طوّر مركز الفجيرة للبحوث، التابع لهيئة الفجيرة للبيئة، نموذجاً لتتبع الثروة السمكية والشعاب المرجانية والأنواع البحرية بدقة غير مسبوقة.
وذكر المركز أن النموذج يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم لتحليل البيانات البصرية، وتمييز الأنواع البحرية استناداً إلى الصور والفيديوهات الملتقطة من أعماق البحار، حيث تم تدريب النظام على آلاف الصور والفيديوهات، ما يمكنه من التعرف بدقة إلى مجموعة واسعة من الكائنات البحرية، وتحديد الأنواع وتصنيفها، مثل الأسماك والشعاب المرجانية، ويسهم في توثيق التنوّع البيولوجي البحري.
وأضاف المركز أن النموذج يستخدم لتحليل البيانات المجمعة لتقييم صحة النظم البيئية البحرية ومستويات التنوّع البيولوجي فيها، حيث يساعد الباحثين وصناع القرار، من خلال النتائج التي يتم التوصل إليها، على اتخاذ الخطوات الصحيحة للحفاظ على البيئة البحرية وإدارتها، مؤكداً أن النموذج سيكون متاحاً للجهات الحكومية، والمؤسسات البيئية، والباحثين في مجال العلوم البحرية، إضافة إلى المنظمات غير الحكومية التي تعمل في مجال الحفاظ على البيئة البحرية.
وتابع المركز أن خبرات الباحثين في قسم العلوم البحرية وقسم الذكاء الاصطناعي أسهمت في ضمان كفاءة النموذج، إضافة إلى دعم المتطوعين من الغواصين الذين جمعوا البيانات اللازمة لتزويد النظام بها.
وقالت باحثة العلوم البحرية في المركز، مريم الحفيتي، إن «المحيطات تحتوي على كميات هائلة من البيانات الضرورية لفهم الحياة البحرية والحفاظ عليها، ومن خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي، تمكنّا من تطوير أداة تعزّز قدرتنا على مراقبة التنوّع البيولوجي البحري بدقة وكفاءة».
وذكر مسؤول قسم الذكاء الاصطناعي في المركز، سايمون زيريسيناي، أن «التحدي الأكبر هو تصميم نظام قادر على التعامل مع التنوّع الكبير في البيانات التي تم جمعها من بيئات بحرية مختلفة عبر استخدام تقنيات التعلم العميق وتحسين الخوارزميات، إلا أننا تمكنا من تطوير نظام يمكنه تصنيف الأنواع البحرية بدقة عالية، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والحفاظ على البيئة البحرية».