قال رئيس جمهورية أندونيسيا جوكو ويدودو، إن جائحة كوفيد 19 علمتنا الكثير من الدروس وحذرتنا جميعا لنصبح أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحديات، مشيراً إلى ضرورة خلق الظروف المناسبة للحوكمة ما بعد الجائحة على الأصعدة الدولية والإقليمية والوطنية.
وأضاف خلال كلمة رئيسة مصورة له بالقمة العالمية للحكومات: “قبل ثلاثة أعوام وفي بداية الجائحة كان العالم ضعيفا وبلا قوة، وكلنا لم نكن مستعدين لمواجهة الجائحة لكن تعلمنا دروسا عديدة من التحديات خلال السنوات الماضية؛ أولها أن العالم كله مترابط ويعتمد على بعضه البعض ولا خلاص أو أمان لدولة منفردة ولا أمان إلا أن يكون الجميع بأمان، ولذلك فعلى جميع الدول منح الأولوية لأجندة السلامة المشتركة.
وتابع الرئيس الإندونيسي: “من الضروري تعزيز مفهوم التعددية من أجل إنقاذ وبناء العالم؛ فالمشاكل التي نواجهها لا يمكن أن تتجزأ، وكذلك الحل لكل مشاكل العالم يجب أن يكون مشتركا والحقيقة أن العالم مقسم الآن إلى كتل، وهذا يمثل تغيرا جذريا يجب أن يعالجه العالم اليوم، فالانقسامات والكتل بين القوى العظمى يجب تتوقف.”
وذكر أن معالجة المشاكل الإنسانية لا يجب أن تتجزأ وفقا للكتل السياسية العالمية، فمثلا لا يجب أن تكون اللقاحات والمعدات الطبية ذات ارتباط بالكتل السياسية، فيجب عزل هذا العامل عندما يشمل الأمر المشاكل الإنسانية.
وأكد ويدودو أن انعدام المساواة صعّب الأمر وأثبت أنه من الضروري التعامل مع الأزمات العالمية فيما يخص انعدام الغذاء والطاقة والتصنيع، مشيراً إلى أن الحوكمة ما بعد الجائحة يجب أن تمنح الأولوية للمساواة والعدالة.
ولفت الرئيس الإندونيسي إلى ملف النزاعات المفتوحة التي تحولت إلى حروب باتت غير مقبولة، قائلاً: “لا أتخيل أن الحرب قد تندلع في القرن الحادي والعشرين، لكن للأسف هذا يحدث، لذلك مسائل السلام والتسامح والتعاون يجب أن تكون ضمن الأولويات على الصعيد الدولي والوطني والإقليمي داخل الحكومة وكذلك بين كافة أطياف المجتمع”.
كما شدد على ضرورة تعزيز التسامح بين الأعراق والديانات واعتبار ذلك ضمن أولوياتنا، متمنياً أن تنجح القمة في إيجاد حلول لتلك الأزمات، خاصةً وأن التقدم التكنولوجي قد يتسبب بانعدام المساواة والظلم، لكن من الضروي أن نسعى لحوكمته حتى يقود للمساواة وليس العكس.