بعد أيام قليلة من انطلاق العام الدراسي الجديد في مدينة القدس الشريف، اشتدت الهجمة الإسرائيلية بحق المنهاج الفلسطيني، والتي اشتملت على منع تدريس مباحثه الدراسية داخل فصول المدارس المقدسية، وملاحقة إدارة تلك المدارس لإجبارها على توزيع كتب بلدية الاحتلال.
في هذا السياق، هددت وزارة المعارف الإسرائيلية بسحب الترخيص من المدارس المقدسية، حال تدريس المنهاج الذي تطبعه وتوزعه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، إذ أرسلت وزارة المعارف في السادس من شهر سبتمبر الجاري كتباً رسمية لإدارات تلك المدارس، تتضمن نصوص تلك التهديدات.
ويبلغ عدد الطلبة في مدينة القدس ما يقارب 100 ألف طالب وطالبة، فيما تنقسم مرجعية تعليمهم إلى قسمين: مدارس القسم الأول تدرس منهاج وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وهي المدارس التي أسستها الأوقاف الأردنية، وتتبع إدارياً للسلطة الفلسطينية، والمدارس الخاصة، ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
أما القسم الثاني، فهي المدارس التابعة لوزارة معارف الاحتلال، وتدرس المنهاج الإسرائيلي (البجروت)، وتلك التي تديرها بلدية الاحتلال، وتوزع على الطلبة كتباً محرفة، تتضمن تشويهاً للقيم الوطنية والمجتمعية الفلسطينية.
تهديدات لا تتوقف
الخطابات الرسمية التي أصدرتها المعارف الإسرائيلية موجهة إلى مديري المدارس المقدسية، حملت عنوان «استلام كتب تعليمية لمؤسسة تعليمية من قبل بلدية القدس»، فيما نصت على ثلاثة بنود رئيسة، جميعها حملت في طياتها التهديد، بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك بحسب رئيس اتحاد لجان أولياء أمور طلبة القدس، زياد شمالي.
ويقول شمالي في حديثه مع «الإمارات اليوم»: «إن أول تلك البنود، نص على أن وزارة المعارف تمول توزيع كتب تعليمية لمؤسسات تعليمية في القدس الشرقية، بواسطة بلدية الاحتلال، ولا يوجد فيها مضمون تحريضي ضد إسرائيل».
أما البند الثاني، خصت به المعارف الإسرائيلية مديري المدارس المقدسية، وجاء نصه: «أوقع على استلام الكتب التعليمية، التي لا تحتوي على مضمون تحريضي ضد إسرائيل».
ويبين شمالي أن «مفهوم عدم وجود مضمون تحريضي في الكتب الدراسية، أنه تم توزيع كتب المنهاج الفلسطيني المحرف على مدارس القدس لتدريسها، والتي أجرى الاحتلال على مضمونها تغييرات عديدة، كان لها الشأن من تشويه مضمونها».
ويسترسل: «إن تلك التغييرات التي طالت كتب المنهاج الفلسطيني شملت شطب دروس عديدة، وفقرات وآيات قرآنية، وأبيات شعر، وتلك الصور التي تجسد القضية الفلسطينية، في كل المباحث الدراسية».
وينوّه رئيس اتحاد لجان أولياء أمور طلبة القدس، إلى أن البند الثالث تضمن التهديد علانية بإلغاء ترخيص المدارس المقدسية، التي توزع كتب المناهج الفلسطينية، وجاء نص هذا البند: «تؤكد وزارة المعارف أنه في حال وجدت في المؤسسة التعليمية الكتب التي تشمل مضموناً تحريضياً، تفكر الوزارة بإلغاء ترخيص تلك المؤسسة».
مصادرة الكتب الفلسطينية
لتحقيق هدفه الأكبر للنيل من مدارس القدس، نفذ الاحتلال إجراءات عملية ضمن مخططه لتهويد المناهج التعليمية ومحاربتها، والتي شملت مصادرة الكتب الدراسية، لعدد من المواد التدريسية الصادرة عن وزارة التعليم الفلسطينية.
ويقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي: «إن قوات شرطة الاحتلال المنتشرة على أبواب المسجد الأقصى المبارك تمتلك قائمة من وزارة المعارف الإسرائيلية، تتضمن أسماء كتب المباحث التعليمية الصادر بحقها قرارات مصادرتها من طلبة مدارس الأقصى الشرعية، ومنع إدخالها إلى فصولهم الدراسية».
ويمضي الهدمي بالقول: «في السادس من سبتمبر الجاري، وخلال توجه طلبة المدارس الشرعية إلى فصولهم داخل باحات الحرم القدسي، في السابعة صباحاً بتوقيت الأراضي المحتلة، أوقفتهم قوات الاحتلال لتفتش حقائبهم، وتصادر منهم جميعاً كتب منهاج اللغة العربية للصف الثامن، وكتب منهجي التاريخ والجغرافيا للصف الحادي عشر».
وفي 31 من أغسطس الماضي، صادرت قوات الاحتلال كتب المناهج الفلسطينية، خلال نقلها إلى مدرسة «بيلارا» بالقدس، وأثناء ذلك اعتقلت الشرطة الإسرائيلية السائق والموظف المكلفين بإرسال هذه الكتب إلى المدرسة.
• لتحقيق هدفه الأكبر، نفذ الاحتلال إجراءات عملية شملت مصادرة الكتب الدراسية لعدد من المواد التدريسية الصادرة عن وزارة التعليم الفلسطينية.
• هددت وزارة المعارف الإسرائيلية بسحب الترخيص من المدارس المقدسية، حال تدريس المنهاج الذي تطبعه وتوزعه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.