أسامة دياب
أشاد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس اتحاد كرة القدم ووزير الشباب والرياضة جبريل الرجوب بموقف الكويت الداعم للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الكويت قيادة وحكومة وشعبا قدمت نموذجا عروبيا واسلاميا يحتذى به بين الدول جسد عمق الانتماء الكويتي لفلسطين وقضية شعبها والتي هي القضية المركزية لكل الأمة العربية والامة الإسلامية.
وأشار الرجوب – خلال المؤتمر الصحافي الذي اقامته السفارة الفلسطينية لدى البلاد على هامش زيارته إلى البلاد بمناسبة مباراة المنتخب الفلسطيني مع نظيره الاسترالي – إلى أن الهبة الشعبية العربية من المحيط الى الخليج كنا نتمنى أن تتحول إلى قرار ضمن مخرجات القمة العربية الأخيرة، معربا عن أمله في أن تكون هناك مراجعة رسمية عربية لتوفير كل أسباب الصمود لشعبنا في فلسطين.
واستعرض الرجوب مجموعة من الحقائق أهمها قوة القضية الفلسطينية بهذا الاحتياط الاستراتيجي البشري المتمثل في وجود 7 ملايين فلسطيني في فلسطين التاريخية، والإجماع الدولي على عدالة القضية الفلسطينية وحلها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة كعنصر ثابت الوجود في معادلة الصراع، بالإضافة إلى وجود اجماع على ان الفلسطينيين هم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم، ومنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي، ووطن معنوي ومظلة لكل الفلسطينيين.
وأوضح الرجوب أن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي، كان زلزالا وحدثا غير مسبوق وحربا دفاعية مليئة بالملاحم والبطولات يخوضها الشعب الفلسطيني على مدار 75 عاما، موضحا أن العدوان الإسرائيلي لم يكن ردة فعل ولكن جزء من عدوان مبادر على مدار الساعة 365 يوما في العام وهي اعمال عدوانية أحادية الجانب تستهدف كل شبر وكل فلسطيني وكل مكوناتنا الوطنية في الضفة وغزة.
ولفت إلى أن وتيرة العدوان الاسرائيلي بعد 7 أكتوبر أخذت منحى غير مسبوق لسببين، الأول أن القوى الحاكمة في إسرائيل فاشية يمينية عنصرية لا تعترف حتى بوجود الشعب الفلسطيني، ثانيا أنهم وجدوا في هذا العدوان فرصة لمحاصرة كل مكونات المجتمع الإسرائيلي الذي كان في حالة انقسام على حساب الدم الفلسطيني، مضيفا: إلا أن الأخطر من ذلك هو أن العدوان استطاع توفير مظلة دولية تقودها أميركا لحماية العدوان الذي يمثل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني محاصر بنسبة 75% في كل انحاء العالم، كاشفا عن أن المشروع الإسرائيلي له أهداف معلنة وأخرى خفية لا يدركها إلا من كان في حالة صراع معه أو الباحث المتعمق في هذا الشأن، أول هذه الأهداف هو تقليص حالة الانقسام السياسي والجغرافي في المجتمع الاسرائيلي، أما الهدف الثاني فهو التهجير القسري أو خلق ظروف معيشية قاسية تدفع الفلسطينيين إلى الهجرة وينطبق ذلك حتى على الفلسطينيين الموجودين في اسرائيل منذ عام 1948، إلا أن ذلك تمت مواجهته بحالة صمود شامخة من الشعب الفلسطيني، وخلق بيئة إيجابية قدمت نموذجا من التعاضد الإيجابي والخلاق بين مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى الإصرار على ضرورة إنهاء الاحتلال والمعاناة بإقامة دولة فلسطينية.
وأوضح أن الوحدة الوطنية الفلسطينية يجب أن تحقق ركيزتين الأولى الحفاظ على الإنجازات وحقنا في إقامة دولتنا بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين، مشيرا إلى أن ما حدث في 7 أكتوبر كشف زيف الهالة التي يروج لها الكيان الإسرائيلي عن قوة جيشه والذي اتضح أنه أكذوبة مثل بيت العنكبوت، كما هز ثقة المواطن الإسرائيلي في أمنه الشخصي ومشروع الاستيطان، مبينا أن 40% من مليون يهودي ممن هاجروا إلى فلسطين من الاتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن الماضي ليسوا يهودا، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا اكذوبة الوعود الإسرائيلية، كاشفا عن وجود أكثر من 250 ألف يهودي في غلاف غزة موجودين في الفنادق خوفا على امنهم الشخصي.
وأشار إلى أن ما حدث في 7 أكتوبر أفشل مخطط اليمين الإسرائيلي لدمج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط بمعزل عن القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى خلق حرب إقليمية، وفي حال حدوث ذلك لن تنجو المنطقة من حرب نووية، موضحا أن الهدنة ما كانت لتحدث لولا اكتشاف المجتمع الدولي وحتى أميركا حليفتهم لحالة التناقض ما بين مصالحهم وسلوك قوات الاحتلال، وهذا ما شكل قوة ضاغطة على الاحتلال، معربا عن أمله أن تتحول الهدنة إلى وقف كامل للعدوان، ولكن هذه الهدنة يجب أن تكون جزءا من خارطة طريق للحل الشامل للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية، بالإضافة إلى إيقاف سياسات القمع والقهر والابادة الجماعية والتهجير، فضلا عن وجود 5000 اسير لدى قوات الاحتلال منذ عام 1985 وهو جرح نازف لن يندمل إلا بتحريرهم جميعا في ظل وجود مئات من الإسرائيليين لدى الفلسطينيين، وبالتالي الصفقة من الممكن أن تتم، موضحا أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والشرعية الدولية هي مرجع حل الصراع العربي – الإسرائيلي ووحدة الأراضي الفلسطينية على حدود 1967 خطوط حمراء لا يمكن المساس بها.
وبين أن السلطة تطور من آلياتها لإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الوطن والشعب والقرار الفلسطيني بصيغة توافقية في هذه المرحلة بما في ذلك الإسلام السياسي وتهيئة الظروف لبناء شراكة من خلال عملية انتخابية ديموقراطية يشارك فيها الجميع في الأراضي الفلسطينية.
وردا على سؤال حول استحالة تنفيذ حل الدولتين في ظل التوسع الاستيطاني، أكد الرجوب ان ما حدث في 7 أكتوبر سيكون صفرا أمام الانفجارات القادمة إن لم يكن هناك موقف دولي حازم وحاسم لمواجهة هذا السرطان.
ولفت إلى اننا بحاجة لصحوة في عمقنا العربي لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مضيفا: ونحن نقر الإسلام السياسي وعلى رأسهم حركة حماس بأنهم جزء من نسيجنا النضالي والسياسي والاجتماعي، وعلينا الحفاظ على منجزاتنا فنحن مشروع تحرر وجميعنا مشاريع استشهاد.
وعن الانتقادات الموجهة إلى مصر لعدم استقبال الفلسطينيين، قال الرجوب: أهداف الاحتلال غير المعلنة هي دفن الهوية الفلسطينية إلى الأبد والاندماج في الشرق الأوسط، ولكن لفشله في التطبيع مع بعض دول المنطقة، فإنه سيسعى لخيار الحرب الإقليمية، مؤكدا ان الموقف المصري والأردني جاء منسجما مع حماية أمنهما القومي، من منطلق ان الحل يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية، وفق القرارات الشرعية الدولية، فالموقف المصري كان منسجما مع توفير الثبات والصمود لحماية الهوية أولا ولرفض إملاءات الإسرائيليين.
وحول ما إذا كانت الهدنة ستؤثر في جبهة لبنان، قال: من اليوم الأول اليمين الإسرائيلي يسعى إلى توسيع الحرب كي تصبح إقليمية والإدارة الأميركية هي التي رفضت وما زالت ترفض فكرة توسيع الحرب لأنها ستؤدي لاستخدام السلاح النووي ولا مصلحة للمجتمع الدولي في ذلك.
وردا على سؤال حول إمكانية نجاح الهدنة، أوضح أن الإسرائيليين أصبحوا عراة في مستنقع الإرهاب والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني، والهدنة فرضت عليهم بإرادة أميركية ودولية ونتمنى ان تتحول هذه الإرادة إلى سياسة، لذلك يكون السؤال: هل العناصر الضاغطة الدولية قادرة على ديمومة الهدنة وتحويلها لوقف للعدوان كمقدمة لوقف جميع الأعمال العدائية على الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية ومقدساتها والتأسيس لبناء آلية جدية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية؟ موضحا أن الشعب الفلسطيني ليس له الا خيار الصمود والمقاومة بصدور عارية وامكانيات متواضعة.
وأشار إلى أنه لا أحد يستطيع اليوم ان يتحدث بخلاف اننا شعب واحد نعيش في وطن واحد ومشروعنا واحد وهو الدولة المستقلة كاملة السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية، مضيفا: نحن نستبشر خيرا فيما قاله الأخ إسماعيل هنية، ونحن في فتح نتصرف على أساس ان وحدتنا الوطنية ليست خيارا بل مبدأ جيني ثابت وواجب.
نخوة كويتية
أشاد جبريل الرجوب بالنخوة الكويتية في تشجيع المنتخب الفلسطيني، مؤكدا أنها شكلت حاضنة انعكست على أداء اللاعبين الذين ينتمي بعضهم إلى قطاع غزة، ويتوقع كل واحد منهم بأن يصله في أي لحظة خبر استشهاد أهله أو اقاربه، متوجها بالشكر إلى الكويت وأميرها، والذي هو رمز الوحدة والكبرياء.
الكويت ونشأة «فتح»
أشار الرجوب إلى أن فكرة حركة فتح نشأت واحتضنتها الكويت قبل 60 عاما، مما يعكس تاريخ الكويت الطويل في دعم القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن حركة فتح شكلت البوصلة لسلوك الفلسطينيين السياسي والنضالي خلال السنوات الماضية.
القدس ملعبنا الأول والكويت الثاني
ثمن الرجوب الموقف النبيل لاتحاد كرة القدم الكويتي وبتوجيهات من القيادة السياسية، وكرغبة وطنية كويتية أن تستضيف الكويت مباريات المنتخب الفلسطيني، مضيفا: ملعبنا الاول في القدس وملعبنا الثاني في الكويت إلى أن تنتهي هذه المحنة.