه للمشاركين في المنتدى من ورش وندوات ومحاضرات تستخدم فيها الأساليب الحديثة لدعم الاتصال الحكومي حول العالم.
ويشكل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي منصة عالمية تثري صناعة الاتصال بأكثر من 90 جلسة رئيسية وجانبية وعدد من الخطابات الملهمة والفعاليات الاستباقية والملتقيات والبرامج، من خلال 14 منصة، يشارك فيها ويقدمها أكثر من 250 متحدثا من مختلف المجالات والخبرات، وتحظى بدعم أكثر من 35 شريكا محليا وإقليميا ودوليا.
رافق سمو رئيس مجلس الإعلام خلال الجولة كل من: الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعلياء بوغانم السويدي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.