دعت شرطة الفجيرة والبلدية ومركز الفجيرة للمغامرات مرتادي المناطق الجبلية، وهواة التسلق والمشي في المناطق الوعرة إلى الحذر من أماكن جريان الوديان أثناء ارتيادهم المناطق الجبلية، لما تشهده الدولة من تقلبات في حالة الطقس، وتوقع سقوط الأمطار.
وأكدت أن وجود أشخاص في أماكن جريان الأودية، والمناطق الجبلية المنعزلة في ظروف هطول الأمطار، يعرض حياتهم للخطر نتيجة جريان الأودية المفاجئ.
وشددت على ضرورة الامتثال لتعليمات الجهات المختصة أثناء هطول الأمطار، والتعاون معها عند حالات الطوارئ، واتباع الإجراءات التي تعلنها الجهات الرسمية حرصاً على سلامتهم.
كما حثت على الالتزام بالإجراءات التي تحفظهم من الضياع أو التعرض للإعياء البدني، وتتمثل في البعد عن المخاطر التي تنتج عن تقلبات الطقس، وتجنب الأجواء الماطرة، والابتعاد عن التجمعات المائية ومجاري الأودية وقنوات المياه الطبيعية، وتجنب الجلوس فيها، وعدم المجازفة باجتيازها أثناء جريانها.
وتفصيلاً، دعت شرطة الفجيرة السائقين إلى التزام قواعد السير والمرور، والتقيد بالسرعات المقررة، نظراً للتقلبات الجوية التي تشهدها المناطق الشرقية من الدولة.
وبادرت بلدية الفجيرة بسحب المياه المتجمعة في المناطق التي شهدت سقوط أمطار، مؤكدة اتخاذ فرقها الإجراءات الاحترازية، والاستعدادات اللازمة قبل هطول الأمطار، من خلال وضع آلية للتعامل السريع مع التجمعات المائية، والتأكد من جاهزية تشغيل المضخات لسحب وشفط المياه.
وأفادت بأنها أصدرت قراراً موجهاً للمكاتب الاستشارية والهندسية ومكاتب المقاولات في الفجيرة والمناطق التابعة لها، يفيد بضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة الخاصة بالمواقع الإنشائية، فيما يتعلق بالأمن والسلامة المهنية من جميع النواحي، وخصوصاً السياجات ولوحات المشروع والسقالات والرافعات ومصاعد الخدمات والعمال، بسبب التقلبات الجوية المتوقعة.
كما خاطبت مكاتب الاستشارات الهندسية والمقاولات لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة في المواقع الإنشائية، تفادياً للحوادث، وتحقيقاً للسلامة العامة، حفاظاً على الأرواح والممتلكات الإنشائية في مواقع العمل.
وتبذل الجهات الأمنية والمؤسسات المسؤولة عن المناطق الجبلية بالمنطقة الشرقية جهوداً مختلفة لتأمين المسارات الجبلية المخصصة لرياضة الهاينكج، وتسلق الجبال والمشي في المناطق الوعرة، من خلال وضع الضوابط والقوانين لتنظيم سياحة المناطق الجبلية خلال فصل الشتاء، نظراً لانتعاشها من قبل المواطنين والمقيمين والسائحين من خارج الدولة.
ويختار مرتادو المسارات الجبلية لممارسة هوايتهم أوقاتاً مختلفة، بدءاً من الخامسة فجراً، مروراً بساعات الظهيرة، ووصولاً إلى الساعات المتأخرة من الليل، ما يتطلب وضع خطط أمنية وطبية تغطي كل هذه الأوقات.
وأكد مدير إدارة شرطة المنطقة الشرقية، العقيد الدكتور علي الكي الحمودي، تكثيف جهود الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع عدد من الجهات في المنطقة الشرقية، بهدف خدمة مرتادي المناطق السياحية المختلفة، من خلال تعزيز الحضور الأمني، وتنظيم الحركة المرورية على الطرق.
كما أكد الحمودي تخصيص حملة «سياحة بأمن وسلامة»، التي تتضمن برامج، تهدف من خلالها لتوعية السياح، وتحذيرهم من الممارسات الخطأ أثناء القيادة في موسم الأمطار أو عند الدخول إلى أماكن السيول والأودية، مشيراً إلى أن إدارته تسعى من خلال الحملة إلى استمرار التواصل بين الشرطة والمجتمع، عبر وجود عناصرها على مدار الساعة، لتقديم النصح والإرشاد للسياح والمرتادين على نحو يعكس الوجه الحضاري للإمارة.
ودعا المواطنين والمقيمين والسياح إلى عدم التردد في طلب مساعدة أفراد الشرطة عند الحاجة إليهم، وحثهم على اتباع التوجيهات والتقيد بالقوانين، واحترام العادات والتقاليد، بهدف قضاء أوقات سعيدة بعيدة عن الحوادث.
وكشف مركز الفجيرة للمغامرات لـ«الإمارات اليوم» عن إصداره قوانين وأنظمة عمل، تستهدف هواة تسلق الجبال عبر المسارات الجبلية، وهواة المشي على القدمين في المناطق الوعرة، والمجموعات التي تنظم الرحلات الجبلية، إضافة إلى الشركات السياحية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً تأهيل عدد من موظفيه من ذوي الخبرة بالمناطق الجبلية، للعمل كفرق تفتيشية على المسارات الجبلية والبرية.
وأوضح أن «الأنظمة والقوانين من شأنها تنظيم الرحلات التابعة لشركات سياحة المغامرات في المناطق البرية والجبلية والبحرية في الإمارة»، مضيفاً أنه «لن يسمح لأي شركة بمزاولة أنشطتها في الإمارة دون الحصول على تصريح، للتأكد من استيفائها جميع الشروط المطلوبة، التي تصب في مصلحة سلامة الأشخاص والسياح».
وتابع المركز أنه وضع خططاً واستراتيجيات عمل لرياضة التسلق الجبلي، تتضمن تفاصيلها والمخاطر الناجمة عنها.
وأشار إلى أن الاشتراطات التي وضعها لمجموعات هواة التسلق في وسائل التواصل الاجتماعي، وشركات سياحة المغامرات ستضمن المحافظة على سلامة ممارسي رياضة التسلق من التعرض لحوادث السقوط والانزلاق والإغماء وغيرها، نظراً لتزايد أعداد ممارسي هذه الرياضة من الجنسين، ودخول الصغار والكبار فيها، على الرغم من تدني مستوى الجاهزية، وامتلاك الخبرة لدى كثير ممن يمارسون هذه الرياضة.
وأكد المركز أن إمارة الفجيرة تلقى اهتماماً واسعاً من هواة رياضة التسلق وركوب الدراجات الجبلية خلال فترة الشتاء واعتدال الأجواء، من شركات سياحة المغامرات، ما استدعى تنظيم عملها، واتباع اشتراطات تتمثل في إدارة المخاطر والتأمين الشامل للمشاركين، إضافة إلى تدريبهم على معايير ومتطلبات التسلق والغوص في الإمارة، حتى تكون الرحلة آمنة، ولا يتعرض أحد للخطر، لافتاً إلى أنه سيوفر برامج تدريبية للشركات التي لا تستوفي الاشتراطات المطلوبة.
وشدد المركز على أنه اعتمد المرونة في إصدار التصاريح الخاصة بالشركات، بأنواع تتماشى مع نشاط كل شركة عبر تصريح اليوم الواحد، أو الشهري، أو السنوي.
وقال إن «الهدف من ذلك حصر هذه الشركات وتوزيعها على المسارات بشكل منظم».
وأكد المركز أنه يسعى جاهداً لتوفير أفضل السبل والإمكانات للحفاظ على سلامة مرتادي المسارات الجبلية، من خلال اشتراطه على الشركات الحاصلة على التصريح منه إعلامه بجدول الرحلات والمواعيد للتنسيق مع الشركات الأخرى، مشدداً على أن سلامة المواطنين والمقيمين والسياح تعتبر أولوية.
وأضاف أنه سيطور 10 مسارات جبلية في مناطق متفرقة من الإمارة، من خلال تزويدها بمرافق خدمية، مثل دورات المياه واللوحات التوجيهية لتعريف الأشخاص بالمواقع التي يوجدون فيها، والمواقع والمعالم الأثرية والطبيعية.
مسارات جبلية للدراجات
قالت إدارة مركز الفجيرة للمغامرات إنها خصصت مسارات للدراجات الجبلية، يتم من خلالها تنظيم أنشطة مختلفة وبطولات عديدة، كبطولة «الاندورو للدراجات الجبلية»، مؤكدة أن هناك عدداً من الدراسات والاستراتيجيات التي تهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة عبر إدراج العديد من الرياضات ذات طابع التحدي، إضافة إلى إنشاء عدد من المراكز التدريبية على مستوى الإمارة، سعياً لتأهيل أبطال في مثل هذه الرياضات.
تأهيل
أهّلت أكاديمية الدفاع المدني في وزارة الداخلية 18 من كوادرها، لأداء مهام الإنقاذ في المناطق الوعرة، في الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة والمناطق الشرقية من الدولة، من خلال إخضاعهم لـ«دورة البحث والإنقاذ في المناطق الجبلية»، بهدف رفع قدراتهم في الإنقاذ والإسعاف.
• «إمارة الفجيرة تلقى اهتماماً واسعاً من هواة رياضة التسلق وركوب الدراجات الجبلية خلال فترة الشتاء، واعتدال الأجواء».