تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إن لديها عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.
للمجتمع الإماراتي عادات وتقاليد خاصة قبل العيد، لاسيما في ما يخص التهاني، إذ ينص السنع على التهنئة بعد صلاة العيد وليس قبلها، والبدء بها بالسلام على الوالدين أو من ينوب عنهما وفقاً لعادات المجتمع الإماراتي التي قد تختلف من منطقة لأخرى، إلا أنها تحمل القيم ذاتها التي تهدف إلى تعزيز التلاحم والترابط الأسري بين أفراد المجتمع الواحد.
متى تبارك؟
يحرص الكثير من الأشخاص على إرسال عبارات وتهاني العيد عبر الهواتف والتهنئة به قبل يوم العيد، إلا أن السنع والعادات لدى المجتمع الإماراتي كانت ومازالت تتمثل في التبريكات بعد صلاة العيد وليس قبل ذلك، ويحافظ أبناء المجتمع على هذه العادة حتى اليوم، فنلاحظ على الأفراد عند خروجهم من البيت لصلاة العيد أنهم لا يقومون بالسلام على أحد حتى انتهائهم من الصلاة، ويقومون بالتهنئة مباشرة بعد الصلاة وإطلاق مدفع العيد.
3 أقسام
ينقسم السلام في العيد إلى ثلاثة أقسام: الأول خاص بالناس جميعاً، والثاني خاص بالأقارب والأهل، والثالث خاص بالأرحام، فبعد الخروج من المسجد فإن أول من يجب أن تسلم عليه وتبارك له بالعيد هما الوالدان أو من ينوب عنهما، فعلى الشخص أن يذهب للوالدين ويسلم عليهما، وإن كانا في إمارة أو منطقة أخرى فعليه أن يصل إليهما، وإن لم يستطع هنأهما بمكالمة هاتفية، وكذلك الأمر لدى الأشخاص المغتربين على سبيل المثال الذين يدرسون خارج البلاد عليهم أن يتصلوا بوالديهم وتهنئتهم بالعيد فور الانتهاء من صلاة العيد، ثم السلام على المعارف والأصدقاء. وتستمر التهاني بالعيد حتى الظهر للعامة، أما في المساء فيكون سلام الأرحام ويكون لمدة ثلاثة أيام فقط، وبالنسبة للزيارات تكون وفقاً للقرب، إذ يزور الأفراد الأهل والأقارب الذين يسكنون في المناطق القريبة أولاً ثم تهنئة الأرحام في الأماكن البعيدة، حيث يعد سلام العيد واجباً يعزز التلاحم والترابط الأسري.
مصطلحات مختلفة
تتنوع البيئة الجغرافية في دولة الإمارات، ولكل منطقة بيئية مصطلحات يتميز بها أهلها عند التهنئة بالعيد، فعلى سبيل المثال يبارك أهل الجبل بالعيد بقول: «هنيتوا ببركات العيد».
أما البدو فعند السلام يقولون: «عوادة العيد»، بينما يقول أهل الساحل: «مباركن عيدكم وعساكم من العايدين»، ويبارك البعض بقول: «كل عام وأنتم بخير»، وكل هذه العبارات صحيحة ومقبولة بين أفراد المجتمع الإماراتي.
• بعد الخروج من المسجد أول من يجب أن تسلم عليه وتبارك له بالعيد، هما الوالدان أو من ينوب عنهما.
• العادات لدى المجتمع الإماراتي كانت ومازالت تتمثل في التبريكات بعد صلاة العيد وليس قبل ذلك.
• تتنوّع البيئة الجغرافية في دولة الإمارات، ولكل منطقة مصطلحات يتميز بها أهلها عند التهنئة بالعيد.