يري الكاتب الأميركي بيتر سوسيو أن الإدانة الجنائية بحق الرئيس السابق دونالد ترامب في نيويورك بتهم تزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مال لشراء الصمت لنجمة سينمائية، يمكن أن تتسبب في تعقيدات وصعوبات لحملته للانتخابات الرئاسية حتى لو لم يتم إيداعه في السجن.
غير أن سوسيو، وهو كاتب أسهم في أكثر من 40 مجلة وصحيفة وموقعاً إلكترونياً، قال إن نتيجة الإدانة في نيويورك، التي زعم الرئيس السابق أنه «تم التلاعب فيها» و«غير عادلة»، أججت مشاعر قاعدته التي تبرعت بسرعة لحملته الانتخابية.
وأضاف سوسيو، أن ترامب أعلن، الأسبوع الماضي، أنه جمع نحو 53 مليون دولار تقريباً مباشرة بعد تلقي حكم الإدانة، بينما أضافت حملته 12 مليوناً أخرى يوم الخميس الماضي من خلال جمع التبرعات عبر الإنترنت في سان فرانسيسكو، مركز النشاط الليبرالي.
وأخفقت حملة ترامب بشكل كبير في أن تجمع في أي مكان أموالاً تقترب من حجم الأموال التي جمعتها حملة الرئيس جو بايدن هذا العام، بينما تسببت القضايا القانونية للرئيس السابق في تهميشه ودفعه خارج مسار الحملة الانتخابية. ومايزال السباق محتدماً للغاية مع تبقي نحو خمسة أشهر على موعد الانتخابات.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «فوكس نيوز» في ساعة متأخرة يوم الخميس الماضي، أن ترامب متفوق على بايدن الآن بخمس نقاط في ولايتين متأرجحتين، وهما نيفادا وأريزونا.
وهاتان الولايتان سبق أن ذهبتا إلى بايدن في عام 2020، لكنهما كانتا جزءاً من مسار ترامب صوب الفوز في انتخابات عام 2016.
ولم يؤثر حكم الإدانة الأخير الصادر بحق ترامب كثيراً في الناخبين في أي من الولايتين، غير أن استطلاعاً حديثاً أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وكلية «سيينا»، أشار إلى أن الحكم ربما يكون مهماً قليلاً على الأقل.
وتراجع تقدم ترامب على بايدن من ثلاث نقاط إلى نقطة في عموم البلاد، وأعاد ذلك الاستطلاع إجراء مقابلات مع 2000 من الناخبين المحتملين.
وتابع الكاتب أنه من المحتمل أن يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للرئيس السابق هو أن استطلاعاً للرأي أجري، أخيراً، وجد أن 10% من الناخبين الجمهوريين قالوا إن الأمر الأقل احتمالاً أن يصوّتوا لمصلحة ترامب عقب حكم الإدانة بحقه.
وبالمثل وجد استطلاع أجرته شركة «مورنينج كونسلت» أن بايدن حقق زيادة بمقدار ثلاث نقاط، لترتفع نسبة التأييد له إلى 45% في عموم البلاد، بينما ظلت نسبة التأييد للرئيس السابق ترامب ثابتة عند 44%.
وتساءل سوسيو هل يكون روبرت كينيدي جونيور أكبر عقبة أمام ترامب أو بايدن؟
وأوضح سوسيو أن العامل الأكبر في انتخابات عام 2024 ربما يكون روبرت إف كينيدي جونيور، الذي يمكن أن يؤثر بشكل خطر في بعض الولايات الرئيسة التي تُعدُّ معتركاً للمترشحين.
وأظهر استطلاع آخر لشبكة «فوكس نيوز» نشرت نتائجه، الأسبوع الماضي، أن ترامب سيخسر 10% من الأصوات في فيرجينيا لنجل السيناتور الراحل عن ولاية نيويورك روبرت إف كينيدي، مقابل 7% فقط من بايدن.
وفي ولاية أولد دومينيون، يحتفظ بايدن بتقدم بثلاث نقاط على ترامب، بنسبة 51% إلى 48%، لذا فإن خوض كينيدي الانتخابات يؤثر كثيراً في فرص الرئيس السابق.
وعلى الرغم من أن فيرجينيا تُعدُّ من الناحية التاريخية ولاية متأرجحة، فإنها ذهبت إلى الديمقراطيين منذ عام 2008.
ويمكن أن يساعد كينيدي الذي حاول الترشح كديمقراطي قبل دخول السباق كمستقل، أيضاً بايدن في ولايات متأرجحة رئيسة أخرى، خصوصاً في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، وهي ولايات ساعدت في دفع ترامب للفوز في انتخابات عام 2016، لكنها ذهبت لبايدن بعد ذلك بأربع سنوات.
وفي الشهر الماضي، حذّر الخبير الاستراتيجي للحزب الجمهوري كارل روف، من أن كينيدي قد يسرق الناخبين غريبي الأطوار من ترامب، ما يشير إلى مدى تقارب السباق هذه المرة.
وأشار الكاتب إلى أن الحكم الأخير ربما قد ساعد ترامب في جمع بعض الأموال التي هناك حاجة ماسة إليها، وحفز بالتأكيد قاعدته.
وقال سوسيو، في ختام تقريره، إن ترامب لا يمكنه تحمل خسارة أي أعداد كبيرة من الجمهوريين، بينما يمكن أن يكون كينيدي بمثابة خيار للمستقلين الذين لا يروق لهم أي من الخيارين.