أكدت مخرجات الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الفرنسي الـ16، تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، لاسيما في القطاعات الحيوية المهمة لكليهما، والتزامهما الثابت بمواصلة توطيد وتوسيع الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بينهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
جاء عقد الاجتماع الـ16 للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الفرنسي بأبوظبي في إطار الشراكة الاستراتيجية الوثيقة وطويلة الأمد بين البلدين، وتماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويهدف الحوار الذي ترأسه كل من رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، خلدون خليفة المبارك، والأمينة العامة لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، آن ماري ديسكوت، إلى مواصلة تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الرئيسة ذات الاهتمام المشترك.
وركزت المناقشات الاقتصادية في الحوار الاستراتيجي على استمرار الجهود لتوطيد العلاقات الثنائية في مجالات عدة كالتجارة والاستثمار والطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية والطيران والأمن الغذائي والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني والتمويل الأخضر والمستدام، وحقوق الملكية الفكرية ومكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.
وجدد الطرفان خلال الاجتماع التزامهما بتكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز الفرص المشتركة، والتصدي للتحديات التي تواجه العمل والاستثمار في كلا البلدين.
وأكدت المخرجات مواصلة البلدين شراكتهما المثمرة وتعاونهما الصناعي في مجال الطاقة النووية، من خلال عدد من البرامج المشتركة التي تركز على التدريب والبحث والتطوير والتشغيل والصيانة.
وعلى صعيد التعاون الثنائي في مجال الفضاء، أكدت المخرجات التزام دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية بمواصلة تعزيز التعاون في مجال استكشاف الفضاء والتركيز على مهمات استكشاف القمر؛ كما أكدا التزامهما المشترك بتوسيع نطاق استخدام البيانات الفضائية في مواجهة تحديات التغير المناخي.
وبالنسبة لمجال التعليم، أكد الجانبان التزامهما باستمرار توسيع شبكة المدارس الفرنسية في دولة الإمارات، والتي تُعد حالياً الأكبر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وتستوعب أكثر من 12 ألف طالب.
واستعرض الجانبان الأهمية المستمرة للتعاون الثنائي في مجال التعليم العالي، مع التركيز بشكل خاص على الخطة الاستراتيجية الجديدة المعدّة لجامعة السوربون – أبوظبي (2024-2028).
وفي ما يتعلق بالتعاون في مجال الصحة، ناقش الجانبان فرص التعاون وتسهيل التبادل المعرفي ومشاركة مجالات مختلفة من الخبرات، ودفع عجلة التقدم في مجال الصحة العامة والابتكار والبحث العلمي.
قضايا استراتيجية
تضمن الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الفرنسي، مناقشة بنّاءة للقضايا الاستراتيجية ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وبحث الجانبان عدداً من القضايا الأمنية الإقليمية، وأكدا التزامهما الدائم بتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، مشددين على ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية، والتأكيد على حل الدولتين باعتباره السبيل الواقعي الوحيد لتحقيق السلام وتهدئة التوتر الإقليمي.
وشدد الطرفان على ضرورة إيجاد حل سلمي للحرب في أوكرانيا في إطار القانون الدولي، والمساعدة في تحسين الوضع الإنساني على أرض الواقع.