- العسعوسي: مخزون الأرز لدينا لا يكفي أكثر من 4 أشهر.. وسنلجأ إلى الشركات للتخزين
- عبدالله علي : اتصالات مع الاتحاد لاجتماع طارئ وملتزمون بتعميم الأسعار على الجميع
- الفزير: نطالب بفتح باب الاستيراد واستثمار مزارع في الدول المنتجة
محمد راتب
أعلنت بعض الجمعيات التعاونية حالة الاستنفار تحسبا لارتفاع مرتقب في أسعار الأرز بعد إعلان الحكومة الهندية، أكبر مصدر للأرز في العالم، الخميس الماضي حظر تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي، بشكل فوري، للحد من ارتفاع الأسعار في أسواقها المحلية. في هذا الإطار، أكد رؤساء جمعيات تعاونية وتعاونيون
لـ «الأنباء» أن قرار الهند قد يؤثر في أسعار مادة الأرز، الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا وجادا من الجهات المعنية واتحاد الجمعيات التعاونية للتعاقد مع مصادر أخرى لضمان الاستقرار السعري وتوفير المادة التي تعتبر أساسية في الحياة اليومية، إضافة إلى زيادة السعة التخزينية، مشيرين إلى مخاوف من امتداد القرار إلى أرز البسمتي المستخدم بشكل رئيسي في الكويت. والتقت «الأنباء» عددا من رؤساء التعاونيات والتعاونيين للحديث عن التدابير المأخوذة للحد من ارتفاع الأسعار، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الفيحاء التعاونية فؤاد العسعوسي لـ «الأنباء»: إننا ملتزمون بقرارات الاتحاد ووزارة التجارة بعدم رفع الأسعار إلا بعد الحصول على الموافقة بهذا الشأن، موضحا أن الأرز الهندي سلعة أساسية في الكويت، وقرار الحكومة الهندية سيؤثر سلبا.
وبسؤاله عن التدابير التي سيجري اتخاذها بهذا الخصوص، قال إن هناك الكثير من الحلول لتجاوز هذه العقبات من خلال تخزين كميات أكبر والبحث عن بدائل، بالتنسيق بين الاتحاد ووزارة التجارة.
وفيما يتعلق بمخازن الجمعية، أوضح أن الكميات الحالية لا تكفي لأكثر من 4 أشهر، وسنوفر هذه السلعة وندعمها حال نقصها، وسنرفع الكميات المخزنة إلى ما يكفي لـ 6 أشهر، إضافة إلى الشراء والتخزين في مخازن الشركات باعتبارهم يمتلكون مخازن مجهزة ومهيأة إن كان الأمر ممكنا ومتوافرا.
من جهته، ذكر رئيس جمعية الشعب التعاونية م.عبدالله علي لـ «الأنباء» أن على الجمعيات التعاونية والاتحاد دورا كبيرا في استقرار الأمن الغذائي، خصوصا في ظل الحديث عن أزمة تتعلق بالأرز، موضحا أنه ستكون هناك اتصالات مع مسؤولي الاتحاد وعقد اجتماع طارئ لبحث هذا الموضوع، ووضع الحلول العاجلة.
وأشار إلى أن الاتحاد مطالب بالبحث عن مصادر أخرى لاستيراد الأرز مثل باكستان وغيرها من الدول المصدرة، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، إلى جانب قيام الجمعيات بتوفير مساحات أوسع في مخازنها لصالح الأرز وتخزينه بالشكل المطلوب مع عدم رفع سعره رغم كل الظروف، والتقليل من المواد الأخرى قدر الإمكان لصالح مخزون العيش.
وأوضح أن الجمعيات تتحسب لارتفاع أسعار عالمي، وتعلم أن الشركات قد تستغل الطلبيات الكبيرة، ولكننا لن نسمح لهم بذلك، وملتزمون بتعاميم الاتحاد، معربا عن ثقته في لجنة الأسعار ـ التي تولى رئاستها في وقت سابق ـ بتثبيت الأسعار والتي سيكون عليها المعول بعد الله سبحانه في توحيد الأسعار وتثبيتها، ومنع أي تفاوت.
بدوره، أكد أمين الصندوق في جمعية السالمية التعاونية علي الفزير لـ «الأنباء» الالتزام بقرارات الاتحاد وعدم زيادة السعر إلا بتعميم، موضحا أن في مخازننا من المواد الأساسية ما يكفي 6 أشهر على الأقل.
وبسؤاله عن توقعاته باحتمال حصول أزمة، أشار إلى أن كل الاحتمالات واردة، ولكن هناك بدائل متاحة لابد من النظر فيها، وأبرزها التوجه نحو الدول الأخرى المصدرة مثل باكستان وتايلند وفيتنام، إضافة إلى العيش المصري المتوافر بكميات كبيرة.
وأوضح أنه حتى الآن لا يوجد أي مؤشر لوقوع أزمة، وسيتم الجلوس مع الشركات غدا وطلب شراء كميات كبيرة بالأسعار المعتمدة من الاتحاد، خصوصا ان الأرز سلعة لا تتعرض للتلف، مطمئنا المستهلكين أن الأمور بخير والمادة ستبقى متوافرة.
ودعا الجهات المعنية إلى البحث عن البدائل، واتحاد الجمعيات إلى تفعيل رخصة الاستيراد الممنوحة له باسمه، مشددا على ضرورة الخروج من الفكر الاستهلاكي إلى الإنتاجي عبر استثمار مزارع في باكستان والدول المنتجة للأرز باسم اتحاد الجمعيات، أسوة بما قامت به الدولة من استثمار مزارع لإنتاج عيش التموين.
تايلند وفيتنام وباكستان والولايات المتحدة أبرز الوجهات المتوقعة
الدول المنتجة للأرز.. بدائل متوافرة حال وقوع أي أزمة
يعتبر البحث عن بدائل عن الهند أبرز الحلول العملية للخروج من أزمة ارتفاع أسعار الأرز المحتملة، حيث تعد الهند (صاحبة قرار إيقاف التصدير) رائدة تصدير الأرز المهيمنة، وقد برزت في عام 2021 كأكبر دولة مصدرة للأرز، حيث بلغت صادراتها 8.36 ملايين طن متري، وذلك راجع إلى أراضيها الخصبة ومناخها وشبكة الأنهار الواسعة، وتحتل تايلند المرتبة الثانية بعدها مع 1.86 مليون طن من الصادرات. وتأتي فيتنام في المركز الثالث، حيث صدرت 1.65 مليون طن من الأرز في 2021، ويتركز الإنتاج في منطقة دلتا ميكونغ، التي تتميز بتربة خصبة وموارد مائية وفيرة، وتأتي باكستان في المرتبة الرابعة مع 1.57 مليون طن من صادرات الأرز. أما المرتبة الخامسة عالميا فهي من نصيب الولايات المتحدة، حيث بلغت صادرات الأرز 1.25 مليون طن متري، ويتركز الإنتاج في الولايات الجنوبية، ولاسيما أركنساس وكالفورنيا ولويزيانا وميسيسبي وتكساس، وتشتهر بأصنافها عالية الجودة من الأرز طويل الحبة.
دعا إلى تفعيل توصيات لجنة الأمن الغذائي
المانع لـ «الأنباء»: نطالب بشركة لاستزراع القمح والأرز لتحقيق «الاكتفاء الذاتي»
محمد راتب
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك مشعل المانع أن هناك حلولا بعيدة وأخرى قصيرة المدى لتخفيف تبعات قرار الهند إيقاف تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي، منها إبرام صفقات مع دول منتجة للأرز، وعمل مخازن أوسع للدولة لتخزين كميات وافية للبيع وقطاع اللوجستيك بالإضافة إلى إنشاء شركة خاصة بمساهمة حكومية لإنتاج المنتجات الأساسية كالأرز والقمح.
وأشار المانع، في تصريح لـ «الأنباء»، إلى أن الأرز سلعة أساسية ونحن نستورد من الهند، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود كميات من الأرز قد تكفي لأكثر من 6 أشهر، ولكن يعتمد تصدير محصول الأرز في كل عام على الموسم، وبالتالي فقدنا نحن حصة التوريد هذا العام إلى السوق الكويتي، مما قد يزعزع أسعاره لدى منافذ البيع.
وبسؤاله عن وجود خطة بديلة لدى الحكومة، وهل تم عمل صفقات استباقية لتوريد الأرز من دول أخرى، بين أن الأمر بيد الجهات المعنية، وقد استبشرنا خيرا بتوصيات لجنة الأمن الغذائي التي ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية وهي: الإنتاج ثم التخزين ثم التصنيع، مطالبا بتفعيلها من جديد. وأشار المانع إلى أن العالم يدق ناقوس الخطر، وينذر بقدوم مشاكل تتعلق بتدفق السلع وخاصة بعد انسحاب روسيا من تفاوض القمح، وعدم السماح ببيعه لدول العالم، موضحا أن سلعة أساسية أخرى كالأرز تتوقف اليوم عن التصدير من اكبر مصدريها في العالم وهي مشكلة تستحق الحضور وبقوة لإيجاد حلول عملية وسريعة.
مصدر مسؤول لـ «الأنباء»: لا أزمة «عيش» والأمور مستتبة
أكد مصدر مسؤول لـ «الأنباء» أنه لا توجد أزمة عيش تلوح في الأفق حتى الآن والأمور مستتبة، والمخازن مملوءة بكميات كبيرة، مشيرا إلى أن الجمعيات اعتادت على التعامل مع مثل هذه الظروف وستلجأ إلى البدائل وشراء كميات من الأرز إلى أجل من دون تسلمها، بالإضافة إلى زيادة مساحات المخزون.
تجار جملة لـ «الأنباء»: كمياته في الأسواق المحلية متوافرة.. والإقبال الكثيف عليه يكون في رمضان
مصادر في «التجارة» لـ «الأنباء»: نتابع أسعار الأرز والأوضاع مستقرة
عاطف رمضان
أكدت مصادر في وزارة التجارة والصناعة في تصريح لـ «الأنباء» ان الوزارة تتابع أسعار المواد الغذائية الأساسية منها الأرز، مشيرة الى أن أسعار الأرز في الأسواق المحلية حاليا مستقرة. وأضافت المصادر أن الأرز منتج مدعوم من الدولة ضمن المواد التموينية، مطمئنة بذلك المواطنين من المعلومات المترددة في مواقع التواصل عن احتمالية ارتفاعات في أسعار الأرز ربما تصل ما بين 50 و100 دولار في الطن الواحد.
من جهة أخرى، أكد عدد من تجار الجملة بمنطقة الشويخ في تصريحات متفرقة لـ«الأنباء» ان أسعار الأرز في الكويت حتى الآن مستقرة وان كيس الأرز وزن 5 كيلو يتراوح سعره فيما بين 1.250 دينار و4 دنانير و500 فلس تقريبا حسب الجودة، وان الكميات متوافرة وان زيادة الإقبال على شراء الأرز تكون عادة قبيل وخلال شهر رمــضـان المـبارك. في البداية، قال تاجر الجملة محمود كريمي لـ«الأنباء» إن أسعار الأرز مستقرة والكميات في الأسواق متوافرة وإن سعر كيس الأرز وزن ٥ كيلو يتراوح من دينار ونصف الى 4 ونصف حسب نوعية الأرز.
وأضاف كريمي أن الإقبال على شراء الأرز يكون خلال شهري شعبان ورمضان المبارك.
ولفت الى ان أسعار المنتجات الغذائية في الكويت حاليا مستقرة ولا توجد ارتفاعات في الأسعار بالرغم من الارتفاعات العالمية للأسعار، لكن في الكويت الأسعار اقل من بعض البلدان المجاورة نتيجة توافر الكميات. من جانبه، قال التاجر خليل محمود إن أسعار الأرز مستقرة، مشيرة الى انه لا يتوقع ارتفاعات لأسعار الأرز خلال الفترة المقبلة.
بدوره، أفاد التاجر مهدي غلام بأن أسعار الأرز في السوق المحلي مستقرة وانه لا يتوقع بارتفاع الأسعار مستقبلا.
في السياق ذاته، قال التاجر حسن محمد ان ما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاعات محتملة لأسعار الأرز هي شائعات لا تؤثر على أسعار الأرز في الكويت.
من جهته، قال اسماعيل إبراهيم وهو مسؤول في محل جملة ان أسعار الأرز حاليا مستقرة والكميات متوافرة في الأسواق المحلية وان الإقبال على الأرز يكون خلال شهر رمضان المبارك.
أما روشن محمد وهو تاجر جملة فقد أكد أن سعر كيس الأرز 5 كيلو يبدأ من دينار وربع كذلك دينارين وربع حسب جودته وان الكميات متوافرة وان الإقبال على الشراء يكون في بداية شهر رمضان المبارك.
وتوقع ان يكون تأثير ارتفاع الأسعار على الأرز الأبيض خلال الشهور المقبلة، مشيرا الى ان الأرز الأبيض لا يوجد عليه إقبال في الكويت خاصة من قبل المواطنين الذين يقبلون على شراء المنتجات التي تتمتع بجودة عالية.
من جانبه، قال محمود القريشي ـ تاجر جملة ـ إن سعر كيس الأرز 5 كيلو يبدأ من دينار واحد للأرز الأبيض ويصل الى 3 دنانير و500 فلس حسب الجودة وان الاقبال على شراء الأرز في شهر رمضان المبارك، مشيرا الى انه لا يتوقع ارتفاع اسعار الأرز بسبب كثرة المنافسين في السوق المحلي ووجود انواع كثيرة منه، ما يعني كثرة البدائل منه بالاضافة الى وجود الجهات الرقابية مثل وزارة التجارة واتحاد الجمعيات التعاونية.
الكويت غير منكشفة على الأرز الهندي المحظور تصديره.. تموينياً
علي إبراهيم
أكدت مصادر لـ «الأنباء»، أن قطاع التموين في الكويت غير متأثر بتداعيات قرار السلطات الهندية بمنع تصدير الأرز غير البسمتي إلى الخارج حتى الآن، وأن المخزون الاستراتيجي من «العيش» بالكويت ممتاز ويغطي الاحتياجات التموينية التي تقدم إلى المواطنين.
وأشارت المصادر إلى أن الأرز غير البسمتي الذي منعت الهند تصديره هو الأكثر طلبا في السوق المحلي هناك، ويعد «طعام الشعب» وهو ما يبرر الإجراء الذي اتخذته الدولة، بينما يختلف الأرز البسمتي الذي تعتمد عليه الكويت في السوق المحلي عنه اختلافا كليا ولا يخضع لقرارات حظر التصدير حتى الآن.
ولفتت المصادر إلى أن إمدادات الكويت حتى الآن من الأرز مستمرة من دون تأثر، وأن الأمر لا يدعو للقلق إذ ان التموين في الكويت غير منكشف على النوع المحظور تصديره من الأرز الهندي.