مع الانتشار الواسع لزراعة الموز وزيادة الإقبال عليها من المزارعين تتصدر مخاوف من أن يحتل مكان الخضراوات المحمية، ما يمهد لأزمة لاحقاً قد تتولد من خلال شح وجود هذه المنتجات الزراعية في الأسواق، وبالتالي صعوبة الحصول عليها، الأمر الذي يحتاج أن يقترن هذا التوسع بالتخطيط والدراسة وعدم إغفال وجود تأثير سلبي للتوجه الكبير لدى مزارعينا في التوسع بزراعة الموز على واقع إنتاجنا الزراعي المحلي.
وإن كان لزراعة الموز القدرة على تحقيق الأرباح للمزارعين – وهذا حق متاح لهم – خصوصاً في ظل الظروف الضاغطة اقتصادياً التي يتعرضون لها، فهل هذا الباب الزراعي المفتوح دائم العطاء لهم من حيث الشروط الزراعية والتربة والمناخ المحلي؟ سؤال يتردد باستمرار رغم أن المبررات الموجودة للإقبال على زراعة الموز مقنعة مبدئياً، كونه يحتاج إلى مجهود أقل من ناحية العناية والمتطلبات ومخاطر زراعته أقل في حال الفشل، وبالتالي الخسارة المادية محدودة في حين أن نجاح المحصول يوفر أرباحاً مرضية للمزارعين، خصوصاً أن هذا النمط من الزراعات يعد موسمياً. وقال الباحث الزراعي الدكتور مجد درويش: «تحتاج زراعة الموز إلى المزيد من الدراسة والتخطيط وبشكل يحاكي واقعنا الزراعي الحالي».