قالت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية إن الصحة النفسية هي العامل الأهم في مواجهة ضغوطات الحياة اليومية في مرحلة ما بعد التقاعد، مشيرة إلى أن حرص المتقاعدين والمؤمن عليهم المقبلين على التقاعد على تبني ممارسات إيجابية تعزز من هذا الجانب هو السبيل لخلق حياة أكثر توازناً.
ولفتت الهيئة – ضمن حملتها التوعوية للتخطيط الاستباقي لمرحلة ما بعد التقاعد” كن مستعداً” – إلى أن ضغوطات الحياة اليومية تلعب دوراً بارزاً في إثارة التوترات واكتساب العادات والسلوكيات غير الصحية ، الأمر الذي يفرض أهمية الحرص على تعزيز الممارسات الإيجابية التي تخدم جوانب الصحة النفسية للحفاظ عليها وعلى المكتسبات الاجتماعية التي بناها المتقاعد أو المؤمن عليه خلال عقود من السنوات.
وأوضحت أن الجهد المبذول في ممارسة العادات الإيجابية التي تعزز الصحة النفسية وتحافظ على العلاقات الاجتماعية هو الجهد المبذول نفسه في تبني الممارسات السلبية ومعالجة كافة الآثار المترتبة عليها سواء على المستوى الصحي أو الاجتماعي، ومن ثم فإن الدفع باتجاه تعزيز هذه العلاقات هو الأسهل والأصح، خاصة مع الخبرات المكتسبة لدى المتقاعد خلال رحله عمله والتي تمكنه من التعامل بحكمه وتروي مع الضغوط.
ودعت الهيئة المتقاعدين أو المقبلين على التقاعد إلى عدم الخجل في طلب الاستشارات النفسية والاجتماعية من المختصين، والاستفادة من البرامج التي تتوفر في العديد من المؤسسات الحكومية الصحية أو غيرها، مشيرة إلى أن الدولة حرصت على وضع سياسة وطنية لتعزيز الصحة النفسية، تقديراً لدورها في تعزيز أمن المجتمع ورفاهية أفراده.
وأكدت الهيئة على جانب مهم في حياة الأسرة التي يتواجد فيها شخص متقاعد، وهي أهمية المساندة النفسية لتخطي أي تحديات تتعلق بصعوبات وتحديات مرحلة ما بعد التقاعد، وهذه المساندة هي الأساس الذي بُنيت عليه فكرة التأمين والتي تتجسد من خلال مبدأ التكافلية بين المؤمن عليهم في تغطية نفقات بعضهم البعض.
وقالت الهيئة إن من أهم العوامل التي تعزز من الصحة النفسية للمتقاعد والمؤمن عليه تحقيق التوافق الاجتماعي بين ما هو نفسي ومجتمعي، ويظهر ذلك على عدة مستويات تتعلق بالتحلي بالهدوء النفسي والطمأنينة، وتعزيز الشعور بالانتماء، والتفاؤل بالمستقبل، واتباع أنماط السلوكيات الذي تتوافق مع عادات المجتمع، والشعور بالأمن والأمان، والمشاركة المجتمعية الإيجابية في الأعمال الاقتصادية أو التطوعية.