اعتبرت رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة د.وجدان العقاب أن ذكرى مرور 49 عاما على تأسيس الجمعية، التي أعلن إشهارها يوم 31 من شهر مارس عام 1974 لتمثل احدى منظمات المجتمع المدني في الكويت وتضطلع بمهامها ومسؤولياتها واستراتيجياتها ومشاريعها التوعوية والبيئية المنوعة وصقلها في خدمة البيئة الكويتية، بمنزلة لبنة جديدة تضاف للبنات مسيرة طموحة زاخرة بمئات البرامج والمشاريع البيئية والتوعوية التي أسهمت ومازالت تشارك بأدوار طليعية في مسيرة العمل البيئي التطوعي والمجتمعي في الكويت. وقالت د.العقاب ان الجمعية التي تعد واحدة من اعرق المنظمات المدنية العربية المعنية بشمولية العمل البيئي التطوعي أنشئت تعزيزا لرفع مستوى الوعي بين كل فئات المجتمع وتثقيفهم بيئيا وما يشمله ذلك من منتديات وبرامج ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ومعارض تخصصية تثري برامج تنمية القدرات والخبرات وفقا لخططها التدريبية، مناشدة كل الجهات المسؤولة في الدولة العمل على توفير مقر دائم للجمعية يحوي هذا التاريخ المتميز للعمل البيئي التطوعي في الكويت كون الجمعية تقدم أعمالها وتواصل مسيرتها من مقر مؤقت باللجنة الأمنية لمتابعة قرارات مجلس الوزراء التابعة لوزارة الداخلية بمقر معسكر الحليب.
وأوضحت أن «الجمعية وهي تدشن في مطلع 31 من مارس الماضي عامها الـ 49 في مسيرتها تستذكر بالخير تلك النخبة الوطنية من المؤسسين والنخب والكوادر المتتالية من مجالس الإدارات السابقة وجموع الخبراء والأكاديميين والكوادر المتطوعة المدربة لإثرائهم ودفعهم لمسيرة العمل البيئي في الكويت، مشيرة إلى أن فاعلية الجمعية ونشاطها البارز على المستوى المحلي أكسباها الثقة لعضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة كمنظمة ممثلة للمجتمع المدني ومشاركتها في كل اللجان الوطنية الدائمة أو الطارئة والتي يسند اليها أي من القضايا او الجوانب البيئية».
وأضافت أنه «فيما يتعلق بالنشاط الخارجي للجمعية فترأس وتتولى إدارة المكتب التنفيذي للشبكة الخليجية لجمعيات البيئة الأهلية، وتولي رئيس مجلس إدارتها د.وجدان العقاب المستشار الإقليمي بالشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث، فضلا عن تولي الجمعية منصب المنسق الوطني في الكويت للشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، إضافة إلى عضوية الجمعية في العديد من المنظمات والمنتديات العربية والإقليمية والدولية سواء المعنية بأحادية أو شمولية العمل البيئي، ومنها الاتحاد العربي لإدارة النفايات وعضو في الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة «IUCN» وشريك في المجلس العالمي لحماية الطيور «OSMI» ومنظمة البيردلايف انترناشيونال، وعضو في برنامج الأمم المتحدة للبيئة بصفة مراقب منذ 2005 وعضوية المنتدى العربي للبيئة والتنمية «أفد» ومنسق إقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إضافة إلى تبوء الجمعية مقعدا في مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة.
وذكرت د.وجدان العقاب أن «الجمعية طوال مسيرتها عززت من محور التوعية البيئية بين كل قطاعات وفئات المجتمع إيمانا منها بأهمية غرس مفهوم المواطنة البيئية وأن كل مواطن خفير بيئي، وبهذا الخصوص أنشأت مركز الاعلام والتوثيق البيئي ليقدم المركز سلسلة أعماله التوثيقية المشمولة بأفلام بيئية وفلاشات توعوية فضلا عن برنامجه التلفزيوني السنوي لرصد وتوثيق الحياة الفطرية في الكويت والذي قدم – ومازال – برامجه السنوية الرمضانية الشهيرة ومنها برامج (كل يوم طير 2،1 وكل يوم نبتة 2،1 وكل يوم يال 2،1 وكل يوم سمكة وكل يوم كشتة 2،1) فضلا عن فيلم الملحمة البيئية ويوم في حياة راصد ورسائله التوعوية السريعة المصورة»، مشيرة إلى «حصد المركز للعديد من الجوائز والدروع في المسابقات العربية والدولية، والبرامج تم استخدامها في تدريس الطلبة أثناء الجائحة واليوم وزارة التربية تعتدها كرافد علمي موثوق مساند للمناهج الدراسية».
وذكرت أن «الجمعية استحدثت منذ 12 عاما برنامجها التربوي (المدارس الخضراء) الذي يحظى باهتمام ومشاركات تربوية وطلابية كبيرة بمعدل سنوي يتجاوز ثلاثة آلاف مشارك بين موجهين ومعلمين وطلاب ويقدم وجبات معرفية صحيحة حول القضايا البيئية الآنية والمثارة والبرنامج يتمتع بمصداقية مشهودة ويشارك في تقديم محاضراته وندواته وورش عمله كوادر ونخب وطنية مدربة، فضلا عن استحداث الجمعية لبرنامج (سفاري الشواطئ) المشمول ببرنامج متكامل حول البيئات الشاطئية والساحلية ومكوناتها الفطرية وكائناتها الحية وموائلها الطبيعية، بالإضافة إلى الفرق العلمية التخصصية لمتابعة الحالة البيئية في مختلف المواقع البيئية سواء الجزر أو السواحل او المناطق الحدودية والصحراوية للوقوف على أي مخالفات أو تعديات تجاه مكونات الحياة الفطرية وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، وكان سببا في رفع عدد الطلبة الدراسية بنسبة كبيرة لتخصص العلوم البيئية والهندسة البيئية منذ 2015».
وأكدت أن «الجمعية بما تضمه من فرق ولجان بيئية متخصصة قدمت منذ إنشائها مجموعات متعاقبة من المواسم الثقافية المشمولة بندوات ومحاضرات وورش عمل وحلقات نقاش والأسابيع البيئية في مختلف محافظات البلاد فضلا عن عقد المؤتمرات والندوات البيئية المحلية والإقليمية والدولية، منها ندوات تربوية بيئية بالتعاون مع وزارة التربية وأيضا بين دول مجلس التعاون الخليجي».
وأوضحت رئيس جمعية البيئة ان «اليوم الأول من شهر ابريل تدشن مجلتها الشهرية (البيئة)، عامها الثاني والأربعين، حيث صدر العدد الأول منها في شهر مارس عام 1981 وتقدم للمعنيين من الباحثين والدارسين والطلاب وجبات علمية وتثقيفية بيئية لنخب أكاديمية مرموقة وموثوقة، وقد كانت أحد الإصدارات المهمة التي تم ايداعها في مكتبة الكونغرس الأميركية، فضلا عن قيام الجمعية بإصدار العديد من المؤلفات المتخصصة، ومنها سلسلة القضايا البيئية والعمل الموسوعي (الدليل الحقلي لطيور الكويت) والأعمال واللوحات التوثيقية لنباتات الكويت وطيور الكويت والعديد من الإصدارات المشمولة بمختلف المحاور البيئية واستحدثت الجمعية سلسلة أدلة لترشيد استهلاك المياه».
وذكرت د.العقاب «في إطار مشاريع التواصل والمشاركة المجتمعية وما تقتضيه من مسؤولية بيئية أعدت الجمعية برامج بناء القدرات ومؤتمرات سنوية وندوات ومحاضرات دورية وبرامج تدريب تعزز مشاريع التنمية البيئية التي انتهجتها طوال مسيرتها ولتأهيل كوادر وقدرات وطنية تساهم في رفع العمل البيئي في البلاد وبهذا الخصوص أنشأت الجمعية (مركز صباح الأحمد للتدريب البيئي المتخصص) وهو معني بتنظيم برامج تدريبية وورش عمل ويقدمها خبراء واستشاريون كويتيون وعرب، فضلا عن عملية تدريب الفرق في الجمعية، وإضافة إلى (فريق أصدقاء البيئة) للأعمار الناشئة من طلاب المدارس، فضلا عن إطلاق العديد من المبادرات البيئية على الأصعدة المحلية والدولية والتي باتت نهجا تطبيقيا في العديد من أوجه العمل البيئي الواسع، وساهمت في عملية بناء القدرات وتدريب الخبرات في مجال الأبحاث والدراسات البيئية وحماية وصون البيئة، بالإضافة إلى تميز وقيام لجنة حماية الحياة الفطرية وفريق رصد وحماية الطيور ببرامج كبيرة ومتعددة في مجالات التوثيق والحماية والمراقبة لكل الموائل والكائنات للبيئة البرية من طيور وتربة وحيوانات ونباتات فطرية متزامنة ببرامج التوعية وما تشمله من ندوات ومحاضرات ومعارض تخصصية».
ولفتت إلى أن «الجمعية استحدثت في السنوات الأخيرة مجموعات متعددة من الشراكات البيئية مع العديد من الجهات في الدولة متضمنة بروتوكولات تعاون مع جهات سيادية كوزارة الداخلية ومنظمات مجتمع مدني كجمعية المحامين الكويتية وشركة الرؤية للاستشارات البيئية، فضلا عن قائمة عريقة من شركائنا في حماية البيئة بتعاونات ثنائية مستمرة ومنهم رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي والحرس الوطني ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الإعلام والطيران المدني وشركة نفط الكويت والهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية»، مشيدة بالتعاون المتميز مع تلك الجهات التي قدمت العديد من الأعمال نتجت عنها برامج أثرت المكتبة البيئية في البلاد بما شملته من تأهيلية وتدريبية وورش عمل. وبينت العقاب أن صندوق حماية البيئة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي من أهم وفي طليعة الشركاء الداعمين للمشاريع والمبادرات البيئية والثقافية والعلمية والبحثية التي تقوم الجمعية على طرحها وتنفيذها.